• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : خاطرة سريعة .النور الثالث والسر المستودع فيه.مناسبة وفاة القديسة فاطمة بنت النور الأكبر .
                          • الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري .

خاطرة سريعة .النور الثالث والسر المستودع فيه.مناسبة وفاة القديسة فاطمة بنت النور الأكبر

الأمور كما أفهمها . أن الوجود كله يتكون من عقلين. عقلٌ فاعل جامع هو مصدر كل شيء وعقل منفعل تابع وضع له المصصم حدود يقف عندها فلا وجود للفكير المطلق للعقل التابع بل هذا من صفاة العقل الجامع ، وانا بحثت في مراتب التفكير وتابعت فاعلية حركة العقل فوجدت ان له مراتب يرتقي بها ولكن إلى حدود ومراقي يتسلقها حيث النهاية .

وقد بحثت عن المرقاة الأخيرة في سلم صعود العقل وتحليقه في عالم الفكر وانطلاقة اللامحدودية في اسئلته فلم اجد في كل الكتب اي جواب شاف إلا في القرآن حيث هناك قولان ارتبطا ببعض بشكل وثيق .
القول الاول هو قول الرب : (( ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك)). فبيّن الرب ان حملة العقل التابع (الناس) يُحلقون بعيدا في تفكيرهم حيث تدور عقولهم في انحاء السماوات والأرض بحثا عن اجابة على اسئلة ولدتها مشاهدات وتأملات ولكنهم دائما يصطدمون بــ (القول الثاني) الذي وضعه الرب كخط احمر لا يُمكن للعقل ان يتجاوزه وإلا اصيب .
وهو قوله : ( ليس كمثله شيء). فجعل الرب نفسه خارج الاشياء . وقد أطلق جميع الفلاسفة واهل العرفان على هذه المرحلة من مراحل التفكير بـــ ( الليسية) . وهي ان الانسان يستخدم دائما (الاشياء المخلوقة) للوصول إلى الخالق ، ومحال له أن يصل لأن المحدود لا يدرك المطلق. ومن يقع خارج دائرة الأشياء كيف نُدركهُ بالاشياء فكل دورها أنها الدليل إليه.ومن هنا قال الرب : (لا تُدركهُ الابصار). لأنه يقع خارج قدرتها لكونها (شيء) مخلوق له قابلية محدودة.
فإذا حاولت العين ان تُدرك كنه النور الاعظم فهذه الشمس وهي مخلوق صغير من مخلوقاته فليملأ ابن آدم عينيه من نورها .
فكيف بدأ النور . ((في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله. كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس)).
إذن هما إثنان (الحياة) و (النور) فقد خُلقت الحياة كلها من أجل هذا النور، الذي لولاه لما استقرت الأرواح في الأبدان ، ولكن من هو هذا النور الذي يُنير كل إنسان ولم تقبله خاصته ؟؟؟ ((كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيا إلى العالم. كان في العالم، وكون العالم به، ولم يعرفه العالم. إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله)). هذا النور هو الوعاء الذي يحمل الأنوار التي تفرعت منه .كان الناس في عالم الذر الأكبر يتمنون أن يروا هذا النور ولو ساعة : ((كان هو السراج الموقد المنير، وأنتم أردتم أن تبتهجوا بنوره ساعة)).(2) من هو هذا السراج المنير بحثنا ووجدناه في القرآن المقدس : ((وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا)).(3)
إذن عرفنا من هو هذا النور الذي من اجله خُلقت الروح والتي لولاه لم تستقر في الأبدان طرفة عين ولكن هل خلق الرب هذا النور وحده ؟
((فعمل الله النورين العظيمين: النور الأكبر لحكم النهار، والنور الأصغر لحكم الليل، والنجوم((.سفر التكوين 1: 16
فكان النور الأكبر لحكم المحجة الواضحة التي جاء بها ، والنور الأصغر لإنارة الفتن التي جاءت كقطع الليل المظلم بعد رحيل النور الأكبر ثم تلته النجوم الزواهر كلما غاب نجمٌ ظهر آخر. 
إذن أن النورين العظيمين هما الشمس والقمر ( محمد وعلي)، ولكن ماذا عن النور الثالث الذي باتحاده مع النور الاصغر انتج النجوم : سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 12: 1((وظهرت آية عظيمة في السماء: امرأة متسربلة بالشمس، والقمر، وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبا)).
إذن هناك نور ثالث انثوي كان حلقة وصل بين النورين (أنا النور الأكبر وعلي النور الأصغر) وهو الذي حمل السر الذي صبّهُ النور الأكبر في أذنها فكانت مستودع الأسرار الإلهية .
كانت (الكلمة) هي السر الأكبر الذي ارسله الله إلى مريم يحمله كبير ملائكته (وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه) : ((فإن الذين في السماء هم ثلاثة: الاب، والكلمة، والروح)).(4) فنزل الوحي الكبير رئيس الملائكة يحمل (الروح والكلمة). فألقاها إلى مريم. 
ولكن النور الأعظم الثالث (فاطمة) اكرمها الرب غاية الإكرام فلم يرسل لها السر بيد ملك من ملائكته كما فعل مع (مريم) بل استدعى النور الأعظم (محمد) إلى حضرته حتى كان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إليه ما أوحى فرجع وهو يحمل هذا السر الذي لم تحتمله سوى إذن (محمد) وبقى جانح محمد ينطوي على هذا السر إلى قرب موته فاسر به إلى ابنته (5) وهذا السر المودع فيها انتقل عبر ابناءها واحد واحد إلى أن يستقر بيد من سوف يُظهر هذه الكلمة وعلى يمينه الروح العظيم فيبسط الأرض بالعدل والرفاه ويقضي على الظلم. ((اذكروا إلى الأبد عهده، الكلمة التي أوصى بها إلى ألف جيل)). (6)
نعم إلى الف جيل ، ونحن هذا الجيل الذي نقف فيه على راس الألفية الأخيرة حيث لم يتبقى على نهاية هذه الألفية سوى دقيقتين بالزمن الذري (7) ليظهر بعدها النور الأعظم حاملا كلمة الرب ليُدين المسكونة بالعدل برجل قد عينه ((لأنه أقام يوما هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل، برجل قد عينه، مقدما ((. (8)
 
