• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : " حكومة القرية " كتاب يستحق القراءة .
                          • الكاتب : غفار عفراوي .

" حكومة القرية " كتاب يستحق القراءة

انتهيت قبل يومين من قراءة كتاب "حكومة القرية .. فصول من سلطة النازحين من ريف تكريت" للكاتب والأديب طالب الحسن وهو في أربعة عشر فصلا و(533) صفحة مع الملاحق والصور والفهرس. وقد صدر منه أربعة طبعات من دار أور للطباعة والنشر في بيروت.
تكمن أهمية الكتاب في كشفه أسرار العصابة التي حكمت العراق وأوغلت في الجريمة التي جعلت منه بلد الخرائب الأول في العالم بعد أن كان أغنى بلد بالعالم. كما أن الكتاب لم يترك صغيرة ولا كبيرة في قرية العوجة وعشيرة البيجات التي انحدر منها رأس النظام المجرم صدام إلا وأسهب في التفصيل والشرح والتعريف بكافة شخوصها من مجرمين وشذاذ آفاق ولصوص وقتلة وأميين وجهلة سيطروا على مقدرات وحريات بلد الحضارة والثقافة والأدب، فجعلوه ضيعة خاصة وملكا لهم ولأبنائهم وبناتهم ممن لا يفرقون بين الحاسبة والساحبة! وكما شهدت بذلك ابنة الطاغية المقبور رغد التي ذكرت انه لولا أباها لما كان في تكريت اكبر من وظيفة معلم.. فتحولت هذه المدينة وقرية العوجة بالذات إلى منجم لشهادات الدكتوراه والماجستير والمناصب العالية في الدولة لأشخاص لا يملكون أدنى درجات التعلم.
امتاز الكاتب طالب الحسن بطرحه السلس للمعلومات والربط بينها بحيث يستطيع القارئ أن يوصل الفكرة بالفكرة والمعلومة بالمعلومة. كما انه وحسب شهادة عادل القاضي نحى جانبا كل ما كان موضع شك وشبهة، واستند إلى الرقم الدامغ والوثيقة الناطقة والمعلومة الموثقة .
إن قصة القرية التي حكمت العراق رغم مرارتها إلا أنها جديرة بالقراءة من قبل الجميع وخصوصا الأجيال التي لم تعاصر الحكم الدموي الاستبدادي . فهي قصة شعب عانى وذاق المرارات والأهوال ولازالت آثار حكم القرية العوجاء مستمرة لان أفكارها المسمومة تغلغلت في النفوس إضافة إلى بقاء أذناب تلك السلطة الظالمة وعدم محاكمتهم ومسائلتهم عن جرائمهم.
الكتاب يجب أن يقرا من الجميع لأنه يبين الظروف العصيبة التي مر بها العراق والسلطة الإجرامية التي حكمته والتي لم يشاهد مثلها التاريخ القديم أو الحديث.واعتقد أن مقارنتها بأية حكومة مهما كانت يعد ظلم كبير جدا.. كما أدعو كافة الأقلام الشريفة أن لا تنسى تلك الحقبة السوداء في كتاباتها وان تخصص وقتا لتدوين الجرائم والفظائع التي عاشها المجتمع العراقي كي لا تتكرر مرة أخرى .
الملاحظة الوحيدة التي سجلتها وعدد ممن طالعوا الكتاب هي تصميم الغلاف حيث يظهر الطاغية بمنظر المنتصر واعتقد أن مصمم الغلاف لم يكن موفقا في اختياره لان هناك الكثير من الأفكار تناسب عنوان الكتاب.


كاتب عراقي
iafrawi@yahoo.com
20-5-2011




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=5903
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 05 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19