• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الرؤيا الشعرية في عدسة الرؤية .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

الرؤيا الشعرية في عدسة الرؤية

 عندما تأخذ اللغة الشعرية دوراً موثراً في
الرواية الحديثة تمنحنا قيما مهمة من قيم الإدراك الواعي والمسؤول، وتثير مشاعر المتلقي لما فيها من إيحائية.. وهذا ما يجعل رواية (عدسة الرؤيا) ترشدنا لزخم شعري مليء بالتوقيع منذ المدخل الأول للعنونة ونجد إنها تساعد على اقتضاب السرد وتعميق المغزى فقد حاول الروائي (عباس خلف علي) الاعتماد على لغة تسير مقود الرواية وتوضح معالمها التكوينية حتى صور لنا العالم من خلال عدسة كاميرا ليكون المسعى انتقاء حر المعالم ينتقيها.. فمثلا (هيكل دراجة هوائية يتكئ على باب خارجي لغرفة مظلمة) ونطل من خلال المفردات (أزاح - انفرجت) على أجواء الغرفة الداخلية (زخارف ملونة ورفوف من الكتب) ليرينا صورة تحمل معظم شخوص روايته والفعل الدلالي في الصورة يدلنا على أزمنة متنوعة مثل زمن الفعل التصويري وزمن فعل الرواية وبينهما الزمن المروي والبعد الحدثي إضافة إلى زمن الانطلاق ما بعد الرواية والذي يبدأ منه إلى تعميم الحدث..
وقد نبتت شعرية (عباس خلف علي) – المعنى الأساسي لرواية إنسانية من خلال اختياره لشخوصه.. الأربعة الذين يعملون في قسم السينما أي لديهم ثقافة انتقائية لطرح مفاهيم (هاشم) يرى أن الحزن مملكة الإنسان رغم أن الأحزان لا تشكل معناها المجرد في خواصه التي تعنيه ولا حتى التي تؤثر في مجرى حياته كفقدان الأب بل أحيانا يستعين بها على فهم المحيط الذي يكون فيه بينما يرى (احمد) في حيرته الشيء الكثير
من الحلول الواهمة التي تعتريه (هل التفاحة انتقمت من حواء ام من ادم) وترتكز تلك الحيرة إلى معالم (اللا أدريه) والتي كانت جوهر المعنى عند احمد (لا أعرف من اي بحر تخرج قصائد الدموع تلك الحظات).. ويصل قمة الشعرية حين يجد نفسه (ما اشد الخطر حين يكون المرء على حافته) ويدرك اخيراً .. (كان الرجاء يتدلى بخيط رفيع). 
 وأما رؤية (نادية) لحظة واحدة تفصلنا عن الموت أهذه تسميها ذكرى ؟ ) واما رواية كوثر.. (اعتماد النجاح الكلي ناتج عن قيمة تجاربنا) ونجد ايضا وعيا فطريا لشخوص تقابل هذا الوعي الأكاديمي مثل وعي الام التي قال عنها عباس خلف على لسان هاشم :ـ (لا اريد ان اجعل من تلك الام ..(أم غوركي) ولكن جهادها لم يتوقف الى هذه اللحظة). ولنقرأ صورتها المعلقة على الجدار (صورة لعينين ينبثق منهما رجل رجولي غارق بالتأمل في طائر جريح) أو لندرك قيمة حوارها (ان أباك ارسله الجد فوق تلك الغيمة وانا اودعه الى هناك حتى يأتي علينا بالمطر) وحين ننظر الى شخصية الجد أثر نزاع دب بين القبيلة لتحديد مكان الدفن (لايحز في نفسي الم اختلافكم على هذا انما يحز في نفسي أن يغيب عن وعيكم دليل التضحية كلكم زائلون إلا الحكمة)




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=5618
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 05 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29