• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مخانيث الفيس بوك .
                          • الكاتب : حسين باجي الغزي .

مخانيث الفيس بوك

تزخر لغتنا الدارجة بالكثير من المفردات .وتتفوق على لغتنا الفصحى بأنها أكثر وصفا وإيحاءا خصوصا فيما يتعلق بنعوت القبح والازدراء .فعبارات مثل  (طكطكوي ...وملطلط... وينعثل ... وسيبندي... وقرج ..وشاته ..وأبو دودة ) كلها تصب في باب القبح والكراهية لمثل هذه العاهات وهي والحمد لله في جزء صغير من البنية الاجتماعية لمواطنتينا الكرام .
إلا إن نفر ضال من شذاذ المعلوماتية والحداثة ومقنعي صحافة الفيس بوك  تجاوزا حدود هذه الألقاب وتصنيفها وحماسة معانيها وأصبحت محدودة التعبير ناقصة المعاني إمام هكذا زمر نتنة رخيصة من بائعي الهوى في صفحات وهمية وشخوص ضبابية تتصيد في جنح الليل وفي غرف الرذيلة ومواخير السفالة .فتجاوزت حدودها وطال لسانها وأفرزت قيئها من إستها ففاحت رائحة التعدي والتجاوز اللامعقول على نخب المجتمع وعلية القوم .بل إن أقنعتهم وخناجرهم الصدئة نالت من عرض وشرف أسر كريمة وعفاف  محصنات .ولوثت تاريخ ومنجزات  شخوص وإعلام عراقية .فاهتزت المعاني وأظطربت القيم إمام هكذا موجة جراد اصفر تدب دبيب  الخنفساء فتكور كرة من روث البهائم لتشكل ظاهرة مخيفة ومعيبة وغريبة على عادتنا وأخلاقنا العربية الأصيلة..  من ما يتوهمهم جهــــــــــال القوم وأسا فلهم بأنهم أبطال وفاتحين . .فيزينون فعلهم ويصدقون قولهم  بتعليق أو إعجاب وهم لايعلمون إن مايفعلة (الماوس ) الشرير هو إطلاق رصاصة خائنة بحق الشرف والمعالي والحضارة والتكنولوجيا الرقمية التي وفرتها عقول سخرت لخدمة بني الإنسان ورقيهم ورفع شانهم .

وحقيقية الأمر إنني لم أجد كلمة مناسبة لهؤلاء الذئاب المسعورة سوى مسمى (مخانيث ) وهي كلمة ضاربة بعمق تاريخ الهجاء الشعبي وتعني  أشباه الرجال ممن  لايحفظ رجولته ولا يصون كرامته فيكون ديوثا أو بغيا
فتتلطلط  فتحاته وتكون مغارة لطالبي اللذات ومأوى  لشواذ الشهوات .

 ربما أكون مغاليا في قبح وصفي لهم . لكنني وإزاء مايتعرض له الكثيرون من مشتركي صفحات التواصل الاجتماعي من النصب والاحتيال والضحك على الذقون بفتح صفحات وهمية بأسماء  غاية في القبح والتفاهة .هدفها التسقيط والتشهير والإساءة إلى أبناء جلدتهم وإخوانهم .بمقاصد ونوايا سيئة لاتتعدى الاختلاف على الرؤى والأفكار والتقاطعات والمناكفات الحزبية والسياسية .فيكونوا ضحايا لرأي أو نصيحة أو وجهة نظر .
وعلى (اللمبجيه والصابونجية ) من مالكي هذه (المواخير) إن يعودوا إلى رشدهم وتحكيم عقولهم .فمحاكم النشر قد فتحت أبوابها  لمن لايحترمون قدسية الكلمة وقيمة الرأي . وسنين عجاف خلف القضبان ستكون بانتظارهم .وسيخزون إمام مواطنيهم ومحبيهم.وعلى صفحات أمثال (طك إبطك ,أبو الستوتة .وخالتي  تسواهن )..وغيرها  إن يتوبوا توبة نصوحة وان  يخلعوا لثام التخفي ويظهروا إلى النور طاهرين غير (مخانيث ولاملطلطين )!!!! حينها سيكون العفو والصفح  بديلا لغيهم وعدوانهم .ولا تثريب عليهم أنشاء الله .
 














 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=58173
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19