• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : تكـــــريت هي نقطة الانطــلاق .
                          • الكاتب : مهند ال كزار .

تكـــــريت هي نقطة الانطــلاق

أنطلقت جحافل الثائرين , الى تكريت , من خلال طريق يملكه الموت , الذي يتمسك بهذه الارض لاسباب مجهولة عند الجميع, لكي يضعوا لنا قاعدة جديدة مفادها ( أموت أنا لكي تحيا أنت ) , هذه المدينة التي سقطت بأيدي المتشبثين بأفكار التكفير والتطرف منذ العاشر من حزيران, والتي تحولت مع المناطق المجاورة لها جغرافيآ الى مدن يحكمها قانون الغاب الذي لايصلح العيش فيه الا للاقوى , هذا القانون الذي يعمد الى قطع الرؤوس التي لاتقتنع بالعودة الى عالم ماقبل العقد الاجتماعي .
تكريت هي العمق الاستراتيجي لهذه الجماعات الارهابية لما لها من مكانة رمزية عند الحليف الاقوى لداعش "البعث" , وكذلك لموقعها الذي يتصل شمالآ بالموصل وغربآ بالانبار وكركوك شرقآ, كما أن السيطرة عليها سوف يؤمن الخط الممتد من سامراء وتكريت وصولآ الى بيجي , التي تحتوي على أكبر مصفاة نفط عراقية محاصرة منذ ذلك الوقت .
هذه العملية التي أنطلقت منذ خمسة أيام اعطت لجميع العمليات العسكرية طعمآ خاصآ , فبعد الصورة التي رسمت لهذا المارد العملاق الذي كان ينتظر منه السيطرة على بغداد بفترة قياسية , بسبب السرعة التي سيطر بها على المحافظات الشمالية , ومن خلال العمليات النوعية التي يقوم بها على جميع الجبهات , هاهو اليوم يبحث عن الطرق القصيرة لكي يسلكها للهروب , أمام رجالآ لبسوا القلوب على الدروع , وضعوا مستقبل وطنهم وأبنائهم امام نصب اعينهم , واستطاعوا ان يوصلوا رسالة بليغة جدآ مفادها أن العقيدة الولائية للوطن والمرجعية هي السلاح الذي سوف يتحرر بة كل شبر من هذه المناطق , لكي تكون المنطلق للمعركة الكبيرة التي سيخوضونها في ام الربيعين .
اليوم يحق لنا ان نفتخر بهذه الصفوة , الذين يقدمون أرواحهم ودمائهم من اجل نصرة المبادىء والقيم , الذين علموا ان لا أحد يكسب المجد وهو على فراش من ريش , بل ان مجد الأمم لا يبنى إلا على رؤوس الشهداء , أثبتوا للجميع بأن المجتمع الذي يعيش بروح الجهاد ، و يستعد له لا يمكن أن ينقسم على نفسه فليس هناك أقوى من وحدة الدم ( سرايا عاشوراء , الجهاد , العقيدة , بدر , كتائب حزب الله ..الخ ) ,هذا الزخم من الجيل المقاتل من اجل الحرية والعقيدة , هذه السواعد التي عانقت الموت وأثبتت للعالم بأننا شعب مسالم , ولكن ما ان يطلب منا قادتنا ومراجعنا ان نقاتل ونتسلح فأننا نكون على أهبة الاستعداد وفي زمن قياسي , ان ابناء القوات الامنية والحشد الشعبي مطالبين بالحفاظ على انفسهم كما هم مطالبين بالنصر , فأن نصرنا يكتمل برؤيتهم عائدين ألى احضان أمهاتهم ويعانقون أهلهم واحبتهم .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=58829
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29