• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تصورات متواضعة//مقالة نقدية/ تجاعيد اغتراب // فيروز محاميد .
                          • الكاتب : كاظم اللامي .

تصورات متواضعة//مقالة نقدية/ تجاعيد اغتراب // فيروز محاميد

 قصيدة النثر او النثر الشعري وغيرهما من اشكال الكتابة المتمردة على شكلانية القصيدة العمودية وتعقيداتها وقيودها التي اخذت من جرف ابداع الشاعر خلقت ووجدت قصيدة النثر كي تنطلق بالشاعر وينطلق بها مخترقا الحدود والحواجز من اجل بث الجمال بصورته المدهشة .
تنطلق بنا الشاعرة العربية الفلسطينية فيروز محاميد من خلال عنوان القصيدة (تجاعيد اغتراب) نحو فضاءات لا تنعزل زمنيا ومكانيا عن ماهية هذا العنوان وجنسه وخصائصه في دلالات تميمة تقرفصت في زاوية ذاكرة موبوءة بالمهمش والمعتم والمطرود والمغبون والمسفوح والمباح والظلي وما بعد الظلي والواقف والبور .. هذه الفضاءات التي انطلقت بنا الشاعرة من خلالها هي صورة انتجتها مرآة عاكسة لالم جمعي مادته الروح الوجودية الانسانية وان كان هذا الوجود ناقص الاهلية لانها اي الشاعرة اطلت من كوة ضيقة للبحث عن خلاص لكنه بحث جاد وهي ترشق اسماعنا بسرد قصة البؤس الحاضنة لذاكرة جمعية في كل خلية من جسدها المتشظي مع عجزها الالي في احداث تغيير نتيجة القدرية التي احكمت قبضتها على اذرع الزمان والمكان .
(تجاعيد) شيخوخة مبكرة تغضنت بها تقاطيع القلب ودنو اجل واقتراب خبر نعي في جريدة إصفر لونها لعتاقتها لامل طال انتظاره سرعان ما هوى وانسحق(اغتراب) تاكيد لللاانتماء الذي تعانيه الانا في هذيان تتجلى فيه النفس لتتشكل مفاتن جسد القصيدة في تناسق جمالي وان كانت مادته الالم الممض اخذا مديات للرفض تصل قاع الروح.
يملاء نهاية المعنى للعنوان كامل الشاشة بدلالة عميقة لوجه تراجيدي تتناسل التجاعيد وتتعمق الاغترابات من خلاله وعلى طريقه الممتد منذ اول ركلة لبطون الامهات وخروج خارج اسوار الطمانينة حتى احتضان قاع متر في متر في ارض يباب تسكنها الجن وتحتفرها التمائمم وخربشات المجانين وتقيأ السكارى والمعربدين ,وفي النهاية يتوسط العنوان بتركيبة كيمياوية فيزياوية كي يكون هوية النص مع اثر فونيمي لجزئيات العنوان ومورفيمي لمقاطعه الصوتية يمتد علوا في حلقة من سحابة دوارة مدمرة على شكل قمع ينطلق ليعلن عن نفسه في فضاء المعنى .
وما التياعي إلا نداء ضالّتي...
في مدى أضاع الصدى 
فسكن الأمل في خٓواء بلا عنوان  
واصفرّ الوقت المزمجر في ربوع العمر
إلى أن شابت شموسنا
واعتلت تجاعيد الاغتراب أرضاً مشاعاً
اخترقت أخاديدها فؤوس الضياع
وجرت في قنواتها عناكب الفساد 
منتهكه قيماً ..
مغتصبه أعرافاً 
وأيّ انتهاك وأيّ  اغتصاب !!!!
