قد يكون الحديث في هذا الموضوع يخضع لانتقاد من لا يعجبه الاجراءات الجديدة التي تقوم بها حكومة العبادي او من هم يقفون بالضد من كل الخطوات التغيرية التي يمارسها اليوم رئيس الوزراء والتي يطلقون عليها خطوات انبطاحية للكتل الاخرى او لأجندات اقليمية ولكننا نقول لكل اولئك ان ما يقوم به السيد العبادي هو الفعل الصحيح لقيادة دولة وان يكون رئيس الوزراء يمثل كل الشعب وكل القوى والمسؤول الاول عن كل صغيرة وكبيرة في اطار عمل الدولة التنفيذي وهذا هو واجبه الملقى على عاتقه ثم تتفرع منه الواجبات الاخرى على باقي كيانات ومفاصل الدولة العراقية .

عملية تصفير الازمات والمشاكل المهمة الاولى التي تقع على عاتق الحكومة جميعا بكل مكوناتها وعلى الكتل السياسية ان تتفاعل مع هذا المبدأ قلبا وقالبا وتتيح المساحة الملائمة لتطبيق كل الاجراءات المطلوبة والتي تقع مسؤوليتها على الجميع فلا ينفع ان تقوم كتل سياسية في اطار الحكومة بالتغريد خارج السرب لأن الجميع في مركب واحد ولابد ان يتفقوا على حل كل الازمات دون المساس بالدستور وحقوق الاخرين فلا ينبغي مثلا ان يقبل السيد العبادي بما يقدمه البعض من عودة قيادات البعث او المجرمين الى الواجهة في السلطة او القبول بأجندات البعض ممن يحملون مشروعا خارجيا يراد منه تفكيك الدولة العراقية والنظام السياسي الجديد والعودة به الى نقطة الصفر فهذه ليست تصفير ازمات وانما تفعيل للازمات واثارة لمشاكل جديدة سريعة الاشتعال في الشارع العراقي .

لذلك نقول ان الاجراءات الامنية الجديدة المتمثلة بفتح الشوارع في العاصمة بغداد واخراجها من مظاهر الثكنة العسكرية هي بالاتجاه الصحيح ويضاف اليها رفع حظر التجول الليلي ابتداء من يوم السبت القادم كما افادت في ذلك وكالة رويتر بالقول (   أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم الخميس أن العمل بقرار حظر التجول المفروض في بغداد منذ نحو عشر سنوات سينتهي يوم السبت فضلا عن تخفيف القيود الأمنية في أربعة أحياء وذلك في إطار مساعيه لإعادة الحياة الطبيعية إلى العاصمة.) ومن هذا المنطلق على جميع افراد الشعب العراقي ان يتفاعلوا مع هذه القرارات المهمة التي تصب في صالحهم وخصوصا أهالي محافظة بغداد العاصمة التي عانت الويلات من غلق الشوارع واليات فرض حظر التجوال منذ الاحتلال الامريكي والى يومنا هذا هو قائم ويتحمل المواطن تبعاته وان قرارات السيد العبادي تأتي جريئة في ظل التحديات الارهابية التي تجتاح البلد .