لا تَعْجبنَّ من احراق الدواعش للطيَّار الكساسبة بالنَّار فإنَّها "عقوبة التحريق" التي سَنَّها الزنديق وتبعه عليها شيعته بالتصديق ، فحمل وزرها ووزر من كرَّسَها بعده بالتطبيق ..
فأوَّل مَن أحرق "إنساناً" بالنَّار ، وابتدعها في سُنَّة النبيِّ المُختار(ص) ، هو خليفتهم الأوَّل "أبو بكر(لع)" عندما أحرق "الفجاءة السَّلَمي" وقد أُوتِيَ به إليه مأسوراً ، وفي لفظ الطبري: «فأوقد له ناراً في مُصلّى المدينة على حطبٍ كثيرٍ، ثمَّ رُمِيَ فيها مقموطاً»[١] .. وعندما بَعَث خالد ابن الوليد ليعاقب اناساً مِن أهل الردَّة "بأمرٍ منه": «فجَمَع رِجالاً مِنهم في الحظائر ثم أحرقها عليهم بالنَّار»[٢] .. والأدهى مِن ذلك كله والأمَرّ مِنه إرساله "عُمَر بن الخطاب(لع)" ليأخذ البيعة من أمير المؤمنين علي(ع) قهراً وغصباً ، ومعه الإذن الكامل بالتعدّي و"الإحراق بالنَّار" لأهل البيت(ع) الأطهار ..
فلا تلومَنَّ بعد ذلك "الدواعِش" وغيرهم .. على شناعة الفِعال وفطاغة الأعمال .. وابحثوا عمَّن أسَّسَ أساس "الظلم والعدوان" وعلَّم النَّاس "الفساد والإفساد" في الأرض ، مع سبق الإصرار والتعمُّد تحت سقف "السقيفة الملعونة" .. - - - -
[١] تاريخ الطبري : ٣/٢٣٢ .
[٢] الرياض النضرة: ١/١٠٠ . |