في هرمية متقنة بدأت الشاعرة قصيدتها القصدية منطلقة من بناء قاعدي للروح والمادة للمبهم والمعلوم للشارد والحاضر حتى النقطة العليا لتجبرنا لتفسير هذه النقطة سورياليا بمتلائمات فلسفية ناضجة وذلك من خلال (وما التياعي إلا نداء ضالّتي) هذه اللوعة القاهرة الحارقة الماثلة كتلة في ارض يباب مصدرها الرغبة في التحرر والانطلاق بنداء الظالة التي ينتظر منها تحطيم قيود الذات التي صنعها الخوف والتردد لكن هذا النداء حينما يصل اسوار الظالة بعد لأي وجهد ومعاناة وطول مسافة يصل متلاشيا لا يرقى لان يكون صرخة مدوية تمتد حتى اخر نقطة من الوجود بنفس القوة والوضوح مما يدلل ان هناك ميكانزمات ذاتية وخارجية تمنع تحرر النفس من اسوارها ولو باستنشاق دخان سجائر لتبغ محلي رخيص الثمن في عملية ضحك على العقل والانا وهي تتمسك بالخيوط الواهية التي تمنحها املا بهروب من تجاعيد ونفي لاغتراب يزيد الهوية الانسانية اغترابا .
ومع هذا النداء ورجع صداه الى مقر انطلاقه بلا صور محدثة عنيفة تعتلي التجاعيد في وجه الزمن ويتخلى ربيع العمر عن نظارته كل ذلك في رمزية متانقة تشتد تفاعلا مع بقية الرموز الناهضة بالمعنى والاعلان بانتشار الشيب في الشموس الطالعة وهنا قيمة التشكيل اللفظي الذي تجيده الشاعرة في وصف الشمس والتي هي قبل ان تكون مكانا ووجودا له بعد مساحي فهي ايقونة الزمن الفاعل في التغيير والتحول في جسد الاشياء المحيطة به لكنه هنا عجز عن كل تغيير ليتغير هو ويشيب ويسقط في يده لعدم امتلاكه ادوات يمكن لها ان تحدث الفارق في بلوغ النداء ليستحث الضالة على سماعه وحلول الفجر الذي امتنع امتناع الخجول الراغب ..
تتعمق التجاعيد لتبتلع الفؤوس واصحابها وتنتقل العناكب بسكنها في غياهب الروح في عملية انغماس للجميع في وحل من اجترار العرف والتقاليد وهي تعتلي الفكر لتجره الى اعماق تلك الاخاديد الاخذة بالاتساع وهي تبتلع كل قيمة ومبدأ كان قبلا سيرة الزهاد والعباد والمفكرين والفلاسفة والنجباء .. مما يقودنا لانحلال اخلاقي وروحي مريرين اكلا من جرف الانسانية حتى تلاشت السواحل والجروف.
رغم الانغماس في الماساوية التي بدت عليها القصيدة واغتراب واقعي في ظاهرها من خلال ضبابية الطرح وبالتالي تقص متعب للقاريء للامساك باللحظة الانكشافية الملامسة للواقع الا انها لم تنكر وجود بصيص امل في نهاية الطريق وكان القصيدة والقاري يتصارعان في حوارية جدلية في نهاية الامر تجيب القصيدة ككتلة شاملة كاملة من خلال وعي الشاعرة بقيمة المفردة والانتقاء الخاص لها وحرفنة وضعها في الجملة اعطى للسابر اغوارها بحيادية قدرة على على خلق تواطيء واقعي بحقيقة مؤكدة بعد كشف الرموز عن وجهها الممتليء اسئلة وهي تبتعد عن التقريرية المشوهة لجمالية الصورة في بناء متناسق يأخذ شكل الالتماعات التي تجمع بين المتخيل الواقعي والواقع المتخيل لتنتهي الصورة بالقول انت موجود بين طيات بثي وبوحي ايها الانسان لانك ذاكرتي التي لا تصدا ابدا وسبب هذا الغموض الظلي الهاجع هو تجربة تعقبية لانوار يمكن جلائها واستخراجها من قيعان معتمة شكلتها رواسب طفولية لاواعية ليكون الجميع على قدرة لتحليل افهوم او ابراز فكرة بشخصية مستقبلانية تهز شجرة الجمال لالتقاط الثمار .
غائبٌ أنت أيها الرجاء 
كل الاشياء حاضرة إلاك
في متاهات الغياب مرابط
منزوع الملامح فكيف لأجلك الكفاح ؟!!!
