• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كانت ويجب ان تكون وتبقى العشائر سلاحاً بيد المرجعية .
                          • الكاتب : اسعد الحلفي .

كانت ويجب ان تكون وتبقى العشائر سلاحاً بيد المرجعية

لا يخفى على احدٍ ان الله قد انعم على هذا البلد بأنعُمٍ كثيرة لا يمكن عدها ، وخصّهُ بفضائلٍ لم ينلها غيره ومِن نِعَمِ اللهِ على هذا البلد أنْ حفظ فيه نواته ووحدة قوته ألا وهي اللبنة الاساسية لتكوينه والتي هي العشائر، إذ أنّ هذه الصفة هي احدى اهم ركائز قوة هذا الوطن، وهذا ما كان يراه العلماء ومنهم الشهيد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) فدائماً ما كان يستذكر دور العشائر العراقية ويعدها أهم مصادر قوة العراق، وكان يؤمن بان قوة هذا الوطن مرتكزة على ثلاث:
اولاً: المرجعية الدينية وطاعة الناس لها.
ثانياً: الشعائر الحسينية وتمسك الموالين بها.
ثالثاً: العشائر العراقية وتكاتفها مع بعضها.
 
وعليه يجب ان نعي وننتبه ان هذه المرتكزات هي القوة التي يجب ان نحافظ عليها وان لا نتخلى عن احدها ابداً، فكيف بها ونحنُ اليوم في ضروفٍ لا نُحسدُ عليها ، وما احوجنا لهكذا قوة ندحرُ بها قِوى الضلال ونجعل مِن هذه المرتكزات سلاحاً لا يُقهر، فللعشيرة دورٌ كبير في قوة العراق وكلما كانت قائمة ومتواجدة كلما كانت القوة كبيرة لهذا الوطن وابناءه الشجعان، ولسنا ننسى التاريخ الحافل ببطولات العشائر لاسيما عشائر الجنوب والوسط، إذ كانت ولا زالت سيفاً بيد المرجعية وقوةً للدين والمذهب وحصناً للوطن وسوراً لجميع ابناء البلد، فلا احد يستطيع ان ينكُر أنّ العشائر بوحدتها وتعاضدها مع بعضها تكون سداً حصيناً للبلاد، مِن اجل ان يعيش ابناءُ هذا الوطن بحرية وسلام وجميعهم مؤمنين بوحدة بلدهم، وواقفين بوجه الاعداء الذين يحاولون تدنيس البلد وتمزيق وحدته اذ لا فرق بين جميع مكوناته ، وهذا ما رأيناهُ في كلّ الازمات حيث نرى عشائرنا جميعها قد فتحت بيوتها ومساكنها لتحتضن النازحين والمشردين جميعهم وتتسابق على استضافتهم دون النظر الى عقيدتهم وهويتهم او انتمائهم ، فما اروعها من صورة وما اجملها مِن ميزة وما اعظمها مِن رحمة، فطوبى لجميع عشائرنا وطوبى لتلك الاصلاب التي حملتهم والارحام التي احتوتهم، انتم فخرٌ للاجيال اللاحقة كما نحن افتخرنا ونبقى نفتخر برجال العشرين ووقفتهم الشجاعة خلف المرجعية ، حتى سطرت اروع البطولات وخلّدت شجاعتها في كل زمان، فصارت مثالاً للتضحية والطاعة والنصر، واليوم ذات التاريخ يُعيد نفسه، فها هي المرجعية قد اطلقت فتواها المقدسة واعلنت الجهاد الذي هو بابٌ لا يفتحهُ اللهُ إلّا لخاصةِ اوليائهِ ، ونحنُ نرى مُهجَنا تقارعُ الارهاب في ساحات الجهاد ، فما اعظمهُ مِنْ شرفٍ لعشائرنا وجميع المجاهدين الذين احتشدوا تحت راية المرجعية ، فقد نحتهُ التاريخ بسرمدية الشرف على لوح الخلود ، وسوف يُختم بالنصر ان شاء الله، فسلامُ اللهِ عليك يا مولى الموحدين وامير المؤمنين إذ قلت: ((اغتنموا الفرص فانها تمرُّ مرّ السحاب))
 
فعندما نتأمل في كلمة الامير (ع) سندرك كم اننا محظوظون إذ نعيش في مرحلة هي الاهم منذُ 100 سنة قد مضت، اننا نعيش فتوى الجهاد، الذي هو بابٌ لا يفتحهُ الله إلّا لخاصة اوليائه، والسعيد مَن اغتنم هذه الفرصة التي قد لا تأتي احداً بعد فواتها لان السحاب اذا مرّ فلا يعود!
فانحتوا اسمائكم في سجل الخلود واطبعوها في سماء الصفوة المختارة، وليكن همنا نصرة المرجعية والامتثال لتوجيهاتها والمثول خلفها وتحشيد الناس تحت رايتها واستمرار زخم الالتحاق بسوح الوغى، فهي الوحيدة القادرة على حفظ هذا الوطن وابناءَه مِن متاهات الضلال وبحور الدماء، لانها كلمةُ المعصوم ارواحنا لترابِ مقدمهِ الفداء والذي هو كلمةُ اللهِ العُليا، لا سيما ونحنُ الآن في ذروة الثورة ودرس العقيدة فهي فرصةٌ لا تتكرر، حيث اذناب بني الطلقاء في معسكر بني امية يهتفون بقتلنا ونحن قد احتشدنا خلف حامل راية كربلاء ونحن في ايامٍ الله، حيثُ قميص سيد الشهداء الذي ذُبح فيه منشوراً في السماء وعاشقوه ينظرون اليه بقلوبهم، ونار الفاجعة تستعر في صدورهم، مِن هنا نعرف قوة الشعائر الحسينية التي نتمسك بها، فهي مصدر قوتنا إذ نستمد الصمود والثبات منها فشعلة نورها نافذة في الارواح ومتقدة في القلوب ولن تبرد ابدا، فواجبنا اليوم جميعاً ان نتحد وننسى كل خلافٍ داخلي ونقف وقفة رجلٍ واحد ونتوجه نحو وحدتنا لنكون كالبنيان المرصوص، لا تهزنا الاعاصير ولا تصمد امامنا الشدائد فبقوة الحسين (ع) وعقيدتنا بكربلاء التي نحملها بقلوبنا وبوحدتنا وطاعتنا لمرجعيتنا العليا لن نُهزم ابداً والنصر حليفنا بإذن الله، فما خسرت امةٌ شعارها لبيك ياحسين. 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=57798
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20