المصادر والتوضيحات ــــــــــــــــــــــــ
2- إنجيل يوحنا 5: 35.
3- سورة الاحزاب آية 46. 
4- رسالة يوحنا الرسول الأولى 5: 7
5- قالت عائشة: (دخلت فاطمة بنت النبي، فلما دخلت بكت، لأن النبي ﷺ لم يستطع القيام، لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه
فقال النبي ﷺ : أدنو مني يا فاطمه فأسر لها النبي ﷺ في أذنها، فبكت أكثر. فلما بكت قال لها النبي ﷺ : أدنو مني يا فاطمه فأسر لها مرة أخر في اذنها فضحكت).
6- سفر أخبار الأيام الأول 16: 15.
7- أعلن علماء الذرة يوم الخميس 22 يناير/كانون الثاني إنه قد تبقى 3 دقائق قبل منتصف الليل، الذي يرمز له في ساعة يوم القيامة بنهاية العالم على هذا الكوكب. http://www.dampress.net/index.php…
8- سفر أعمال الرسل 17: 31

كافة التعليقات (عدد : 4)


• (1) - كتب : amer al-nafiey ، في 2015/02/03 .

good words

• (2) - كتب : إيزابيل بنيامين ماما آشوري . ، في 2015/01/31 .

شكرا اخ عامر على هذه الافاضة الجميلة المفيدة . إن الكلام عن هؤلاء المقدسين كثير فإذا كان الخلق كله لأجلهم كما في بعض الاخبار من انهم ( النور الاكبر والاصغر والانوار ) التي وردت في الكتاب المقدس، فهل تغفل الكتب المقدسة ذكرهم ؟
كلا حتى الكتب نزلت من اجلهم ولكن الانانية والحسد هي التي اخفت ذلك كما فعل الحسد في صدور بعض صحابة النبي محمد بأن قاموا باخفاء فضائل اهل بيته لا بل نسبوها لهم .
تحياتي

• (3) - كتب : عامر ناص ، في 2015/01/30 .

السيدة الفاضلة حياك الله، اليك بعض ما ورد بحق سيدة النساء:
عن الله تبارك وتعالى:
«يا أحمد، لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا عليّ لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما»(2).
6 ـ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله):
«لو كان الحُسنُ شخصاً لكان فاطمة، بل هي أعظم، إنّ فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً»(3).
عن الرضا (عليه السلام)، قال النبيّ (صلى الله عليه وآله):
«لمّا عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل (عليه السلام)، فأدخلني الجنّة، فناولني من رطبها، فأكلته، فتحوّل ذلك نطفة في صلبي، فلمّا هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة (عليها السلام)، ففاطمة حوراء إنسيّة، فكلّما اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رائحة ابنتي فاطمة»
عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) في حديث طويل:
«على ساق العرش مكتوب: لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، وعليّ وفاطمة والحسن والحسين خير خلق الله»(1).
ولنعم ما قيل:
زيتونة عمّ الورى بركاتها ... مشكاة نور الله جلّ جلاله
لمّا تنزّلت أكثرت كثراتها ... هي قطب دائرة الوجود ونقطة
هي عنصر التوحيد في عرصاتها ... هي أحمد الثاني وأحمد عصرِها
عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لمّا خلق الله تعالى آدم أبو البشر ونفخ فيه من روحه، التفت آدم يمنة العرش، فإذا في النور خمسة أشباح سجّداً وركّعاً، قال آدم: يا ربّ، هل خلقت أحداً من طين قبلي؟
قال: لا يا آدم.
قال: فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيئتي وصورتي؟
قال: هؤلاء الخمسة من ولدك لولاهم ما خلقتك، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي، لولاهم ما خلقت الجنّة ولا النار ولا العرش


• (4) - كتب : عامر ناص ، في 2015/01/30 .

لله درك ايتها الفاضلة مااجمل هذا الربط العلمي،حياك الله وبياك وباركك



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=57120
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 01 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28