من عجائب هذه الأمة , أنها تمتلك جميع عناصر القوة والقدرة على السيادة والمبادرة والتحكم بمصير الأرض , لكنها وعلى مر الأجيال حوّلت مفردات قوتها وعزتها وكرامتها وحضارتها وإبداعها , إلى مؤهلات للضعف والهلاك و الدمار والخراب والإحتراب.
دينها قوة فأبدعت في إبتكار ما يحوّله إلى وسيلة للقتل والتدمير.
نفطها قوة , فحوّلته إلى وسيلة لشراء السلاح لقتل أبناء الأمة , وتشكيل الأحزاب والفئات المتطرفة وتغذية التقاتل فيما بينها.
لغتها العربية مصدر قوة , فأخذت تحاربها وتجهضها وتتخاطب بغيرها.
قرآنها قوة , لكنها سعت للتجهيل به , فتحوّل إلى مخطوط تقرأه كما تقرأ المكتوب باللغة الهندية , فما عاد كتابها الذي تستنير به , بل ألفاظا ترددها ولا تفقه معانيها .
تأريخها قوة , وإذا بها تحاربه وتنسفه وتسخّر الأقلام الكيدية الإنتقامية لمحقه.
آثارها قوة وهي تسعى لتدميرها وتخريبها.
إنسانها قوة , لكنها تقاتله.
تراثها قوة , لكنها تضعه على الرف ولا تعتبر منه.
وحدتها قوة , لكنها تمضي نحو التشظي والتناحر والإضطراب.
موقعها الجغرافي قوة , لكنها حولته إلى جحيم وسوح حروب وتصفية حسابات.
كل ما في هذه الأمة قوة متراكمة , لكنها ما عرفت القوة والعزة والكرامة.
وأصبحت في القرن الحادي والعشرين , مصدرا للإتهام وهدفا مستباحا للآخرين , حيث توافدت عليها الوحوش وتحولت مدنها إلى خرائب , وثرواتها إلى ودائع في بنوك الآخرين!!
فلماذا ضعفنا يتحقق في قوتنا؟!! |