• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حسابات السياسة .
                          • الكاتب : عقاب العلي .

حسابات السياسة

نعم للسياسة حسابات كالرياضيات مع بعض الاختلافات في الطريقة و النتيجة , فمثلا في الرياضيات يقال واحد زائد واحد يجب ان تكون النتيجة اثنين و الا تعاد العملية بالكامل , اما في السياسة قد يجمعون العُشر مع الثلث مع النصف ليتكوّن لديهم ما مجموعه اثنان كما و ليس بالضرورة ان تكون النتيجة اثنان , فربما اقل قليلا او اكثر و قد ينتظرون مدة لتصبح النتيجة المطلوبة اثنان ..في الهندسة ان اقرب مسافة بين نقطتين هو الخط المستقيم , بينما في السياسة المهم الوصول الى النقطة المطلوبة سواء بخط مستقيم ام مائل او بخط متعرج , المهم ان تصل الى النقطة المطلوبة ..
بعد هذه المقدمة اود ان ادخل الى عالم النتائج السياسية و كيف خطط لها .. لست بحاجة لان اعود الى القرن الثامن عشر الى ذلك الاجتماع الذي وضِعت به الخطوط الرئيسية للنظريات للسيطرة على العالم و لا التجول بين الاوراق و الكتب التي لرخت للاحداث و انما سنرصد معا بعض ما حصل من الحرب العالمية الاولى و الى يومنا هذا ..
لقد اخترت هذه الفترة بسبب وجود من عاصرها او سمع ممن عاصرها او قرأ كتابا عنها ممن عاصرها و ربما مازال بيننا , لذلك ساستخدم كلمة تذكرون او نتذكر كناية على قرب الزمن الذي نتحدث عنه منا ..
نعلم بان الولايات المتحدة الامريكية دخلت الحرب العالمية الثانية قرب نهايتها و بعد خوار القوة الاوربية بما فيها المانية و بانت بوادر النشوة في قوات الاتحاد السوفيتي من جراء المقاومة التي ابداها الجيش السوفيتي و رفع المعنويات , كما و مازالت قوى في اسيا البعيدة و اليابان بالتحديد لا تريد الانصياع لاوامر مخططي المؤامرات في العالم اي دولة (مو حبابة) , حينها دخلت الولايات المتحدة و ضمن شروطها و اغلب هذه الشروط العنجهية هي مالية و سلطوية , و ما مشروع مارشال ببعيد عنا ..فوجئت الولايات المتحدة و عصابتها بامرين الاول القوة و العناد عند اليابانيون المستمدة من تراث الساموراي , و سرعة تقدم الاتحاد السوفيتي باتجاه اوربا الغربية , حيث كانت الحسابات هي ان يسيطر الاتحاد السوفيتي الشيوعي الذي يحارب الاديان على الدول ذات الاغلبية الارثوذوكسية ليقضي على كنيستهم , و السبب كما تعلمون هو موقف الكنيسة الارثوذوكسية من اليهود (مخططي هذه السياسة ) و عدم قدرة الماسونية بالتحكم و السيطرة على هذه الكنيسة , ثم موقف الفاتيكان من هذه الكنسية , لذلك حاولوا و بسرعة انقاذ ما يمكن انقاذه و قد خسروا نصف المانية ..اما اليابان فكانت القنبلة الحديثة الاكتشاف و الاختراع التي القيت على مدينتين لا علاقة لهما بالعسكر و لا بالحرب و انهت اليابان بل الانتقام و العنجهية الامريكية الحاقدة تدخلت حتى في مقداسات اليابانيون ..ففي اليابان كانت النتيجة دقيقة و دفع ثمنها اكثر من نصف مليون انسان في وقتها عدى التشوهات الخلقية من جرائها فيما بعد .اما الجهة الاخرى فكانت النتيجة غير دقيقة و لكنهم خططوا لتصلح دقيقة فيما بعد و وحدوا المانية ..
لقد اسسوا الاتحاد الاوربي ليكون قلعة منيعة بوجه العالم الاسلامي بالذات و منع تغلغله في اوربا و ما موقفهم من دخول تركيا العلمانية في الاتحاد الاوربي بالرغم من كل التنازلات التي قدمها اتاتورك من الغاء الخلافة و تغير الحروف ضرب كل مظهر من مظاهر الاسلام الا انه كان و مايزال و سيبقى دين الغالبية في تركيا حاجزا امام دخولهم في الاتحاد الاوربي , و الدليل دخول قبرص اليونانية و منع قبرص التركية مع العلم ان موضوع قبرص لم يحل بعد .. فوجئ الاتحاد الاوربي في فورة الاحداث العالمية و تفكك الاتحاد السوفيتي و علو صوت الحرية و التحرر ان دولة في قلب الاتحاد السوفيتي قد تحررت و اصبحت عضوة في الامم المتحدة و عي ذات اغلبية مسلمة !! ياللهول !!! و هي البوسنة ..