• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل بعث الرب نبيّات ؟ .
                          • الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري .

هل بعث الرب نبيّات ؟

في سؤال عارض امطرني به بعض الاخوة بين فترة وأخرى طلبوا فيه مني أن أبين الأسباب التي من اجلها لم يرسل الرب نبيا (من النساء).
وقد وردني آخر سؤال من الاخ (إيهاب) قال فيه : ((لدي سؤال الی حضرتك وهو يخص الله سبحانه وتعالی لماذا لم يختر انبياء من الاناث فأتمنى ان تستطيعين مساعدتي للعثور علی الجواب شكرا لك)).
ونظرا لكوني لست مستقرة في مكان ، واستغل فترات معينة من اجل فتح النت عبر التلفون وصعوبة كتابة موضوع على شاشته الصغيرة نظرا لتعطله الدائم نتيجة عدم وجود الكهرباء وانتهاء البطارية والتراب والدخان فإني سوف استعرض بعض النقاط لعلها تُفيد الاخ في سؤاله.
بالنسبة للديانات السابقة والتي طرأ عليها بعض التغيير والتبدل في نصوصها المقدسة فلا ندري هل أن نصوص بعثة (نبيات) الموجودة في هذه الكتب صحيحة أو ان هناك يد وضعتها خدمة لأغراض معينة. وأنا في اعتقادي أنهن لم يكنّ نبيّات ، وإنما كنّ (صدّيقات) منحهن الانبياء دورا لكي يرشدن النساء مما يصعب على الانبياء بيانه للنساء، فجاء من زعم أنهن نبيات.
كل الكتب المقدسة السابقة تقول بأن الرب بعث نبيات من النساء حيث لجأ إليهن الكثير من الزعماء السياسيين والقادة الدينيين وكذلك الناس لمعرفة بعض الامور الدينية والدنيوية كما نرى ذلك واضحا في الكتاب المقدس حيث يذكر بأن الرب بعث (مريم) أخت موسى نبية في قومها تساعد أخيها في إدارة شؤون الدين الذي جاء به ، كما نرى ذلك واضحا في التوراة في سفر الخروج 15: 20 ( فأخذت مريم النبية أخت هارون الدف بيدها، وخرجت جميع النساء وراءها بدفوف ورقص).وهو الموقف الذي استقبلت به موسى بعد نجاته وهو على غرار ما حدث من استقبال للنبي محمد عند هجرته ودخوله المدينة حيث استقبلته النساء بالدفوف : (طلع البدر علينا من ثنايات الوداع).
وكذلك يخبرنا الكتاب المقدس بأن الرب بعث (خلدة) نبية إلى قومها كما نرى ذلك واضحا في سفر الملوك الثاني 22: 14 ( فذهب حلقيا الكاهن وأخيقام وعكبور وشافان وعسايا إلى خلدة النبية، امرأة شلوم بن تقوة). ففي هذا النص نرى أن الكهنة الكبار يلجئون إلى هذه النبية لأخذ المشهورة منها.
وكذلك تخبرنا التوراة بأنه هناك نبية أسمها (النوعدية) كما نرى ذلك واضحا في سفر نحميا 6: 14( اذكر يا إلهي طوبيا وسنبلط حسب أعمالهما هذه، ونوعدية النبية وباقي الأنبياء).
طبعا قول هذه الكتب المقدسة بأن الرب بعث (نبيات) فيه مجازفة كبيرة على مصداقية هذه الكتب التي ترى أن المرأة لا تصلح لشيء ابدا وانها شرٌ مطلق ومنفذ إبليس إلى كل الشرور للإيقاع بالرجل.
فمع القول (بين ألف رجل وجدتُ واحدا صالحا ولم أجد امرأة صالحة بين ألف) . كما في سفر الجامعة 7 : 28 ، فكيف يبعث الرب نبية من نساء لا يوجد بين ألف امرأة منهن واحدة صالحة؟
كيف يبعث الرب (نبيات) وهو يُحرّم عليهن حتى تعلم الكتاب المقدس ويمنعهن من الحديث او دخول المعابد والكنائس كما نرى ذلك في رسالة بولس إلى اهالي كورنثوس الأولى 14: 34و تيموثاوس الأولى 2 : 12 الذي يقول فيه ((لتصمت نساءكم في الكنائس لأنه ليس مأذون لهن أن يتكلمن ، بل يخضعن كما يقول الناموس أيضا .ولكن إن كن يردن أن يتعلمن شيئا فليسألن رجالهن في البيت لأنهُ قبيح بالنساء أن تتكلم في كنيسة. لست آذن للمرأة أن تُعلم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت)).
كيف يبعث الرب إمرأة نبية وهو يقول عنها : ((فوجدت المرأة أمر من الموت المرأة التي هي شباكٌ وقلبها اشراكٌ ويداها قيود. الصالح قدام الله ينجو منها . أما الخاطئ فيؤخذ بها)). الجامعة 7 : 26 .
وأما في الاسلام فقد وضع القرآن حدا لهذا القول بقوله : ((وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم)).فبيّن أن الوحي لم ينزل قبل محمد إلا على الرجال. وإذا قال البعض بأن الرب أيضا اوحى إلى مريم فنقول له إنه اوحى لها ولم يرسلها لأن النص يقول : (وما أرسلنا من قبلك) وكذلك فإن الرب أيضا (وأوحى ربك إلى النحل). ولكن هناك نبيّات ادعين النبوة ومنهن سجاح بنت الحارث الذي قال فيها الشاعر : أمست نبيتنا أنثى نطيف بها ـــ وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا .
ولعل السبب الذي من أجله لم يبعث الرب (نبية) من النساء هو ، أن مقام النبوة يقتضي أن تشهر دعوة النبي بالحق، وأن يُناظَر أهل الباطل، ولا يقطع عبادته حيض ولا نفاس وأن تكون الدعوة بارزة وشاهرة أمام الناس. ولربما يستخدم السيف ويخوض الحروب ويعد الجيوش ويقودها، وهذا المقام ليس من مقامات النساء بل من مقامات الرجال.
يعني مثلا ينقطع النبي سبع أيام عن الصلاة بالناس لأنه حائض. او لا يخرج للحرب لأنه حامل في شهره الاخير أومشغول برضاعة طفله. ولازم هذا النبي يؤدي واجباته البيتية من طبخ وكنس ورعاية الاطفال ثم النوم ليلا مع الزوج. يعني ما راح ايصير مكان للوحي لإيصال الرسالة للنبية لأنها مشغولة اربع وعشرين ساعة.


