• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : الحشد الشعبي وأمريكا .
                          • الكاتب : رائد عبد الحسين السوداني .

الحشد الشعبي وأمريكا


عندما أعادت إدارة بول بريمر الحاكم المدني على العراق بعد الاحتلال الأمريكي تشكيل بنية الجيش العراقي مرت العملية بثلاث مراحل وتسميات ،الأولى سمي فيها التشكيل الجديد بالدفاع المدني ،والثانية مرحلة الحرس الوطني ،والثالثة أعيدت تسمية الجيش وفي كل هذه المراحل عندما نتمعن فيها نجدها تسمية لتشكيلات لا تختلف عن تشكيلات الشرطة إن لم تكن أقل من إمكانيات الشرطة في بلدان مجاورة للعراق مع عدم السماح بالتحرك في بداية الأمر لأي قطعة من قطعات الجيش العراقي إلا بأمر أمريكي فضلا عن التسليح الهزيل مع أفضلية لقطعات تبنتها الإدارة الأمريكية مارست الاضطهاد والتنكيل ضد من يعارض الوجود الأمريكي لاسيما في وسط وجنوب العراق وأيضا منعت بأساليبها أي خطوة نحو تسليح الجيش العراقي من مصادر أخرى وبشتى الوسائل ،كما عانت الشرطة العراقي من ضعف وسائلها في التصدي لهجمات داعش في المدن العراقية والتي راح ضحيتها الآلاف من أبناء بغداد والمدن الأخرى مما أفقد الثقة بإمكانية القوات الأمنية بمقابل حملة دعائية كبرى ضخمت من إمكانية داعش في القتال وفنونه ،أسوق هذه المقدمة لأصل إلى يوم احتلال الموصل ومن ثم تكريت وباقي المناطق لنجد إن الجيش والشرطة في العراق في أضعف حالاتهما فتمكن التنظيم من الانقضاض السريع وليهدد بغداد ،وأربيل الممتلئة بالبيشمركة ومن تابع  تصريحات المسؤولين الأكراد عن قوة البشمركة قبل هجوم داعش يظن إنها قوة لا تقهر لكنها ظهرت أكثر بؤسا مما موجود في الوسط والجنوب من حيث التسليح إذ فروا من داعش وأصبح هذا التنظيم على بعد 30 كم عن معقل مسعود البارزاني (أربيل ) في ظل صمت أمريكي واضح كل الوضوح واعترف مسعود البارزاني بسرعة الاستجابة الإيرانية لمناشداته بالمساعدة عكس الأطراف الأخرى التي تباطأت في الاستجابة وفي مقدمتها أمريكا ،وتركيا التي صنعت منه طرفا متحديا للحكومة المركزية في بغداد وخارجا عن إرادتها السياسية والاقتصادية .هذا وقد أعلنت داعش على لسان الناطق الرسمي لها بأن هدفها (النجف الأنجس ) و(كربلاء المدنسة) كما وصف المدينتين المقدستين، في هذا الظرف والأجواء الحالكة صدرت فتوى المرجعية وتشكل الحشد الشعبي تعزيزا لقوى الشرطة والجيش وليس بديلا عنهما بل إن خطط الجيش ينفذها الحشد الشعبي وليس العكس ،فما كان من أمريكا أمام هذا الحال الجديد إلا أن تتحرك لتشكيل ما يسمى بالتحالف الدولي لصد داعش وأعلنوا إنهم يحتاجون لسنوات للقضاء عليه فمنهم ذكر ثلاث سنوات ومنهم من ذكر عشرة ،ورافقت هذا التحرك حملة دعائية ضد الحشد الشعبي وبرز مرة أخرى التخوف من النفوذ الإيراني أو الاحتلال الإيراني مثلما ذكر سعود الفيصل وزير خارجية السعودية ،وبطبيعة الحال إن الوزير السعودي لا ينطق إلا بإرادة أمريكية خالصة وظهرت أصوات في العراق صدى له تنذر بوقوع كوارث طائفية من قبل، وقد منعت أمريكا  تجهيز العتاد والسلاح للحشد وفرضت منعا على الطائرات العراقية في سماء الأنبار وفي حالة نادر قام رئيس أركان الجيوش الأمريكية(ديمبسي) بزيارتين لبغداد خلال يومين في الأولى وحسب تصريحه ليحذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ويخيره في العلاقة بين أمريكا وإيران وفي الثانية ليحذر من التغلغل الإيراني وبين زيارة وزيارة أعلن هذا الجنرال بأنه يجب أن يتبنى التحالف الدولي ضد داعش الصبر الستراتيجي معه وليس الضربات المكثفة وبطبيعة الحال إن هذه السياسة لا تروق للحشد الشعبي الذي جاء لدفع الخطر عن الوسط والجنوب بدفع داعش خارج الحدود كما لا يروق لإيران ولأسباب عدة أولا لأن إيران لها حدود مشتركة مع العراق تبلغ 1600كم وثانيا لديها قوميات تدين بالمذهب السني وفيهم عتاة المتشددين فشعرت بدنو الخطر منها فضلا عن صراع نفوذ بين أمريكا وإيران في المنطقة عموما وليس في العراق وحده مع خصوصيته لها وهي تشعر إن قوتها لم تعد إقليمية لاسيما بعد توقيع الاتفاق النووي المؤقت ومفاوضات حول الاتفاق طويل الأجل حول هذا الموضوع ،وهناك صراع آخر مع تركيا منذ وطأت قدما سليمان القانوني أرض بغداد في 4/12/1534وقد تجددت صورته وبشدة في عهد تركيا أوردغان ،ثم إن الامتداد المذهبي بين وسط وجنوب العراق وبينها يجعل مصالحها السياسية والاقتصادية أكبر ويحتم عليها التدخل وبسرعة ويجب هنا أن لا ننسى الصراع في سوريا والخلاف الإيراني – الأمريكي حوله أو الصراع في حقيقة الأمر .هنا يبرز سؤال هل يؤثر كل هذا على الهوية العراقية ؟ وللإجابة لابد من القول بصعوبة تحديد الهوية العراقية لاسيما في هذا الظرف لكن يجب أن أؤكد فرصة تشكيله بعد انضمام العديد من أبناء العشائر السنية في الحشد وحتى القتال المشترك ضد داعش بين البيشمركة والحشد الشعبي . 

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=59143
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20