• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نثار الافكار 67 : (وقفة مع سروش في تفسيره للوحي) .
                          • الكاتب : الشيخ حيدر الوكيل .

نثار الافكار 67 : (وقفة مع سروش في تفسيره للوحي)

ترتكز الاديان السماوية على مقولة النبوة فهي اهم دعامات الدين السماوي , والتعريف بماهية النبوة يرتبط بمسألة " الوحي " , فما هو الوحي ؟ 
يقدم الباحث الايراني المعاصر " عبد الكريم سروش " تفسيرا للوحي استلهمه من مقولات المتصوفة , قال :" المقوم لشخصية ونبوة الانبياء هو الوحي فقط . أو " التجربة الدينية " في الاصطلاح الجديد . وفي هذه التجربة يرى النبي وكأن شخصا يحضر عنده ويحدثه في اذنه وقلبه بمضمون الرسالة السماوية ويكلفه بابلاغ التعاليم والاوامر الالهية للناس ... " بسط التجربة النبوية لسروش ص 10 ـ 11 . 
وفي هذا البيان غرابة لا يمكن المرور بها دون ابداء الرأي وتحديد المراد بوضوح فان دعوى " يرى النبي وكأن شخصا يحضر عنده " ترجع الى انكار وجود جبرائيل والى ان النبي قد مارس عملية روحانية استنبط من خلالها ما يطرحه على انه بلاغ الهي بواسطة ملك في حال ان لا ملك ولا شيء سوى " التجربة الدينية " التي يصرح الكاتب بعد ذلك بانها باب مشرع لكل البشر !! 
وهنا نواجه هذا الكلام بالنصوص القرانية والروائية التي تبين ان هناك مخلوقا اسمه جبرائيل كان يأتي الى الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله وقد تحدثت عنه النصوص كثيرا ويلزم من يذهب الى الراي الذي يذكره سروش وغيره أن يؤولوا الكثير من النصوص القرانية والروائية . 
ومن الضروري ان نتوقف هنا لنضع امام القاريء الكريم مقدمتين مهمتين تفيان بنسف هذه الفكرة والكثير من الافكار التي تبناها هذا التيار . 
المقدمة الاولى : ان ظاهر الكلام حجة كما يقول الاصوليون , فظاهر الكلام وهو المعنى الذي يفهمه السامع وان احتمل له ـ احتمالا غير معتد به ـ معنى اخر الا ان ما يظهر من الكلام هو الحجة وهذا ما قامت عليه مواضعات العقلاء من البشر بشتى توجهاتهم وبمختلف الازمان والبقاع , بل حتى الباحثين الجدد يكتبون افكارهم ليقرأها الاخرون الذين يفهمونها طبقا لقانون حجية الظواهر . 
المقدمة الثانية : ان تنوع النصوص في بيان فكرة معينة او استثمارها عند تبيان حقائق متعددة يعطي للباحث الوثوق بتلك الفكرة ونسمي هذا اللون من الاستثمار النصي بالتعاضد الدلالي , كما ربما يدخله اخرون في التواتر المعنوي او العقلي ..
ومن هاتين المقدمتين نستنتج ان ظواهر النصوص تكون هي المعيار في الكشف عن مراد المتكلم بل قد ترتقي عن مجرد الظهور الظني الى اليقين بالمرد وفقا للتعاضد الدلالي .. ومن هنا فان يد التأويل لا يمكن ان تطال هذا اللون من المعاني لانها حقائق قطعية ... 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=58384
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18