• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حرية التعبير و الاسلام .
                          • الكاتب : عقاب العلي .

حرية التعبير و الاسلام

هذا هو عنوان المؤتمر الذي انعقد في كوبنهاغن عاصمة الدانمارك و حدث ما حدث هناك , و محاولة اتهام الاسلام بمعاداته لحرية الرأي و عدم قبوله بالرأي المخالف , قبل المضي في الموضوع اود ان اتحدث عما جرى في جلسة غير رسمية اعدها البعض لطرح اقتراح للوقوف دقيقة حدادا عما حدث في الدانمارك هنا في السويد البلد الذي اعيش به كمواطن , و لا يهم الان ان اقول مواطن من اي درجة و ربما في مواضيع اخرى سوف اتحدث بها عن السويد و اكثر ظني ستكون صادمة للكثيرين .

في هذه الجلسة صرحت باني سوف لن اقف و لا ثانية حدادا علة مقتل شخص و حتى لو كان عددا من الاشخاص و ان كانوا ابرياء و قلت بعد ان تعالت الاصوات و الاعتراضات باننا في العراقو فقط في العراق فقدنا اللاف من الضحايا الابرياء و ما مجزرة سبايكر ببعيدة و التي يجهلها الاوربيون و تتجاهلها حكوماتهم و على يد عصابة زرعتها و تعهدتها بالرعاية امريكا و الاتحاد الاوربي و الدولة العبرية و الا و هي داعش و من قبلها امها القاعدة التي اول من اسماها بالقاعدة هو الرئيس الامريكي حينها , بل و مازلنا نغص بمرارة ضحايانا من العدوان الامريكي و حلفائه على العراق بشكل مباشر او غير مباشر تحت اسم الاخطاء و النيران الصديقة و مع ذلك لم تقف اوربا و لا شعوبها ثانية واحدة حدادا على ذلك , فقدنا 1700 شاب بعمر الورود في سبايكر و لم يكلف نفسه الاعلام السويدي و لو مجاملة و يقطع بثه او حتى يقطع فلم من افلام الاطفال ليبث هذه الفاجعة و تطلبون مني ان اقف دقيقة حدادا على اوربي قتل هنا او هناك , لا , لن افعل ذلك ..و انتهى الامر لغاية الان على عدم الحديث عن هذه الفكرة . احدى الحاضرات و كانت يهودية و قالت انتم العرب و لعدة عقود كاريكتيراتكم تستهزء بنا نحن اليهود و مع ذلك لا نفعل ما تفعلون من اجل كاريكتير حول نبيكم . فقلت لها كاريكتيراتنا تتحدث عن الصهاينة و كيانهم المغتصب و نتعرض للديانة اليهودية و لا يمكن لنا ان نستهزء بانبيائكم لاننا بالاساس نؤمن بهم و لا نذكر اسم احدهم الا و نقول عليه السلام فلا تحاولي خلط الاوراق و تشويه الحقائق .. ليس كلامي هذا تأيدا لما حدث فالكل يعرف عقيدتنا تجاه التكفيرين و كيف واجهناهم و نواجههم و لكن للتوضيح فقط .

القران الكريم و هو دستور الاسلام ينادي بالحوار و حرية الرأي و حق الاختلاف بالراي و المعتقد , بل اكثر من ذلك حيث واجه المفكرون المسلمون و الفلاسفة بالحوار مخالفيهم من اصحاب الملل الاخرى و حتى الملاحدة , و افضل دليل على ذلك الحوارات التي اجراها الامام الباقر و الامام الصادق عليهما السلام مع رؤساء المدارس الدينية المختلفة و كذلك الفلسفية , بل و اكثر من ذلك لقد حاورهم الامام علي ابن موسى الرضا عليه السلام و هو ولي عهد اكبر امبراطورية في وقتها و بحضور الخليفة نفسه و في مجلس عام من دون رعب و لا قطع رؤوس , هكذا كان علماء الامة اما سلاطينها فهم لا يختلفون عن حكام و سلاطين كل عصر و منها عصرنا هذا , حكامنا هم عبيد و صائع الغرب لا علاقة للاسلام بهم و ان ادعوا انهم مسلمون .. اما الغرب فحدث و لا حرج فحرية التعبير عندهم مفتوح بابها على مصراعية اذا كان الكلام موجه ضد الاسلام و رموزه و مقدساته بل و يشجعون على ذلك و لا تستغربوا لو منح في يوم سلمان رشدي جائزة نوبل في الاداب لا لشئ فقط لانه تعرض بالسوء للقران كتاب المسلمين المقدس .. سب القران و نبي الاسلام فسوف تستقبلك اوربا بالاحضان , اما متى يغلق باب حرية التعبير عن الرأي عندما تتعرض لللوبي الصهيوني , لقد حكمت فرنسا صاحبة الحرية على الفيلسوف و المفكر الفرنس المرحوم روجيه جارودي بالسجن عدة سنوات على كبر سنه لانه اعتبر رقم ضحايا الهولكوست مبالغ به فقط !!فهو لم ينفي الهولوكوست بل فقط قال رقم الضحايا مبالغ به .. نفس الجريدة الفرنسية شارلي ابيدو طردت رسام الكاريطتير وقتها في عام 2009 لانه رسم كاريكتيرا عن ابن ساركوزي الذي تهود لاسباب مالية , فطلب منه رئيس التحرير الذي قتل في الاحداث الاخيرة الاعتذار فرفض الرسام فطُرد منها ..فالاعلام الغربي يسيطر عليه افراد و عوائل ربما اغلبها من اليهود و هم من يسيّر سياستها ..

ففي السويد يسيطر على شبكة الاعلام عائلة واحدة و هي بونيير (Bonnier) ; و لي انا تجربة شخصية مع الجريدة المحلية التي نشرت الرسوم المسيئة للرسول ص من قبل الرسام السويدي لارس فلكس و بالمناسبة كان حاضرا في مؤتمر كوبنهاغن . و هذه الجريدة التي ادعت حين التظاهر ضدها من اجل الرسوم بانها لا تستطيع منع راي فحرية الرأي مكفولة سواء كانت كلمة او رسما , هذه الجريدة انا ذهبت اليها شاكيا و معترضا على مؤسسة تابعة للدولة و كلمت محرر المحليات و هو لا زال يعمل في الجريدة لغاية الان و كلمته حول الموضوع و كان ذلك قبل ازمة الرسوم بسنتين تقريبا فرحب بالامر و كعادة سياستهم بدأ بالمماطلة و عندما استوضحت الامر باصرار قال لي سياسة الجريدة لا تتعارض مع السلطة !!!!علما ان الجهة التي اعترضت عليها ليست القصر الملكي و لا وزارة الداخلية او الدفاع و انما مؤسسة سكن لا اكثر و لا اقل ...

الدول الغربية دائما تطالبنا بان نكون ملكيين اكثر من الملك , و نقوم بامور هم انفسهم لا يقومون بها ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=57971
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29