• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : محاضرة قيمة للباحث معتز عناد غزوان بمناسبة مئوية المعماري الكبير محمد مكية .
                          • الكاتب : زهير الفتلاوي .

محاضرة قيمة للباحث معتز عناد غزوان بمناسبة مئوية المعماري الكبير محمد مكية

 ظيفها مجلس الدكتورة (امال كاشف الغطاء الثقافي)     

محاضرة قيمة للباحث معتز عناد غزوان بمناسبة مئوية المعماري الكبير محمد مكية  
* السماء سقف للغني والفقير
* لقد ظل حلمه إلى الآن في تأسيس جامعة الكوفة. 
*استخدم  مكية الخط الكوفي وتصاميم حروفية متعددة ، ونافس بها الفنان التجريدي العالمي (بيت موندريان).
زهير االفتلاوي 
القي الباحث والاكاديمي الدكتور معتز عناد غزوان محاضرته القيمة بمناسبة مئوية (شيخ المعماريين الدكتور محمد مكية ) وذلك   في مجلس الدكتورة امال كاشف الغطاء الثقافي وقد حضر الاحتفائية حشد من الأكاديميين إضافة الى جمع من المؤرخين والكتاب ممن عاصروا الدكتور مكية  ، الباحث استهل حديثه بقوله  يدعو الدكتور مكية إلى الإلمام الكامل بالتراث ولاسيما التراث المعماري البغدادي، وتكلم عن تجربته في تصميم جامع الخلفاء ببغداد، فضلاً عن تأكيده على التراث المعماري القديم والإسلامي للعراق، لان هذا التراث سيظل دلالة زمكانية تروي قصة التاريخ والحضارة لأجيال وأجيال، كما دعا إلى تأسيس مدرسة معمارية بغدادية متخصصة بالتراث البغدادي والرموز العراقية الإنسانية التي تعد عماد الحضارة الإنسانية في العراق قديماً وحديثاً، ويقول الباحث ان مكية  ا ركز على  ضرورة دراسة الفضاء الداخلي والخارجي في تصميم العمارة المعاصرة والتعامل مع ذلك التصميم على نظام أو نهج يتكون من ثلاثة عناصر مهمة، وهي الإنسان (القيم والفكر والحياة الاجتماعية وغيرها من عوامل التأثير والتأثر التي يخضع إليها الإنسان)، والمكان (مسرح الحياة)، والزمان (الفترات أو الحقبات وما يطرأ عليها من تغيرات تتبع تغيرات المكان) فلا زمان بلا مكان ولا مكان بلا زمان، إذ أشار الدكتور مكية من خلال اعماله ونتاجاته  إلى أن هذا النظام هو ما يجعل من تلك العمارة هويةً وخصوصية عراقية بغدادية أصيلة، فضلاً عن استخدام الرموز العراقية القديمة كانت منها أو الإسلامية فقد استخدم الدكتور مكية الخط الكوفي وتصاميم حروفية متعددة ونافس بها الفنان التجريدي العالمي (بيت موندريان)، الذي يتعامل مع الإيقاع اللوني المجرد وبحركاته التناسبية المختلفة ليجعل من النسبة والتناسب بالألوان جماليةً تضفي على الشكل ألقاً وجمالاً ، والعمارة بدورها يجب أن تتعامل مع الجمال والوظيفة والأصالة البغدادية في الطراز والتصميم وبمعاصرة وحداثة تتناسب مع معطيات كل زمان وتنسجم معها كمكان يحتفظ برونق الأصالة والمعاصرة من خلال استلهام التراث وبناء شرايين إبداعية تتجسد في ابتكار آليات وتصاميم جديدة تدرس العلاقة مابين البيئة العراقية كمناخ وبنية اجتماعية وسيكولوجية فضلاً عن العلاقة مابين البيئة والفكر الإنساني العراقي القديم و الإسلامي واستلهامه بطريقة إبداعية بعيدة عن العشوائية
. (الفن ومكية )  
واشار الباحث الى قول الدكتور مكية ((لقد كان جواد يمثل ذروة التفتح في الفن البغدادي، وانجازاته عبر العصور، ذلك لأنه أول من فتح باب الماضي لينساب بكل مقوماته إلى الحاضر، حتى يغدوان عالماً واحداً. وصوره المعروفة بالبغداديات ما هي إلا انجازات فنية منذ عهد الواسطي قبل أكثر من سبعة قرون! أما عمله الشامخ الذي وضعه تمجيداً للحرية وللإنسان، فهو انجاز على المستوى الإنساني، يبدو في امتداده وعمقه كأنه تشخيص لذات الشعب العراقي عبر العصور)) وعن لورنا سليم، يقول الدكتور مكية ((إن خروج لورنا لرسم بيوت بغداد هو ثمرة عملها في القسم المعماري. وكانت في البداية تذهب لرسم شارع أبي نؤاس والبيوت الواقعة على النهر مع طلبتها)). كما يقول عنها ((اقتنيت الكثير من لوحات لورنا واعتقد أن ما أنجزته من توثيق لعمارة بغداد القديمة عمل جيد)) يقول الدكتور مكية أن العمارة أم الفنون، لعل في ذلك تجاوباً مع فكرة الفيلسوف الذي قال: الفلسفة أم العلوم، وعلاقتهما كعلاقة الشجرة بالأغصان، مثل ذلك تبدو علاقة العمارة بالفنون التشكيلية الأخرى. وقد تتحقق مقولة العمارة أم الفنون في هوية العمارة الإسلامية والفن الإسلامي فالرقش والزخرفة والخط من مفردات الفن التشكيلي والمهني. تميز عقد الخمسينيات، في العراق بمكانة فنية تشكيلية عكست الهوية العراقية العريقة من عهد سومر وبابل، عبرت تلك المكانة عن نفسها بظهور جواد سليم والمدرسة البغدادية، ومحمود صبري وفائق حسن ومحمد غني حكمت وآخرين.  
