• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : يا ليت دماؤنا غالية كدماء إخوتنا! .
                          • الكاتب : منيب السائح .

يا ليت دماؤنا غالية كدماء إخوتنا!

في 19/7/2007 اجرت صحيفة "الحياة" السعودية التي تصدر في لندن لقاء مع الرئيس العراقي جلال الطالباني ، في ذروة الهجمة الوحشية التي تعرض لها العراق بين عامي 2006 و 2007 ، من قبل المجموعات التكفيرية ، حيث كشف الطالباني حينها ان 77 % من ضحايا العنف في عام 2006 هم من العراقيين الشيعة.

وقال الطالباني في ذلك اللقاء "انه منذ "1/1/2006 الى 20/11/2006 بلغ عدد القتلى 20101 قتيلا من بينهم 15522 من الشيعة اي 77% بينما بلغ عدد االقتلى السنة 2138 اي 11% وعدد مجهولي الهوية من كرد ومسيحيين ومسلمين حوالي 2441 اي 12 بالمائة.

وفي السابع من شهر اكتوبر / تشرين الثاني عام 2014 ، اعدت وكالة رويترز تقريرا تحت عنوان (مع تزايد ضحايا حرب العراق.. الشيعة بدأوا يطلبون إجابات) تناولت فيه موضوع التزايد الرهيب بعدد قتلى الشيعة في العراق الذين ضاقت بهم مقبرتي النجف وكربلاء ، حتى وصل الامر بالعراقيين الشيعة الى التساؤل عن المدى الذي يمكن ان يتحملوه ازاء المجازر التي يتعرضون لها قبل وبعد سقوط نظام صدام حسين.

وفي ذات التقرير تنقل رويترز عن فارس الكعبي متعهد دفن الموتي في مدينة كربلاء قوله :لقد "تسلمنا حوالي 8000 جثة منذ سقوط الموصل (10 حزيران /يونيو 2014) بينها جثث مجهولة الهوية لأناس قتلوا في التفجيرات وأعمال القتل الطائفية وحوالي ثلاثة آلاف جندي.

البارحة ، الجمعة 30 كانون الثاني / يناير 2015 ، انفجرت عبوة ناسفة في سوق لبيع الملابس المستعملة في منطقة الباب الشرقي وسط بغداد، وبعد ان تجمع الناس حول مكان الانفجار فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه، ما أسفر عن مقتل 44 شخصا وجرح 72 اخرين.

البارحة ايضا ، وليس من باب الصدفة ، بل من باب ان المسلمين الشيعة كفار يجب القضاء عليهم ، وهذا المبدأ ليس له اي علاقة بما تروجه بعض وسائل الاعلام الخليجية الرجعية الطائفية ، من ان ما يتعرض له الشيعة في العراق من مجازر هي بسبب الاحداث التي اعقبت عام 2003 ، او للانتقام من الشيعة لانهم يهيمنون على الحكم في البلاد ، او للانتقام لاهل السنة ، فالبارحة ايضا وعلى بعد الاف الكيلومترات عن العراق قُتل اكثر من 40 مسلما شيعيا في مدينة شيكابور في ولاية السند الباكستانية وجرح العشرات عندما فرج انتحاري تكفيري من اعضاء جماعة "جند الله " التي انشقت عن طالبان وبايعت "داعش" ، نفسه اثناء صلاة الجمعة ، وانهار جزء من المسجد بعد الانفجار ودفن بعض الجرحى تحت الأنقاض قبل أن ينتشلهم المارة ويقلوهم بسيارات إلى المستشفى ، وقال فهد مروة المتحدث باسم جند الله "كان هدفنا التجمع الشيعي إنهم أعداؤنا" ، وقتل الالاف من الشيعة خلال الاعوام القليلة الماضية.

