منذ فترة ليست بالقصيرة سيطر عليَّ الخمول القاتل فتركت الرياضة البدنية التي كنت أواكب عليها .أنه الشعور بالكسل الذي يفقد التفكير بالمستقبل الذي من المحال ان نتقن التخطيط له. في صباح هذا اليوم أستمعت لصوت عراقي زارني من بعيد أجتاز كل الحدود ,والسيطرات, ونقاط التفتيش,التي تطالبك بجواز سفرك القانوني ,صوت أعطاني قوة أستلهمتها من بين تلك النبرات التي حفزتني وخلقت في أغوار نفسي , طموح لايمكن لكل لغات الكائنات وبجميع حروفها أن توصفه, أنه اشبه بموسيقى راقية لم تصل الى مسامع البشر لكنها اخترقت مسامعي صباح هذا اليوم انه صوت مطرب عراقي رفض لصوته الشجي الجميل ان يكون بوقاً, للجلاد فآرتضى الغربة بساطاً له ,وهو في أوج عظمته وشهرته, ليعود بعد الأحتلال الاميركي اللعين , الى بلد الجلادين الجدد وهو خالي الوفاض الاً من حبه للعراق انه ( فؤاد سالم) هذا الفنان الذي كنا نتبادل كاسيتات أغانيه سراً فيما بيننا رغم ان اغانيه لاتحوي بين حروفها الا الحب والحنين للعراق العظيم.استمعت لاغنيته التي انستني للحظات انني في اغتراب كامل, رغم انها تشكو الحنين للوطن , ربما لانني كنت اسمعها دائما وانا في وسط اهلي هي اغنية قديمة كلماتها تقول (ياطير الرايح لبلادي , اخذ عيوني تشوف ابلادي, مشتاك لاهلي الطيبين , مشتاكلهم من سنين, ), انتهت الاغنية وتوقف الكاسيت, لكن صوته لن يرحل ظل يطرق مسامعي فسرت فيَّ قوة رهيبة توهجت بحب العراق وبشوقي الذي اعجز,بحق على وصفه.حدث هذا , وانا قد بدأت تواً بتناول فطوري, شعرت بنشاط , أستمريت في تناول فطوري ولكن على عجلة حيث اني تعودت التأني في تناول وجباتي,تصفحت النت, ارتديت ملابسي الرياضية,اخذت ورقتي البسيطة وقلمي المتواضع والزهيد, مسكت بهاتفي النقال الذي من النادر جداً , أحمله ,ولاادري مالسبب في جلبه معي الان رغم علمي ان شبكة الاتصالات تنعدم هنا في الغابة, الاترون انني , غريبة الاطوار؟ فكم من مرات ينبهني اولادي كي احمل هاتفي النقال معي وانا اتبضع كي يطمئنوا في اي مكان انا , ولكني كنت لاأأبه لهم, وأجيبهم بأنني أكره حمله واحس انه حاجة كمالية تسرق الوقت منا بمكالمات اغلبها تكون دون جدوى .
ها انني وصلت الغابة باسرع من ذي قبل بكثير ,وها انني صممت الا اكون في مكان واحد ومحدد مثل المرات السابقة , فاليوم يبدو لي َمختلف في كل شيء فيه .اليوم لااثر للتعب على لياقتي ,كنت اركض واسمع صوت العراق يناديني ليقول لي هلُمي اليَّ ياابنتي فانني اشتقتك بحجم تلك الغابات التي تحتويك الآن,هذا الصوت بعث فيَّ القوة كي اركض واركض وأركض لدرجة انني نسيت انني هنا في تلك البقعة النائية عن بلدي ,خيالي يلازمني وانا الهث,تتراءى لي من بعيد, بعيد صورة البعيد عني , بعيد عني بالمسافة لكنه يعيش فيَّ,اتنسفه ويتخللني ,ها هو لازال يناديني هل يستنجد بيَ, من الدخلاء والقتلة واللصوص؟ام انني استنجد به,من معاناتي حيث تركته انا والملايين من العراقيين المجبرين منهم والمخيرين في هذا الاختيار المر الذي جعلنا مشتتين وجعل عراقنا صريعاً بيد الاعراب والاغراب
أوآه......أوآه
كل مامرَّ بك من صعاب, وانت باقٍ مهاب,انت رمز قوتنا , وسبب ضعفنا بك نكون اقوياء ونصارع كل انواع العذاب والشقاء,وبك نضعف ونغدو حطاما ً لانقوى على الحراك فأيُّ بلدٍ,أنت, وأيُّ حب يتملكنا نحوك ياعــــــــــــــــــراق؟
|