لست اليوم بصدد تمجيد شهادة علمية كنت قد نلتها بوافر الجهد والعرق والسهر، ولكن هي ذكريات عبرت في نفسي وخاطري ،ربما لاني قد ابتعدت عن ممارسة هذه المهنة وهي الطب البيطري لظروف خاصة بي ،ولست الان بصدد الحديث عن ظروفي ولكن الذي أوقد النار تحت رماد ذاكرتي هما حدثان اولهما اني قد قراءت في منتدى من منتديات الشبكة العنكبوتية وهو منتدى المعرفة البيطرية خبر استشهاد استاذ عزيز وعالم متمكن في مجال اختصاصه العلمي الا وهو الدكتور علي عبد الحسين شلش ذلك الاستاذ الانسان المخلص الذي ترك بصمته النقية في ذاكرتنا المزدحمة ، حيث غمر الجميع بانسانيته واخلاقه ونشاطه ،وعمل اثناء فترة الحصار وتحت ضغط تقليص نفقات الكلية في ذلك الحين حيث ابدع في ابتكار البدائل لتعويض النقص في المواد او الموارد لكي ياخذ طلبة الكلية استحقاقهم الكامل من العلم والمعرفة (رحمة الله عليه) اما الحدث الاخرفهو ان تجمعني الظروف بزميلة لي في عملي اخيها خريج كلية الطب البيطري لسنتين خلت ،حيث يعد اوراق سفره لكي يهاجر الى الغرب، والدافع انه لم يجد وظيفة لحد الان وهو من قضى خمس سنين من عمره بين مقاعد الدراسة وحقول التربية الحيوانية طيلة تلك السنوات وقلبه ممتلىء بأمل التخرج والعمل فلايوجد تعيين مركزي رغم ان الدراسة في الكلية واسعة وشاملة تمتد الى نواحي الصحة والحياة كافة حيث هناك علم الاحياء المجهرية والمناعة والتغذية والبيئة والصحة العامة، كيمياء عضوية والامراض المشتركة بين الانسان والحيوان وصحة لحوم والبان وصحة مياه وهو تخصص له دور مهم في الرقابة على الاسواق واماكن الاستيراد ودخول المواد الغذائية الى القطر كل هذه القدرات تذهب هباءا وحسرة من قلوبنا وقدرات مالية مهدورة عبثا من جيوب الاباء والامهات وامال مفقودة مؤودة لاطباء حديثي التخرج ، لقد تصاعدت اصوات الاطباء البيطريين لعدة مرات وفي عدة مناسبات وخاصة بعد وصول عدد من خريجي كليات الطب البيطري الى مقاعد مجلس النواب ومجلس محافظة بغداد ولكن دون جدوى ومما يزيد الاسى في النفس ان نشاهد او نسمع كل فترة افتتاح كلية اخرى للطب البيطري ولا ادري ماالفائدة من فتح كليات جديدة في تخصص الطب البيطري علما ان هؤلاء الخريجين سيجدوا مقاعدهم الشاغرة بين منتظري العمل ولا اقول طابور العاطلين عن العمل لانهم قد تجشموا العناء والسهر في سبيل نيل شهادتهم ولاتوجد لهم تخصيصات في وزارة المالية ادعوا الجهات المعنية في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الى الاهتمام بقضية هذه الشريحة الواسعة من ابناء العراق ونحن في هذه السنين التي يشهد العالم اجمع غلاء في اسعار المواد الغذائية ذات المصدر الحيواني نتيجة للزيادة المطردة في معدل السكان ،وان استثمار هذه الجهود والقدرات العلمية العراقية سيوفر الكثير من العملة الصعبة على الخزينة العراقية ولايخفى قيمة ذلك على كل صاحب لب وعقل ، وهذا ما سيرفعه الاطباءالبيطريين من مطالب في تجمعهم المتوقع في 25 من شهر ايار في نقابة الاطباء البيطريين الكائنة في المنصور عسى ان تجد مطاليبهم العادلة اذنا مصغية تلبي حاجة هذه الشريحة العلمية الو اسعة اختصاصا وافرادا خدمة للعراق الجديد واهله .
|