• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : عمليات \ .
                          • الكاتب : مرتضى الجابري .

عمليات \

 لقد انطلقت عمليات \" لبيك يا رسول الله \" لتحرير محافظة صلاح الدين وابطال العراق في الحشد الشعبي والعشائر العربية والجيش والشرطة اليوم هم من يخوض هذه المعركة على رغم من صعوبتها وشراستها , بالاضافة الى قلة الخبرة العسكرية والتدريب والاستعداد وضعف التسليح والتجهيز .. رغم كل هذه التحديات الا انهم ان ضاء الله قادرين على ان يحسموا هذه المعركة و يتحولوا من الدفاع الى الهجوم وفي فترة قياسية ...
ان الفتوى التي أصدرها الأمام السيستاني حيث أدرك بنظرته الثاقبة ورؤيته العميقة وتسديده الإلهي ان الذي يحدث ليس مجرد أحداث عسكرية إرهابية حالها كحال سابقاتها .. وإنما هو مشروع خطط له الشيطان وقام بتنفيذه أعوان الشيطان .. فكان لابد من إيقاف هذا المشروع بوسائل رحمانية ... فجاءت فتوى المرجعية العليا بالجهاد الكفائيوانها إنها إحدى النعم الإلهية الكبيرة على شعبنا ولولها لكان داعش الان في بغداد يعيث بالاض فساداً
إن الإرهاب تصور إن العراقيين سيقعون تحت تأثير الصدمة وتتداعى قواهم ويضيعون في أجواء الارتباك ولكنهم وبدون قصد وتخطيط دفعهم لتقديم أفضل ما لديهم وهو الاستعداد للتضحية بالنفس من اجل حماية الأمة والعقيدة والوطن وجعلوا المجتمع أكثر تماسكا ومنحوا الشباب فرصة كبيرة كي يكونوا مجاهدين أبطالا ويعيدوا صناعة أنفسهم وتدعيم ثقافتهم العقائدية.
وكما ان الارهابيون نبهوا العالم على ظلاميتهم وانحرافهم وإرهابهم فإنهم نبهوه أيضا على تماسك العراقيين وانضباطهم وحكمة مرجعيتهم وطاعتهم لها ، وبقياساتهم المحدودة لا يستطيعون رؤية حقيقة الخير في لحظة الابتلاءات والاختبارات الإلهية, ولكنهم اليوم يرون انتصارات المجاهدين من الحشد الشعبي والعشائر العربية والبيشمركة والقوى الأمنية والعسكرية الأخرى هي إحدى نفحات الخير الإلهي من مواجهتهم مع الإرهاب ألظلامي الأسود،.
عمليات \" لبيك يا رسول الله\" من المعارك الحاسمة في الصراع مع داعش الإرهاب والضلال وبحسمها سيبدأ ملف داعش في العراق بالتقهقر والاضمحلال والانكفاء على الشياطين الذين خططوا له ودعموه وسهلوا انطلاقته ،العراقيون القاتلون من اجل الحرية والعقيدة وبسواعدهم التي عانقت السلاح وأثبتت للعالم بأن في العراق شعب مسالم, ولكن هذا الشعب ما ان يطلب منه قادته ومرجعيته ان يقاتل ويتسلح فأنه يكون على أهبة الاستعداد وفي زمن قياسي سوف يدافعون عن الار والعرض.
أن الإرهاب تصور ان الالتزام الأخلاقي والوطني ضعف في المجتمع العراقي ولكن اليوم أصبحت الصورة واضحة والحقيقة صادحة بأن العراقيين ملتزمون ويسعون للخير ولكن متى ما دقت طبول الحرب واعتدى عليهم الأعداء وجاءتهم فتوى الجهاد فأنهم جميعا يتحولون إلى مقاتلين أشداء في ساحات القتال.

ان معركة اليوم معركة الإسلام الكبرى وندعو دول المنطقة الى صياغة تحالف ضد الإرهاب لأنه يستهدف الجميع وبدون استثناء،ان المعركة الحالية هي ليست معركة التحالف الدولي أو معركة العراق وسوريا وليست أيضا معركة الأردن او مصر او أي دولة عربية او إسلامية أخرى وانما هي معركة الإسلام الكبرى في القرن الواحد والعشرين ،أنها معركة الإسلام ضد المنحرفين المسيئين باسم الإسلام وضد المشوهين للإسلام وضد المتطرفين الذين حاولوا ومنذ تاريخ طويل اختطاف الإسلام، وهذا معركة ستكون الحاسمة وساحاتها مفتوحة ومتنوعة وان تركزت في العراق وسوريا .
ان هذا التركيز له أسبابه التاريخية أكثر من أسبابه الجغرافية او الديموغرافية او الظروف اللحظية فهذه البقعة من العالم هي محط الأنبياء وهي ارض الرسالات وهي مهبط الوحي وإذا ما اريد ضرب الإسلام فإنهم يستهدفون قلبه وهذه المنطقة هي قلب الإسلام ، مجددا دعوته لكل قادة دول المنطقة الى النظر بجدية ومسؤولية للأحداث والتحديات التي تواجهنا والى البدء بالعمل على تأسيس التحالف الإقليمي ضد الإرهاب.
اليوم نحن أمام لحظة تاريخية مصيرية في تحديد اتجاهاتها واختيار مساراتها وان أصحاب مشروع الفوضى إنما يصطفون مع الإرهاب والإرهابيين في الإطار العام وان اختلفوا معه في التفاصيل ، ولا توجد أمامنا خيارات وسطية أو حيادية, فلا حيادية بين الحق والباطل وبين النظام والانحراف وبين الوطن الواحد أو الأوطان الممزقة المتناحرة ولا حيادية بين الغاصب والمغصوب وبين القاتل والمقتول، والواقع اثبت بان العراقيين لا يستطيعون ان يكونوا خارج وطن واحد موحد .
ان الاعتدال والوسطية التي نطالب بها وندعو لها وننتهجها إنما هي أساس مؤسس في مشروع الدولة واحد أهم الأسلحة لدحر مشروع الفوضى ، الاعتدال والوسطية مستقبل العراق والطريق القويم الذي يوصل للعراق الذي يحلم به الجميع والقانون الطبيعي للحياة ، و التطرف والتشدد والتشنج والتأزيم بالحالات الاستثنائية التي قد تنمو فترة ولكنها لا تستمر طويلا ولا تبني امة ولا تؤسس دولة ولا تنشئ مجتمعا سوياً ! وانها المعركة الحاسمة ان شاء الله
المقال مأخوذ من كلمة سماحة السيد عمار الحكيم مع بعض التصرف




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=58802
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20