ما العمل ..؟؟ ذهبت العصابة الى الحسابات السياسية مرة اخرى و اصطنعوا حربا ابادية ساهمت كل اوربا بها ماديا و معنويا حتى انهم استعملوا مصطلحا واضح المعنى و المعالم حيث كرروا تسميات صرب و كروات و مسلمين ,ليعطوا فكرة و يروجوا لها ان المسلمين دخلاء بينما الكل يعرف ان المسلمين في الغالب ام من اصول صربية او كرواتية , و كان الاولة ان يقولوا ارثوذوكس و كاثوليك و مسلمين , هذا هو المنطق ..فقاموا بهذه الحرب الابادية بقتل المسلمين من قبل الصرب و الكروات و التمثيل بهم بابشع الصور ثم تحولوا الى الفصل الثاني من المسرحية حيث فسحوا مجالا لهجرة العوائل المنكوبة الى دول اوربا فاصبحوا كالغجر مشتتين بعدما كانوا اكثرية في بلدهم اصبحوا اقلية هنا و هناك و تم استغلالهم ابشع استغلال لطمس كل ما هو تراث و دين عندهم خصوصا و انهم كانوا تحت حكم شيوعي لا يرحم مسلما و لا مسيحيا و تم التركيز على صغار السن و الشباب و الشابات ... ثم دخلوا في الفصل الثالث من المسرحية و تحت عنوان الديمقراطية فقسموا يها الدولة الى ثلاث رئاسات يزعمون احداها مسلمة ...
لقد حاربت الولايات المتحدة الاتحاد السوفيتي في افغانستان لاسباب جيوسياسية و اقتصادية و كانت ادوات الحرب و وقودها من عملاء امريكا و هم معروفون في منطقة الخليج و فكان المال و الرجال من العملاء و التدريب و التكتيك امريكي الصنع , فنتصروا على الاتحاد السوفيتي و جائت مشكلة اسمها نشوة النصر , و العبد عليه ان لا ينتشي بشئ فكل النجاحات للاسياد و على العبيد عدم التطاول و مد الاعناق , و زامن الوضع في افغانستان عميل اخر في العراق بدأ بابراز انيابه و هو الذي فشل في انهاء حكم الدولة الاسلامية التي احرجت امريكا و اخرجتها من اراضيها و مع ذلك يريد هذا العميل جائزته بالرغم من فشله .. فكانت النظرية في حسابات السياسة ان يظهر عمل فظيع يجعل امريكا في حل من كل التزام , فجائت حادثة11/9 و التي تسمى بحادثة الحادي عشر من سبتمبر و التي يقال انها ادت بحياة ثلاث الاف برئ .. و النتيجة احتلال افغانستان و العراق و تدميرهما بالكامل و احتلال قطر و السعودية و السيطرة المباشرة على حقول البترول و جعل بقية حكام الخليج يتراكضون بين اقدام امريكا هازين ذيولهم ...
اقفز الى عملية فرنسا الاخيرة على صغرها و لكن لنفكر بنتائجها .. مبدئيا و بسرعة ظهرت نتائج اولية تقول بان الاتحاد الاوربي وصل الا ثلاث اليات لمواجهة الارهاب و كانها اعدت مسبقا و كل ما احتاجت له هو التوقيت المناسب ..
الالية الاولى جمع المعلومات التي يقدمها المسافر الى وكالات السفر , ما هي اهمية هذه المعلومات التي هي بالتاكيد عبارة عن الاسم و العنوان و التليفون و معلومات عن جواز السفر , ما الجديد في ذلك ؟ الا اذا كانوا سيضعون في كل مكتل من المكاتب عنصر مخابراتي و يراقبوا كل انسان اين يذهب و لماذا ..اي تقييد حرية التنقل .
الالية الثانية هي تشديد الرقابة على حركة مرور الاشخاص داخل الاتحاد الاوربي , و بالتاكيد سيكون هناك درجات للمواطنة و ستظهر بوضوح التفرقة العنصرية و ربما سيكون هناك ممرات خاصة للمسلمين في المطارات , و الايام القادمة حبلى ..
الالية الثالثة هي الاتفاق مع اصحاب الانترنيت لكشف محتويات الحسابات الشخصية من بريد و غيرذلك .. اي سيتم مراقبة انفاس كل شخص و تكميمها اذا تطلب الامر ..

الله يستر من الايام القادمة ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=56412
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 01 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28