تتنكر بعض التوجهات " الفكرية " في عالمنا الاسلامي لوجود الله تعالى او تحاول تفسير بعض المفاهيم الدينية بخلاف ما فهمه المسلمون في عصورهم الطويلة , وقد ساعدهم في ذلك التطرف الاسلامي المعاصر , وكأنهم وجدوا كنزا لينطلقوا للمقارنة بين عالم يعيش في ظل حقوق الانسان ورفض الدين وبين عالم آخر يعيش التقبل للدين وسحق انسانية الانسان !

وقد تغافل هؤلاء عن الكثير من الحقائق التي لا تلائم ما صار اليه تفكيرهم ومن حق البحث العلمي ان نتذاكر بعض الامور حول هذا الموضوع الحساس والمصيري :

1ـ ان رفض " وجود الله " يعني الالتزام بنفي شيء لا دليل على نفيه , فالالحاد من هذه الناحية لا يمتلك الدليل على عدم وجود الله تعالى ...

2ـ ان الاعجاب بالغرب لا يعني حقانية ماعندهم فان الذي عندهم هو التطور المادي حيث اكتشفوا قوانين كثيرة من قوانين اودعها خالقها في هذا الكون وينبغي ان يكون هذا النظام المكتشف ادعى الى الايمان كما ربما ينقل عن بعضهم .. اما المنظومة الدينية التي اقصوها عن واقعهم فاننا لا نقر بانها الارقى , وهذا يعني ان لا تلازم بين رقيهم المادي والديني بل هو رقي مادي فقط اما الاسلام فهو لا تتوفر فيه سلبيات ما ثار لاجله الغربيون على الدين كالتقاطع مع العلم مثلا ..

3ـ ان اللطافة التي نسمع بها عنهم وحقوق الانسان بل الحيوان انما هي في بلدانهم في احسن الاحوال اما خارج بلدانهم فانهم قادة الحروب والجوع والفقر وسراق ثروات الشعوب وسحقهم ولا ترتفع اصواتهم للمطالبة بحقوق الانسان الا عندما تدر عليهم تلك الابواق بالذهب الاسود ...

4ـ ان التطرف الاسلامي الذي خاضته المؤسسة الاسلامية الرسمية نحن نبرء منه بل نحن ـ الشيعة ـ اكبر ضحاياه على مر التاريخ وما فعله الوهابيون في العراق وجبل عامل وما فعله سلطان سليم في شيعة حلب أكبر دليل على ذلك ...

ولعل هناك المزيد ...