(حكاية انشاء جامعة الكوفة) 
 يتابع الباحث حديثه ويتطرق الى حكاية انشاء جامعة الكوفة اذ يقول  كانت التوجهات إلى بناء جامعة علمية رصينة تتجسد فيها شتى الفنون المتنوعه ، وهي من أهداف الدكتور محمد مكية مما أدى إلى تأسيس جمعية مؤسسة جامعة الكوفة عام 1966 التي تضمنت العديد من المفكرين والأكاديميين العراقيين والمبدعين وفي مختلف الاختصاصات المعرفية، بيد أن سرعان ما تم إيقاف هذا المشروع الكبير بل إلغائه وهو ما آلم الكثير من المثقفين العراقيين ولاسيما رئيس هذه الجمعية الدكتور محمد مكية الذي ظل هذا الحلم يراوده حتى الآن، فقد أسس في لندن ديوان الكوفة الذي يعد من المراكز الثقافية والعلمية العراقية الكبيرة في المهجر وقد استضاف العديد من المفكرين والمثقفين العراقيين كجواد سليم ولورنا سليم والدكتور علي جواد الطاهر وبلند الحيدري وفيصل لعيبي ومير بصري وغيرهم. وكانت الجمعية منذ تأسيسها قد استضافت في بغداد كبار المفكرين العراقيين كشاعر العرب الكبير محمد مهدي الجواهري. لقد ظل حلمه إلى الآن في تأسيس جامعة الكوفة، فحين سأل أحد الصحفيين الدكتور محمد مكية، هل ما زلت تطمح في قيام جامعة الكوفة؟ فأجابه الدكتور مكية : نعم أعيش تفاصيله في كل لحظة ولعل الأماني مجتمعة فيه ومنه تتفرع. وأشار الباحث الى اعمال ونشاطات الجمعية حيث قال اجتمعت الهيئة الإدارية للجمعية في 6 حزيران عام 1967 وقد انتخبت كل من:
1- الدكتور محمد مكية رئيساً للجمعية
2- الدكتور محمد علي آل ياسين نائباً للرئيس
3- الدكتور كاظم شبر أميناً للصندوق
4- الدكتور باقر عبد الغني سكرتيراً 
(أعمال محمد مكية ) 
وبين الباحث معتز عناد غزوان اهم اعمال وانجازات الدكتور المحتفى به  الدكتور محمد مكية  المعمارية ومنها  
جامع الخلفاء ببغداد 
بلدية الحلة في بابل
كلية التربية ابن رشد
جامع السلطان قابوس
جامع الدولة الكبير في الكويت
بوابة مدينة عيسى في البحرين
جامع الصديق في الدوحة
جامع في مدينة تكساس الأمريكية
(آخر المطاف) 
و ذكر الباحث بضرورة التفات الدولة والحكومة الى تلك القامات الكبيرة وتكريمهم اذ قال  الآن ونحن في مطلع عام 2015 وبعد مئة عام من الجهد والفكر والابتكار لشيخ المعماريين الأستاذ الدكتور محمد مكية لنحتفل بمئويته التي تعد بمثابة احتفال بزمن طويل في مسيرة الإبداع والابتكار والأصالة والمعاصرة لابد من تقديم الشيء الكبير والكبير لهذا الجهد القيم ذلك بدعوة الجهات الرسمية إلى دعوة الأستاذ الدكتور محمد مكية والاحتفاء به رسمياً بوصفه رمزاً من رموز العراق المهمة وتكريمه بوسام الرافدين وتسمية إحدى شوارع بغداد الرئيسة باسمه، فضلاً عن تسمية قاعات رئيسة في كليات الهندسة بجامعاتنا العراقية باسمه، وإقامة مهرجان ثقافي كبير يتحدث عن انجازات الدكتور مكية وقراءات في مختلف المجالات الثقافية كفلسفة عمارة مكية ودراسة جهوده الفكرية والتراثية فضلاً عن منجزاته المعمارية. ولابد من المباشرة بتأسيس المركز الذي طالما دعا إلى تأسيسه الدكتور محمد مكية وهو مركز علمي ثقافي يهتم بعلاقة التراث ورموزه بالعمارة ليلحق إدارياً بجامعة بغداد أو أمانة بغداد. 