بعد ان مارست الشاعرة سلطتها النقدية لواقعها المرير قررت معالجته بادوات ضعيفة غير رشيقة متهدلة تتمثل بالرجاء .. الرجاء الذي يعني في قاموس الحلول استجداء من نوع خاص لا ينهض بنفسه وهذا حال الكثير من الاحداث والتغيير لانه غير مقدام لا تعرف الجراة طريقا اليه لا يملك بديهة البحث والتنقيب الذاتي وسبر وتقليب ما تحتويه العقول من كنوز الحلول .. ورغم كل ذلك في ما ذكرنا من بلاهة الرجاء بعينه اخبرتنا الشاعرة ان هذا الرجاء غائب لا اثر له لتغلق نافذة العقل وتمنع هواء الحلول من ان تستنشقه رئات الكون لان الاخر تحكم قابضا على مصائر الوجود بدكتاتورية مهينة للجميع (كل الاشياء حاضرة الاك) لشدة الازمة وانفعالها وتفاعلها بالاتجاه التقهقري انطلقت كلمات الشاعرة لتحمل الرجاء مسؤولية الغياب وكانه يحضر ويغيب بارادته .. (في متاهات الغيب مرابط) الرجاء والامل ممنوع من البزوغ والظهور والتجلي في النفس الانسانية لوجود ميكانزمات تمنعه بارادة مشوهة نتيجة ضعف اعترى الذاكرة ان تنهض بنفسها وتخلق احداثا تشي بالتحرر .. كما انه منزوع الملامح فتراه مشوها ونتيجة لذلك ربما تبنينا رجاء وهو ليس برجاء لتتعمق الانحدارية المتقهقرة حتى قيعان التلاشي والاضمحلال وبالتالي الحاجة الى دهور اخرى للنهوض واستقدام الرجاء وهكذا دواليك .. وبعد ان سقط في يدها تسال الرجاء (فكيف لاجلك الكفاح).. وردا على قولنا ان الضعيف هو من يتمسك بالرجاء دون الفعل تقول الشاعرة, وكأن لسان حال الشاعرة يقول لنبدأ باستقدام الامل قبل ان نتحرك نحو فضاءات ارحب واوسع لاحداث التغيير ان نوطن النفس على امل ننطلق به ومعه ناحية الفعل الوافي الشافي وهو من سيؤسس لانطلاقات اخرى لها فاعلية نووية انشطارية. 
لكن ما يعيب على هذا الرجاء انه مبهم المعالم بلا هوية بلا ملامح تميزه تراه يختبأ بين وجوه عديدة ياخذ طابعها وتفصيلاتها وكانه هارب من يد العدالة لاجرامه والايغال بخطيئته وبالتالي اللبس والحيرة لدى مريديه .. لكن لا يعني ذلك ان نقف مكتوفي الضمير فما ملك من مفاتيح لا تجيد فتح ابواب الرجاء لذا يجب فك شفرة الروح المحصنة وصناعة ما هو ملائم من المفاتيح الخلاقة التي يمكن لها ان تفتح كل قصور هارون الرشيد ومغارات علي بابا كي نلقي القبض على الرجاء واتخاذه لباسا يحرك فينا ثورة مستقبلية تاتي بنتائجها المثمرة في ظل سيرة جهاد من اجل الرجاء الفاعل .
وكيف لأفق أن يُشرق بأفول شمس الحق ..
وسطوة ظلال الظلام ؟!!!!
يا لوعة الحاضر وغيهب الزمان
يا بؤس الإنسانية وجوع الانتهاك
لفهم الآلية التي تشتغل عليها مفردات الجملة الشعرية بتجاور اللفظي والرمزي في النهوض بالصورة يجب استقصاء الايجاز والتوهج والتكثيف والوحدة العضوية التي تقودنا للصدمة الشعرية لتبعث الموسيقى والجرس الذي يجد له موائمة مع النفس الحاضرة الانية وبالتالي تنكشف لنا الية ما تسير عليه خطوات القصيدة والتي ننتهي معها بالقول انها الية ايحائية قصدية الغرض هدفها استفزاز القاريء وجره بكليته الى منطقة معينة اسستها الشاعرة تكمن في ظاهرها وباطنها افاق تحررية ...
