• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : إليك يا سيدة الكرم الباذخ مهداة إلى الشاعرة العراقية المغتربة السيدة خلود المطلبي .
                          • الكاتب : صالح الطائي .

إليك يا سيدة الكرم الباذخ مهداة إلى الشاعرة العراقية المغتربة السيدة خلود المطلبي

إليك يا سيدتي، يا من سبقتني بالكرم، فأغرتني أن اكتب ردا للجميل، ولكن يبقى صاحب السابقة مقدما على من تأخر.!

إليك يا من أرسلت لأخيها رغيف خبزها مغمسا بنقاء الروح وعذوبة الإيمان، أقول:

لا أجمل من أن تترجم الحواس النبيلة الصادقة المؤمنة إلى كلمات تبحر في عباب دنيا الأدب لتبقى محفورة في ذاكرة التاريخ، تثبت للطيبين ولمن في قلبه مرض، تثبت لكلاهما صحة مقولة: "رب أخ لم تلده أمك".

كثيرون هم الذين رحلوا عن الدنيا دون أن يتركوا لمن بعدهم ميراثا يذكرونهم به، والسعداء وحدهم من صنع لهم أحبتهم وإخوتهم مواريث عظيمة، وتبرعوا لهم بها لتكون مع مواريثهم التي سيفخر بها أبناؤهم من بعدهم.

ولا أكبر من أن تأتي هذه المبادرة من فج عميق بعيد يقع في طرف الدنيا الآخر، تفصل بيننا وبينه البحور السبع والمفازات والصحارى والغابات والسهول والجبال، لتتجاوز كل هذه العوارض؛ كما هو شعاع الشمس يخترق الحجب، فتصل لتقف أمام حواجز العيون، وتطرق باب الروح، وتصافح شغاف القلب، كأنها تغريد عصافير أغواتها الفراشات بحركتها الساحرة فألهمتها متعة السفر، وعلمتها النسور أبهة التحليق في كبد السماء حيث الانعتاق والحرية بلا حدود ولا عوائق.

بين الأجمل والأكبر، بين بذخ الكلمات وكرم المشاعر ونبل الأخلاق؛ هناك بوح روح تعلمت الصدق في دنيا الكذب والخبال، فبدت غريبة عن عالم أدمن الخداع، ولا أقسى من غربة الروح. لكنها تحدت الوجع فلم تساوم ولم تهادن بل بقيت شعلة نار متأججة ثائرة، يتصاعد منها بدل الدخان تحد من نوع بطولي.

ونتيجة هذا التواصل البراسيكولوجي ولدت قصيدة رائعة أهدتها لي الأخت الأديبة والشاعرة والمترجمة المغتربة الصديقة العزيزة النبيلة السيدة خلود المطلبي في الصفحة 87 من ديوانها الجديد "أحدق فيك"، تقول فيها:

 

إلى الباحث صالح الطائي

الصداقة هي ظلال المساء يزداد بمحيط شمس الحياة (جين دي لافونتين)

 

مصباحك هو من أخرج الكلمات

من غيوم الغربة

هو من أمسك بيدها وأنزلها

من أبراج الحيرة

هو من مسح الضباب

عن أنامل القمر الغائب

وأدار عجلات الصدق

حينما حاولوا عرقلة النسائم

أكثر من مرة

حينما ظنوا بأن في استطاعتهم

أن يدسوا القصائد في فخاخ الوحدة

لم يعلموا بأن أوردتي

مذ كنت طفلة تغص بها

لقد رأيتهم أنت كيف نفخوا

في البوق البالي بلا جدوى

عسى أن يتحول القير إلى حرير

فيما بحثت أنتَ عن أبجدية البياض

في رواهف الخيال الخالد

أحلامك النقية

أضاءت لنا قباب العالم

منذ أن حطت فوق كتفي

طيور حكمتك البيض

منذ أن التفعتُ بشال دعائكَ

عرفت أنني في أمان الله




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=57996
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28