اذن قتل الشيعة ليس تكتيكا سياسيا او لدوافع سياسية مرتبطة باحداث عابرة ـ تلجأ اليها المجموعات التكفيرية ، فهو "دين" و" مبادىء ثابتة" و "استراتيجة" تتمسك بها الجماعات التكفيرية في العالم اجمع ، التي تؤمن بالوهابية كعقيدة دينية ، لذا من الخطا ربط ما يجري ، كما هو ديدن الاعلام الخليجي والطائفي ، المذابح ضد الشيعة في العراق بالاحداث السياسية التي عاشها هذا البلد بعد سقوط الدكتاتور صدام حسين.

ثانيا ، نريد ان نذكر اخوتنا من ابناء السنة في كل ما كان ان ما يقال عن المجازر التي ترتكب ضد السنة على يد الشيعة " الصفويين" و"المجموس" وابناء العلقمي" و الكفار" و.. كلها كذب في كذب ، ويكفي القاء نظرة عابرة على عدد قتلى الشيعة على يد التكفيريين والبعثيين في العراق وعدد قتلى السنة على يد التكفيريين وبعض الجهلة من الشيعة الذين يخدمون اجندة التكفيريين ، فنسبة قتلى الشيعة هو اكثر من 80 بالمائة ، والسنة اقل من 20 في المائة ، بينما نسبة الشيعة في العراق هم 70 بالمائة والسنة 15 بالمائة ، فاذا كانت حقا هناك ارادة سياسية شيعية للقضاء على اهل السنة في العراق لكانت ارقام نسب القتل تغيرت ، وهو ما لم يحدث ، اذن على كل مسلم سني داخل وخارج العراق ان يتوخى الحذر والا يصدق الحرب النفسية التي تشنها وسائل الاعلام العربية الرجعية والطائفية التي تذرف دموع التماسيح على سنة العراق ، فلا وسائل الاعلام هذه ولا الجهات التي تقف وراءها تتمنى الخير للعراقيين جميعهم شيعة سنة ، كما اكدت تجربة الاعوام العشرة الماضية ، حيث تستغل هذه الجهات كل شيء حتى الاكاذيب لاحراق العراق وشعبه.

الشيء الاخر الذي نود ان يتوقف امامه ابناء السنة في العراق ، وهو يكشف بحد ذاته نفاق ودجل وسائل الاعلام تلك والجهات التي تقف وراءها ، ففي الوقت الذي تقيم هذه الجهات الدنيا ولا تقعدها لانفجار مسجد في ديالى ، او لقتل عدد من الابرياء في قرية "بروانه" ، بينما هناك الكثير من الادلة تشير الى تورط "داعش" والبعثيين في ارتكاب مثل هذه الجرائم من قبل ، وهي سياسة تعتمدها "داعش" في العراق و سوريا ، وهناك عشرات بل ومئات من الجرائم المشابهة التي نفذتها "داعش" ضد السنة لاشعال المزيد من نيران الفتنة بين ابناء الشعب الواحد ، في الوقت الذي لا تحرك هذه الجهات ساكنا ازاء المجازر التي ترتكب ضد الشيعة فحسب ، بل تحاول التشكيك فيها بل وحتى تبريرها ، في محاولة لاثارة الضغائن والاحقاد بين العراقيين.

جميل ان نرى الامم المتحدة والحكومة العراقية والمجموعات السياسية والكتل النيابية وحتى الشخصيات الدينية ، تطالب بفتح تحقيق لمعرفة ملابسات حادث قتل المدنيين في قرية "بروانه" من ابناء السنة ، فهو الموقف المطلوب من كل انسان شريف في العراق والعالم من اجل وقف نزيف الدم العراقي ، ولكن على هذه الجهات ان تتخذ ذات الموقف ايضا ازاء الدم الشيعي الذي ينزف لمجرد انه شيعي ، دون ان يلتفت اليه احد من اخوته في الدين .. ياليت دماؤنا غالية كدماء اخوتنا.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=57189
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29