تملك الشاعرة قوة فوضوية هدامة تعمل على كسر شكلانية الجمود التي اعترت الكلمة الشعرية في زمننا الحالي بخلق قوة قاهرة تطوع الكلمات كي تشع وتتوهج تاخذ شكل النظام في نهاية المطاف لما تملكه من سحر ياخذ بالالباب وبالتالي عملية بلورة وتفاعل لفظي ورمزي يسكن الخطاب الفلسفي لانتاج رسالة واحدة تشي بالوضوح تلبية لرغبة المتلقي الذي عجز لاول وهلة ان يميع الكلمات في قارورة واحدة ياخذ منها ثلاث جرعات بعد الاكل للاسراع بشفاءه لكنه تقدما مع فك شفرات القصيدة وقصديتها راح يستخلص العضات واحدة تلو الاخرى.
 (كيف لافق ان يشرق بافول الشمس).. هناك ارتباط وظيفي بين مقاطع هذه القصيدة يتحول الى قداحة توقد بعضها البعض ففي المقطع السابق تحث الشاعرة على تبني الرجاء والرجاء هو طلب الشمس ونهارها والتمهيد للعمل في النور لان الليل السرمدي الحالك الظلمة منطقيا وعقلانيا لا يعطي يسرا ولا تسهيلا للقيام باعمال كبيرة مهمة كتغيير ثقافة الانسان او انقلاب فكري يؤسس لخلاص من عبودية مرة المت بالجميع لعقود مضت , ورؤية الافق الممتد مع الروح كيف يمكن له ان يشرق باداة الاشراق الخالدة الشمس وهنا اشارة الى شمس المعرفة .. فكيف لافق نرى من خلاله الانتصار والشمس غافية نائمة حتى  لو ان هذا الافق لاح لاحدهم فهو بالتاكيد سيكون مشوها غير واضح المعالم وهنا عملية انتقال متصل بين الرجاء والجهاد من اجله ليتأكد الايزوتيرك في ثنايا القصيدة من خلال حث الشاعرة للجميع بمعرفة الانسان لنفسه والتحايل على الزمكان بالمثابرة لبلوغ شمس تسير نحو حقائق عديدة لا حقيقة واحدة .. وباضافة اخرى من خلال جملة متوهجة (وسطوة ظلال الظلام ؟!!!!)لاستحالة شروق الافق الروحي للانسان المعذب الممتهن المسلوب القابع في غياهب اليوم المعيشي المرهق, اضافت الشاعرة ممانعة اخرى وهي سطوة ظلال الظلام التي فجرت فيها معان كبيرة لادوات الشيطان الفاعلة في تحطيم الرغبة في الخلاص لبث الرهبة المؤداة الى التلاشي والعدم هذه الادوات المتمثلة بالسلطة القهرية للطغاة الذين تفوقوا في اساليبهم على الظلامي الظلي الكامن القابع من خلال امتهان الانسان وسرقته وضح النهار لان الحياة معهم بلا نهار اصلا فكانت صور الجمال ماثلة رغم قتامة العبارات ومأساويتها .
تعود الشاعرة من جديد للتشديد على حقيقة ان رجاءها ورجاء المظلومين المنتظرين لخلاص ما من قهري رابض ما هي الا رغبة صائمة لي هناك ما يؤكدها من خلال اتهامها له اي الرجاء بانه مبهم بلا معالم يعيش المنافي الاختيارية لا القسرية وبالتالي اننا نسير بلا وعي يمكن له ان يحدد مسارنا وهذا مآل طبيعي لصحراوية التفكير وجدبه.
يا لوعة الحاضر وغيهب الزمان
يا بؤس الإنسانية وجوع الانتهاك
نجد من خلال ما قرانا ان الشاعرة تتكلم بعفوية لسرد معالم حطامها على صخرة جزيرة بلا معالم لكنها تحرر الخيال بصورة تفرض نفسها الحالمة مبتعدة قليلا عن الحقيقة من قبيل وعي متاخر او رفع صوت بعد فوات الاوان فهي احيانا ترينا قتامة الانتظار ورجاء مثول المنتظر ليعيد المنفيين الى اماكنهم وهي تعيش في منازل العدم وفي نفس الوقت تقفز بنا لصور براقة جميلة تداري بها الخيبة والانجراح والاخفاق الراهن 
سئمنا الاستجداء
ها قد آن الأوان ...
