• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : جيب عين لإسرائيل وتنام!! .
                          • الكاتب : فالح حسون الدراجي .

جيب عين لإسرائيل وتنام!!

"قتل الإسرائيليون غدراً أمس الأول ستة من مقاتلي حزب الله اللبناني، وقد أعلن الحزب رسمياً عن استشهاد ستة من عناصره، بينهم قيادي بارز، في غارة جوية إسرائيلية نفذت في منطقة القنيطرة بهضبة الجولان السورية. وأوضح الحزب أن من بين الشهداء جهاد مغنية، ابن القيادي العسكري عماد مغنية الذي قتله تفجير في دمشق عام 2008. فقد أعلن تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني أن مروحية إسرائيلية قد أطلقت صاروخين على أهداف في منطقة مزرعة الأمل في ريف القنيطرة. وأضاف التلفزيون أن الشهداء كانوا يقومون بـ"مهمة استطلاع" في المنطقة. في ذات الوقت، أفاد مسؤولون في حزب الله إن من بين الشهداء القيادي الميداني محمد عيسى. ولم تصدر إسرائيل أي تعليق رسمي على هذا الحادث الذي وقع بعد أيام من تحذير السيد حسن نصر الله، من أن مقاتليه قد يردون على غارات إسرائيلية داخل سوريا".
هذا ملخص الخبر الذي تناقلته أغلب وكالات الأنباء العربية والعالمية.. وإذا كان شكل الخبر يختلف من وكالة وقناة وصحيفة الى أخرى حسب موقف هذه الوسيلة الإعلامية من حزب الله، فأن الجوهر الذي لا تختلف عليه وكالتان، أو قناتان، أو جريدتان هو جوهر واحد، يتمثل بحقيقة مفادها أن الإعتداء قد حصل فعلاً، وإن الأبطال الستة قد إستشهدوا في القنيطرة السورية، وهم في مهمة إستطلاع تتعلق بفحص خارطة العمل الجهادي في الأراضي المحتلة، وقراءة تضاريس جديدة في هذه الخارطة على أرض الواقع العسكري، وليس فقط عبر الأفلام والصور والتوقعات. ثمة أمر مهم يجب أن تقره جميع المؤسسات الإعلامية والسياسية والعسكرية، يتلخص بأن الشهداء الستة كانوا يؤدون عملاً مهماً، وإستثنائياً، وفعالاً جداً، وأنهم كانوا يقدمون على تنفبذ شيء خطير في الحسابات الإسرائيلية الأمنية، وإلاَّ ما كلف الصهاينة أنفسهم على الإقدام بتنفيذ مثل هذه العملية الخطيرة، وقبل ذلك ما قاموا بالتخطيط والمراقبة والمتابعة بجهد سري مكتوم. ناهيك عن النتائج الوخيمة التي ستلحق بالكيان الإسرائيلي سواء في داخل بنية هذا الكيان، أم في مكملاته الأخرى..! لأن إستشهاد ستة من كوادر حزب الله أمر ليس سهلاً قط، وهو حتماً لن يمر دون عقاب، بل وعقاب موجع. وأظن إن الأسرائيليين يعرفون أكثرمن غيرهم كلفة الثمن الذي سيدفعونه من أعداد آلتهم البشرية والمادية والأمنية المحدودة أصلاً. ويعرفون أيضاً حجم الرد الجهادي القادم من حزب الله عاجلاً أو آجلاً، عقاباً على ما فعلت أيديهم. ولعل الشيء الذي أردت قوله هنا أن الإسرائيليين يدركون جيداً أن السيد حسن نصر الله حين يقول كلاماً فإنه يعنيه تماماً.. لذلك فإن السيد حين قال قبل أيام (أن مقاتليه قد يردون على غارات إسرائيلية داخل سوريا) فإنه واثق مما يقوله، وصادق فيما يقول.. فالرجل كما تعرف اسرائيل لم يقل هذا الكلام جزافاً، ولم يطلقه على عواهنه بتاتاً، خاصة وإن لأسرائيل تجربة مريرة مع (أقوال وتحذيرات السيد) وهنا تكمن خطورة الأمرعلى اسرائيل، فلو كانت تعرف أن السيد بياع كلام (حاشاه)، ما أحتاطت لما يقول، ولا أستبقت لما ينوي عمله، ولا إهتمت لما يحذر، بل ولا فعلت كل مافعلت. لكنها تدرك أن كلام السيد فعل، وأمر واقع لامحال، وإن كل كلمة تخرج من فمه تتمثل بحتمية تحقيق الهدف المطلوب غداً، إن لم يتحقق اليوم.. إذ أن لكلمات السيد حسن نصر الله رعباً في قلوب الأعداء، وثقة في عيون الأصدقاء، ولها مصداقية أكيدة في سير الواقع، ومعنى مؤثر في لغة الأحداث، ومن أجل هذا فقط سرى الرعب في أوصال اسرائيل، كما تسري النار في الهشيم..
لقد قتلت اسرائيل أمس الأول ستة من مقاتلي وكوادر حزب الله كفعل إستباقي، وإحترازي،عله يمنع تنفيذ تهديد (السيد) ضد اسرائيل.. ولكن هل تنام بعدها إسرائيل مطمئنة هانئة سعيدة؟
والجواب؛ قطعاً لا، فالسيد هدد بعمل ضد اسرائيل داخل سوريا، قبل العملية الغادرة التي أودت بحياة ستة من المقاتلين الأعزاء على قلبه، فما بالك بنوع الرد حين يأتي بعد هذه العملية الغادرة؟
من المؤكد أن العقاب الجهادي لإسرائيل سيكون مزدوجاً، والرد واسعاً وكبيراً ودامياً..
عاد تعال وجيب عين لإسرائيل وتنام!!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=56747
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 01 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19