(كتب عنه كبار المعماريين والأكاديميين )  
الدكتور خالد السلطاني (محمد مكية مئة عام من العمارة والحياة)
الدكتور حسين الهنداوي (محمد مكية والعمران المعاصر) 
الدكتور علي ثويني (المعماري محمد صالح مكية تحليل للسيرة والفكر والمنجز)
معتز عناد غزوان (سومرية الوطن خواطر السنين قراءة فنية في منجز محمد مكية) وتطرق الباحث الى السيرة الذاتية للدكتور مكية اذ اشار الى الولادة والنشأة قائلا  ولد الدكتور محمد مكية في بغداد عام 1914م. أكمل الدكتور محمد مكية دراسته الأولية في كتاتيب بغداد، و دراسته الثانوية في المدرسة النظامية ببغداد، لينتقل بعدها إلى بريطانيا عام 1938م ليدرس الهندسة المعمارية في جامعة ليفربول في بريطانيا، إذ نال درجة البكالوريوس عام 1941وحصل على الدبلوم في التصميم المدني من الجامعة نفسها، أما الدكتوراه فقد حصل عليها عام 1946م من جامعة كمبردج في بريطانيا، وكان موضوع أطروحته ((تأثير المناخ في تطور العمارة في منطقة البحر المتوسط)). 
اختير خبيراً في الأمم المتحدة عام 1951م ، كما انتخب الدكتور محمد مكية رئيساً لجمعية التشكيلين العراقيين في بغداد عام 1955م فضلاً عن كونه احد مؤسسيها الأوائل مع جواد سليم وفائق حسن، انتخب عام 1967م عضواً بالمجلس الدولي للنصب التذكارية في روما، وبعد أن عاد إلى بغداد عمل بالتدريس في كلية الهندسة، إذ قام بتأسيس (القسم المعماري) بجهود فردية لأول مرة في العراق، عام 1959م. وقدم مشروعه الكبير (جامعة الكوفة) التي كان احد أعضاء مجلس تأسيسها في نهايات الستينيات من القرن الماضي، غير أن المشروع لم ير النور للأسف الشديد، وبعد تعرضه لمضايقات كثيرة غادر إلى لندن حيث استقر هناك بعيداً عن وطنه الحبيب، وظل هاجس الكوفة في مخيلته وأفكاره وإحساسه العميق بروح الانتماء والحنين إلى الوطن، حيث أسس (ديوان الكوفة) في لندن صرحاً ثقافياً وعلمياً وفكرياً شهد تجمعاً عراقياً نهضوياً كبيراً إلى يومنا هذا ليواصل العطاء والإبداع في هذا الميدان المتميز. تلا ذلك مداخلات وتعقيبات الحضور وكانت ملمة بهذا الموضع اذ تحدثت الدكتورة امال  كاشف الغطاء عن دور المعماريين العراقيين في بناء شواخص لازالت شامخة وتضاهي الحداثة والعولمة على الرغم من مرور عقود من الزمن . وثمنوا الدور الكبير للباحث الدكتور معتز عناد غزوان في اغناء الجلسة بمعلومات قيمة  لخصها عن الفن والعمارة وسيرة شيخ المعماريين الدكتور مكية وأشادوا بالدور الكبير لعميدة المجلس وتميزها عن بقية المنتديات في اختيار المواضيع التي تهم الفن والجمال والأسرة والمجتمع و شكروا كل القائمين  على المنتدى  واختيارهم  الضيوف  و الموضوع المميز الذي نراهم دائما فى تألق بإختيارتهم الهادفة والرائعة وتلك المواضيع تستحق الإشادة والاهتمام .
 zwheerpress@gmail.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=56201
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 01 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19