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : محمد مصطفى كيال ، في 2015/03/12 .

السلام عليكِ ورحمة الله
ايتها الاخت الفاضله
اسمحي لي بالبدايه من نهاية مقالك، بالنسبه "للاعمال المنزليه" فهي ليست من واجبات المرأه، هذا مقطع بالنسبه لمذاهب "السنه" وكما فهمت انه كذلك لدى الشيعه.
هذا مقطع لعدنان ابراهيم:
https://www.youtube.com/watch?v=wTKFQMQ_A4Q
بالنسبه لليهوديه والمسيحيه فانت بالطبع ادرى مني
اما بالنسبه للوحي في الايتين :
( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون ( 109 ) [يوسف]
( وما أرسلنا قبلك إلا رجالا يوحى إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ( 7 ) [ألأنبياء]
فهنا سياق الايات عن التكليف؛ اي ان الرساله تكليف بالتبليغ ومهمه؛ في حين ان الوحي هو وسيلة التكليف بالتبليغ وايضا وسيلة التبليغ؛ اي تبليغ الله لمخلوقاته.
فالله لم يميز بين الرجل والمرأه في الايحاء؛ انما ميز بين الرجل والمرأه في التكليف.
لا اريد هنات ان ادخل في "الشحروريات" لمفهوم كلمة "رجال" و الفارق بين رسول ونبي لسببين:
الاول ان ادكتور محمد شحرور يجزم بمعنى هو ظني.
ثانيا لقصوري في تعريف شامل لهذين اللفظين.
القصد:
ان الامر لا يمت بصله لكون المرأه مرأه او الرجل رجل؛ ففي العلاقه بين الله والرجل والمرأه "الوحي" هناك مساواه؛ في حين ان الاختلاف في العلاقه مه الناس؛ اي ان الرساله حجبت عن المرأه بسبب الناس التي يتم تبليغهم بالرساله وليس بسبب علاقة الله بالمرسل.
الرساله هي من الرسل لضالّين.
ومن هذه الزاويه يمكن فهم عميق جدا للايحاء الى مريم عليها السلام.
اي هي المشقه الرساليه بصفتها ومشقتها بمعزل عن التبليغ.
حفظكِ الله.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=58998
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28