• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحرب على المصطلحات .
                          • الكاتب : الشيخ عقيل الحمداني .

الحرب على المصطلحات

لكل مجال من مجالات الحياة و كما و لكل فن مصطلحات اما عامة او خاصة , و في الغالب يكون هذا المصطلح اصله نظرية او قاعدة و مع التداول اصبح مصطلحا اي ليس من الضروري ان يشرحه الكاتب او المتكلم , فيكفي ان يذكره فقط و المتلقي يعرف المقصود ,كأن يذكر مقام النهاوند اثناء الحديث عن الموسيقى و الغناء قلا يحتاج ان يشرح المتحدث ما هو مقام النهاوند لانه في الغالب الحديث موجه لاصحاب التخصص و هم يعرفون ما هذا المقام . ز كأن ينحدث احد الرسامين الى المهتمين بهذا الفن عن الرسم التشكيلي او التكعيبي فهو ليس بحاجة ان يذكر اصول و قواعد عذين المسميين لانها اصول و قواعد يفهمها اهل الصنعة و هي ثابتة لا تتغير , و هكذا الا المصطلحات التي يذكرها اهل السياسة فهي قابلة جدا للي عنقها و اعطائها معنى غير المقصود منه و تاسست القاعدة عليه !! حتى القوانين التي يصر عليها السياسي و القوي بالذات فهي عبارة عن عنوان جميل و لكن المراد منه شئ اخر ..
فمثلا عندما تاسست عصبة الامم و شعرها مساعدة الشعوب على التحرر و الدفاع عن حقوقها ,لنجدها الان و في الواقع هي عبارة عن عصابة تتحكم و تستعبد و تستغل الشعوب و الامم , فتجد الدول تدفع مستحقات مفروضة عليها الى هذه الجمعية لتقوم بالتحكم بهذه الدول و بشعوبها , بل و تحاربها و تقتل ابنائها بالمال المدفوع لها من قبل هذه الدول المسكينة !! و قد تعلم منهم صدام المقبور ذلك حيث كان يعدم الناس و يجبر اهالي المعدومين على دفع ثمن الرصاصات القاتلة !!!
عندما تقوم مجموعة معينة من الدول و بدعم من الامم المتحدة بالكلام عن عمالة الاطفال و يجب منع استغلالهم و هو عنوان جميل جدا و نستيشر خيرا لان اكثر الدول التي فيها عمالة الاطفال هي دول فقيرة و تحتاج الى ان تنهض اقتصاديا , فنجد بدلا من ان تقوم الدول الغنية و صاحبة القرار و الامم المتحدة بمساعدة الاهالي المعتيين ماديا ليتسنى لهم ادخال ابنائهم الى المدارس و و بدلا من مساعدة الدولة ببناء المزيد من المدارس نجدهم يسنون القوانين الملزمة بمنع استيراد البضائع من هذه الدول الفقيرة!!!و تغلق ابواب الرزق و مصادره مما يزيد الطين بلّه كما يقول المثل , و عندما نتلفت قليلا نجد الشركات الامريكية و الاوربية العملاقة مازالت تبني مصانعها في هذه الدول الفقيرة و تستغل الايدي الرخيصة لبيع منتجاتها الغلية الثمن .. فتتضح الرؤية بان هذا الحصار الاقتصادي موجه الى دول بعينها كباكستان و ايران الاسلامية و غيرها من الدول الاسلامية او الخارجة عن سيطرة الولايات المتحدة و زبانيتها من الاتحاد الاوربي الدول التي امتصت و ما زالت تمتص دماء و خيرات الشعوب , و الكل يعرف بوجود مصانع في الولايات المتحدة للغزل و النسيج و الخياطة تستغل العمالة الرخيصة و المهربة من دول امريكا الوسطى و اللاتينية الفقيرة !!!!!
او تحت مسمى براق كالحفاظ على الحيوانات من الانقراض يقومونبشكل مباشر او غير مباشر كاجبار الدولة المعنية بحرق الموجودات من عاج جلود الحيوانات و اتلافها بلا مبرر , بينما كان من الافضل بيعها و بثمنها تحسين طرق العيش في هذه الدول و من ثم منع الصيد الغير مرخص و مراقبته .. و عندما نتلفت يمينا و يسارا و نحاول القراءة بين السطور نجد ان السبب الحقيقي هو المال الذي يوفره مثل هذا الاتجار مما يجعل تنامي تجارة السلاح و بالتالي الجرأ على قوانين العصابة التي تريد التحكم بالامم ...

بعد هذه المقدمة حول استغلال القوانين ساضرب امثلة حول لي عنق المصطلحات التي يستعملها الساسة ..

