نعلم جيدا ان الروس في تعاملاتهم الدولية ليس الأمريكان الذين يفاوضون هذا وذاك الرسمي وغير الرسمي بل حتى نراهم في بعض الأحيان يتفاوضون مع الإرهابيين ذاتهم او مع المنظمات الراديكالية التي تؤمن بالعنف سبيلا للوصول الى مراميها وتحقيق أهدافها وهو ما حصل مع منظمات في الفلبين وكوبا وتعاملهم مع منظمة خلق الإرهابية وحتى يومنا هذا فكثير من الأنباء تشير الى تعاطي الأمريكان مع عناصر داعش الإجرامية وقبلها القاعدة والنصرة ،،اما الروس فهي لم تعتمد هذه الطرق الملتوية بل هي واضحة تماماً وتريد ان تعمل على تفعيل وتقوية علاقاتها مع دول العالم وبالذات دول الشرق الاوسط وبما ان روسيا تمتلك قدرات التسليح فلا بد من الرجوع اليها وترك احلام التسليح من الأمريكان لان جميع الأمور لديهم مرتبطة  باجندات تريد ان تصل اليها باي ثمن لتحقيق الواقع الذي تريد وخصوصا في منطقتنا العربية حيث الكيل بمكيالين هو ديدن السياسة الامريكية فهي من باب تحاول حماية الأنظمة ومن باب اخر العودة الى احضان الحركات والتنظيمات المتطرفة وها هي تماطل في تسليح لعراق رغم كل التحديات الخطرة التي تحيط به ورغم معرفتهم ان فلتان الأمور سيؤدي الى انتشار الارهاب في معظم دول العالم وهذا ما أوضحه لهم رئيس الوزراء العراقي السيد العبادي وطالبهم بالتسليح ومزيد من الدعم لكنهم يرسلون الأسلحة بالقطارة كما يقول المثل وهم يعلمون ان داعش تتمدد فلذلك لابد من كل الأصوات المطالبة بالبقاء تحت رحمة الأمريكان ان تتوقف عن ذلك وتلتفت الى التسليح الروسي فهي لم يعهد عنها انها تربط ذلك باجندات سياسية كما تفعل بذلك أميركا فالعراق اليوم بأمس الحاجة لذلك، ومن هنا فان ما صرح به الناطق باسم رئيس الوزراء على ان هناك توجه لوفد من خبراء وزارة الدفاع الى روسيا من اجل التعاقد على كميات من الأسلحة يعتبر الحل الأمثل بعد النجاحات الكثيرة التي قامت بها حكومة العراق الى الجانب الامريكي والتي لم تفضي عن شيء وهذا يؤكد الاعتقاد ان خطوات السيد العبادي في تنوع مصادر التسليح تعطي الأهمية الكبرى لحكمة الطاقم السياسي .