التوجه الكوردي في صناعة الحدث على الساحة العراقية لن يتوقف في محطة من المحطات ان لم تكن فيها مصالحهم الاقتصادية والسياسية قد استكملت او ما قد يفوق استحقاقهم المنصوص عليه في الدستور والواقع السكاني ولا يهمهم ماذا يحل بالعراق ، فقد قدمت الحكومة العراقية كل ما تستطيع اليهم من اجل وحدة العراق وقوته كدولة موحدة بعيدة عن التمزيق .
لكن ما يحصل اليوم هو تخوف كبير من ان الكورد لن يلتزموا بهذا الاتفاق المبرم مع بغداد لأنهم يريدون الالتزام به خارج الخطط التي تقوم بها حكومة المركز من تقشف وتخفيض لكل الصرفيات الزائدة وان كان يصل الى النصف مثلا فهم يعتبرون انفسهم غير معنيين بما تقوم به حكومة العبادي وعلى الدولة العراقية ان تعطينا لنأخذ دون ان نعطي او  أن نتفاعل مع الكوارث وما يحل بالعراق وكأنهم دولة تتعامل على اساس تسديد الديون العامة من ذمة دولة اخرى .
قال السيد رئيس الوزراء هناك خياران للتعامل مع الاخوة الكورد في اطار الوطن الذي نحن عليه اليوم حيث قال الى جريدة الحياة اللندنية (هناك علاقات ثقة متبادلة، لكن أنا حديثي مع الإخوة الكرد صريح جداً، وقلت لهم، إن أرادوا أن يستمروا على النهج السابق بمعنى أخذ ما يستطيعون من العراق حتى الانفصال، يجب أن يكونوا واضحين. وإن أرادوا البقاء في العراق فنحن نتقاسم الخبز".) فهل سيلتزم الساسة الاكراد وخصوصا الحزب الديمقراطي الحاكم في الاقليم ؟ أنا اعتقد انهم سوف لن يلتزموا بذلك وسيعتمدوا عملية الاستنزاف من الدولة العراقية دون مقابل منهم أي انهم سيكونون مع الخيار وليس الخيار الثاني بتقاسم رغيف الخبز كما يظن السيد رئيس الوزراء وسيكون خلاصة الفعل انهم يريدون ولا يعطون كما هو حاصل مع الميزانية التي ومع وجود التقشف يطالبون بمبلغ مليار ومائتي الف دولار لحين اقرار الموازنة رغم معرفتهم بما يمر به العراق من ازمة مالية وضيق اقتصادي.