الديمقراطية
هذا المصطلح من اشد الاسلحة فتكا بالشعوب و الامم فبه احتلت بلدان و دمرت دول و حضارات و سرقت خيرات و حوصرت شركات و افراد !!
ما هو هذا المصطلح ؟ كلنا يعرف هذا المصطلح او النظرية التي جاء بها من سميت باسمه و هو يوناني عاش في زمن كان الناس عبارة عن احرار و عبيد و نظريته موجه للاحرار لان العبيد عبارة عن سلعة لا اكثر و لا اقل .. و كل نظرية تتالف من نص و عمل و نتيجة اذا كانت النتيجة لا تتطابق من النص عندها اما ان يكون العمل او التطبيق فيه خطأ او النظرية نفسها غير قابلة للتطبيق و بالتالي تسقط النظرية ..
تقول نظرية الديمقراطية بان (الشعب مصدر التشريع و السلطة) اي ان الشعب هو المصدر و ليس مصدر من مصادر التشريع و السلطة .. و سقطت النظرية منذ بدايتها , لان الشعب نفسه صاحب مصالح متعارضة و كل يريد ان يسن قانونا يوافق مصالحة , و مع ذلك احدثوا مسخا في التطبيق فاختاروا عملية الحجر الابيض و الحجر الاسود و اصبح التطبيق ياخذ وقتا و مملا فجاؤا بمسخ اخر على المسخ الاول و هكذا مسخ على مسخ حتى وصل الحال الى 51%يحكم ال 49% اي نصف الشعب تقريبا يحكم النصف الاخر , طبعا هذا اذا كانت العملية سليمة 100% !!
الان شعوب هذه الدول العصابة تريد تطبيق هذه النظرية و عندها سيواجهون مشكلة كبير مع شعوبهم !1 فما العمل اذا ؟ العمل هو لي عنق هذه النظرية و تشويهها و تعميم معاني جديدة تحت اسمها و الترويج لهذه المعاني حتى ينسى الشعب المعنى الحقيقي للنظرية , و المشكلة حتى مثقفينا و من يقال عنهم اساتذة في العلوم السياسية و خبراء و محللون يروجون لما تريده عصابة الغرب و تفرضه ..فتجد يقول لك المتحدث قل رأيك يا اخي فنحن في بلد ديمقراطي !! ما علاقة الديمقراطية بحرية ابداء الرأي ؟ او يقول لك كل ما تشاء فنحن ديمقراطيون ! ما علاقة الديمقراطية بالاكل او الذوق الشخصي .. و هكذا اصبح مفهوم الديمقراطية شيئا اخرا لا علاقة له بسلطة الشعب .. فالولايات المتحدة الامريكية لا يحكمها الا فيل او حمار و في الحالتين السائس لهما خلف الكواليس واحدا , اما الشعب فله الشرطة و كلابها ..على فكرة قد اصدمكم بالقول ان السويد التي يضرب بها المثل بالديمقراطية و الحرية و المساواة هي من اشد الانظمة ديكتاتورية و عنصرية في العالم و ساحاول ان اكتب عن السويد ان شاء الله قريبا ..

الشفافية
مصطلح انتشر مؤخرا حتى وصل الى زوايا الحواري و الازقة . الكل يتكلم عن الشفافية و يروج لها حتى يقال ان احدهم سال شخصا عن معنى الشفافية فكان رده هي ان تشرب الماء ترى كيف يصل الى معدتك مارا بكل الامور من الفم الى نهاية المطاف في المعدة !!! المشكلة الكل يضرب نظرية الشفافية التي ينادي بها و يطالب بالعمل فيها نجدهم يضربوها بالاتفاقات السرية !! و ليس كل ما يعرف يقال !! جلسة مغلقة !!
اجتماع سري !! ماذا بقي من الشفافية ؟؟

المؤامرة
اذا انت تؤمن بنظرية المؤامرة فنجد الطرف الاخر ينتفض و يقول لا و كلا انا لا اؤمن بنظرية المؤامرة , كيف يقول اؤمن و هو المثقف ؟ لان هذه النظرية روجوا لها المتامرون على انها نظرية الجهلة و غير المثقفين , لكي يأمنوا الرقابة و يخططوا كما يشاؤون من غير حسيب و لا رقيب .. و الا فكل امر يدبر بليل و بسرية فهو تامر و مؤامرة , فلماذا يبعدونا عن المعنى الحقيقي ؟ نعم ان هناك جهة و اصبحت معروفة تتامر على الجنس البشري من اجل مصلحتها هي , و علينا ان نحتاط لهذه المؤامرات و نخطط و نتامر فيما بيننا للوقوف في وجهها ..
و الامثلة كثيرة جدا فليس كل ما يقوله الغرب صحيحا و ناخذ به و لا كل ما يطلبه منا نعطيه اياه ..فلنكن كما كلب منا الامام الحسين ابو الاحرار عليه السلام ان نكون احرارا في دنيانا ...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=57264
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2