لانتزاع الفجر من بين أنياب الغسق 
فنحن هنا نعانق قدراً ...
يطيح بالخوف ويصنع الصمود 
وبقرّ أنّ على هذي الأرض ...
لن يسكن سوى السلام
برغم ذلك المد التخيلي لاحداث التغيير فالانا المتكلمة على لسان الشاعرة لا تستطيع ان تحتفظ بكل الذكريات مع الرجاء ولن يبقى تفكيرها رشيقا وفقا لذلك بل يتهدل ضمنيا نتيجة لعدم القدرة على المحو والغسل والشطب لماض مرير صورته البؤس لكنها تستخرج من رسوم ذكرياتها تجاوزا عالما مستقبلاني تتمناه حديقة في جنة غناء تغتصب عنوة ولو بكذب شفاهي .
سئمنا الاستجداء
ها قد آن الأوان ...
لانتزاع الفجر من بين أنياب الغسق 
فنحن هنا نعانق قدراً ...
يطيح بالخوف ويصنع الصمود 
ويقرّ أنّ على هذي الأرض ...
لن يسكن سوى السلام
رغم تواضع ادواتها التي ما عادت تحمل فاعلية يمكن لنا ان نعترف بجدواها في عالم ظلي قاعي منبطح لكنها تتماشى مع وظيفة الشعر في الحث والبث والشحذ لهمم صامتة صمت القبور ..  .
في نهاية المطاف يتضح التل السيميائي المتسلط على روح القصيدة والذي تكمن خاصيته الشعرية في كثافته وإشراقه كما تكمن قيمة الشعر بشكل عام بمختلف الوانه في تلك الهزة العنيفة التي تختلج الروح طربا وتلك الموجة السارية حتى اقاصي النفس والانا وهي تلك الكهرباء الصاعقة المحركة للىآيونات الانسانية عن اماكنها لتاخذ ثيمة فضاء يتشكل اسرابا من طيور وزهور تعرف مسار الحرية في عالم بلا قيود  ومن خلال كل ذلك سنت فيروز محاميد لنفسها حرية مقيدة تتنفس من خلالها اوجدتها الشعرية المكثفة المشرقة المتوجدة في طيات القصيدة والتي تعكس قيمة الشعر في هزة عنيفة اجتاحت الروح من خلال ريح زحزحت جمادات ثلجية باردة قارصة احاطت بالروح الوطنية الشعبية لبلد الشاعرة (فلسطين) جرح العرب والاسلام النازف والتي ما خلت قصائد ابنائها من ربط كل شيء بقضيتهم المصيرية التي ما عادت قضية مختزلة في شعب او دين بل تعدت الاكوان لتكون مطلب الاحرار الشرفاء والعلم المميز لفضاءات انسانية تصرخ بالمطالبة بحرية الانسان من كل قيد وشرط ينزل بكرامته نزولا وياخذ بتلابيبه للخلود للارض لنخلص ان الجرح سيندمل عاجلا ام اجلا .
 ويقرّ أنّ على هذي الأرض ...
لن يسكن سوى السلام
همسات حارة رقيقة اشبه بالصرخات تبعث الدفء النفسي ليطل منها الرجاء من الاعماق السحيقة للذات في جملة تملك القبض على الدهشة مع ميول نحو الصعقة , فبعد كل ما جرى ويجري وسيجري وامام الة الحرب الفتاكة الشرسة الظالمة للعدو الصهيوني البغيض لا نعرف سلاحا سوى حمامات السلام واغصان الزيتون نواجه بها اعدائنا لا غباء ولا ضعفا ولا قلة حيلة بل لاننا هكذا وجدنا وهكذا خلقنا عاشقين للسلام ولاننا اهل السلام ومنا والينا يعود السلام .. لغة العقلاء لغة الشرفاء لغة البلغاء لغة الملائكة .. انها لغة السلام انها لغة الشاعرة فيروز محاميد.
ستكون لي وقفات عدة مع هذه الشاعرة الفذة التي تتشكل بالجمال وتتجمل بالسلام .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=56350
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 01 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19