بعد التظاهرات المفتعلة من قبل الشعب وهنا لا اقصد أن اغلب من خرج للتظاهر كان مدسوسا ولا ارغب بلغة التعميم لان التعميم فكرة خاطئة تخطر في بال احدنا بين الفينة والأخرى ، ولكن نقول أن الكثير من الذين خرجوا كان بفعل أصابع تحركهم وأجندات تدفعهم وحتى يافطات هيأت لهم وأقاويل نُسجت بفن ونُقلت لهم وكأن احدهم ببغاء يردد ما تريده الأحزاب المعارضة لحكومة السيد المالكي ، والأنكى من كل ذلك أن هذه الأحزاب مشتركة بالحكومة وبوزارات لا تقل عن تسع أو عشر وزارات وتمارس دور المعارضة البرلمانية وهذا ما لم نألفه ونسمعه ونقراه في كل الكتب وفي كافة الدول المتحضرة والغير متحضرة إلا في العراق بلد العجائب والغرائب.
لو أسلمنا جدلا أن السيد المالكي سيكون مشمولا بالمهلة التي تنتهي يوم 7/6 من هذا العام ، فهذا يعني بلغة العقلاء أن كل الأحزاب والتيارات والوزارات وغيرها ستكون مشمولة مع السيد المالكي ، وهذا يعني بلغة أوضح أن الفشل سيكون خيمة لكل من كان في العملية السياسية ولا يخرج من دائرة الفشل أي تيار أو حزب أو برلماني أو شخصية سياسية ، وهذا يعني أيضا إن لو كان هنالك معارضة في البرلمان فهي التي ستكون بموقف ايجابي ، وبما أن في برلمان العراق لا توجد معارضة برلمانية لان الكل مشترك بالحكومة شئنا أم أبينا ، وهذا يعني من خلال لغة المنطق أن الكل سيكون قد ابصم على انه الفاشل ولا تفيد معهم أي تبرير أو نبرة فيها من التلاعب بمعاني الألفاظ الكثيرالكثير أو التكلم بلغة الرجل الوطني الذي يكون حريصا على مصلحة العراق .
عليهم أن يتركوا هذه اللغة لرجل واحد وهو السيد المالكي فهو الحريص من وجهة نظري على استقرار العراق لكونه الرجل الأول في الدولة وما عداه يعتبر كمن ساهم في الوليمة واشبع بطنه وبالأخير انتقد الطباخ لهذه الوليمة ، الحق هنا أما أن نكون مع أو لا نكون مع ، مشكلة قوائمنا وساستنا يريدون أن يكونوا عندما يشعرون بان هنالك منافع فئوية فردية كانت أم حزبية وبنفس الوقت يتنصلون ويخرجون سرا وعلانية من دائرة العتاب إن كان هنالك عتاب أو فشل في المسيرة السياسية ، ويحاولون بطريقة التخبط المنظورة من إلقاء اللوم على غيرهم ، وليس فيهم من الشجاعة التي تصل لمرحلة الاعتراف بالخطأ ، والمصيبة إنهم يتكلمون وكأن احدهم هو من وضع الخطوط العريضة للسياسة العالمية أو احدهم هو أفضل من جيفرسون ( رجل فلسفة أميركي وعالم آثار ومهندس معماري وسياسي ونائب الرئيس الأميركي جورج واشنطن والرئيس الثالث للولايات المتحدة والمؤلف الرئيسي لإعلان الاستقلال ) .
هم فرحون بقدوم اليوم المخصص لانتهاء المهلة دون أن يفهموا إن الشعب يعلم قبل أن يعلموا إنهم أول من سيحاسبون وأول من ستتوجه لهم الانتقادات وهم لا يعلمون إن السيد المالكي قد وضع الكرة في ملعبهم ليس الآن وإنما من اليوم الأول الذي تم فيه تحديد المهلة أعلاه ، ولكنهم قمة في التبجح والعنجهية وما كسبنا منهم إلا لغوه فارغة وعويل وصراخ ومهاترات تسمى جزافا بالسياسة وهم بعيدون عنها كبعد الأرض عن السماء .
طوبى لك يا مالكي فانك فعلا عراب الساسة والمعلم الأول وهم لا يعلمون انك من وضعهم بزاوية ميتة وها هم الآن في مرحلة انتظار الموت في يوم الانتهاء يوم يجعلنا نسألهم ماذا قدم وزرائكم للعراقيين وماذا قدمت غير وجع الرأس يا سادة يا كرام .
alimwi@yahoo.com |