• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الديمقراطية والبراكماتية!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

الديمقراطية والبراكماتية!!

لا ديمقراطية تتحقق إن لم تترافق مع وعي براكماتيكي , فالديمقراطية عقيدة مصلحية , تعني أن طاقات المجتمع بمؤسساته المتنوعة عليها أن توظف لتحقيق مصالحه , والحفاظ على أمنه وحقوقه وتأمين سعادته.

 

والديمقراطية بهذا المعنى لا يمكنها أن تنجز أهدافها وتترجم معانيها الجوهرية , بمعزل عن تسخير الأفكار للعمل وحلّ المشاكل , وتحليل التحديات وإبتكار الأصلح لمواجهتها , ومعرفة ما سينجم عنها من تطورات وتداعيات , ووضع الأجوبة الواضحة العملية لمعالجتها.

 

وفي مجتمعاتنا تنتفي آليات التفاعل العملي الفكري اللازمة لتجسيد إرادة الديمقراطية , ولهذا إنحرفت وتعثرت , وأصبحت تعادي جوهرها وموضوعها , حتى إختلطت المفاهيم وتشوهت الرؤى , وتفاعلت مع ما هو سلبي ومدمر للمكان ومعطيات الزمان.

 

ولا يمكن القول بوجود ديمقراطية , من غير العمل بمهارات براكماتية قادرة على تحقيق مصالح المجتمع وتأمين السلامة الوطنية , فما ينقص الأنظمة السياسية المتوهمة بالديمقراطية , أنها أغفلت المصالح الوطنية المشتركة , وعجزت عن ترجمة الأفكار الديمقراطية إلى صيغ عمل , ومشاريع وطنية ذات قيمة إيجابية.

 

وبسبب هذا الفشل تحولت أوعية الديمقراطية إلى مستنقعات , تترعرع فيها الآفات والعظايا وتتصارع الضواري والسوابغ بغابية عالية , وقدرات تدميرية مروعة.

 

إن العودة إلى الراية الوطنية , وما يرتبط بها من مصالح وأفكار إيجابية ,  لهو المنقذ من ضلال الديمقراطية وإنحرافاتها المدمرة , لكل موجود مهما توهم بغير ذلك وعتى.

 

وعليه لكي نحقق ديمقراطية صحيحة , لا بد لنا أن نكون براكماتيكيين واضحين , قادرين على وضع الأفكار في خدمة المصالح الوطنية وحسب.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=58494
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28