معدن المرء مرهونٌ بالظروف، منَ الصعب أن تجد من يَتصِف بالحكمة، في لحظة غضب عارم او مروره بمرحلة انتقالية، لم يعتاد وجودها أو يتوقع حضورها، هنا.. يعرف المعدن الحقيقي لبني البشر، الذينَ اشتهروا بفقدهم الحكمة ساعة الصدمة، وقلّة قليلة من ينصع بياض معدنهم، كلما وجدوا صعوبة او دخلوا في خانة الاختبارات الإلهية، التي قد ترخي أرجل الضعيف فيسقط أرضا، سقطة قد تدمي تأريخه قبل جسده، ويمسي نسياً منسيا. في تأريخنا نقف كثيراً ونتأمل رجالاً قدست صفحاته سيرهم، هنا نجد أل النبي (صلوات الباري عليهم اجمعين)، وهناك نجد من جعل مشروعهم قضيته الكبرى، يسعى في تحقيقها ويجهد بالحفاظ على مكتسباتها، ولرجال السياسة نصيب من برهنة أصل معادنهم, فهم الأشد تأثيرا في رسم ملامح التأريخ.
بعد سقوط الصنم في 2003 ظهر العراق الجديد، بشعبٍ جديد.. يتنفس السياسة بدل تداولها، في البيت والجامعة و الباص والمقهى، في كل مكان الحديث السياسي حاضر، و هذا ما افرز كم هائل من السياسيين، جعل التمييز بين صلاحهم أكثر صعوبة مما أدى بالعملية السياسية للغموض، كثرة رجالها وتشعب رؤاهم و أفكارهم، اهلك تفكير المواطن، في وقت لم يتبنى احدٌ منهم.. فكرٌ معتدل و مشروع واضح وصريح، إلا هو!
رجلٌ اسمه عمار الحكيم، بعمامة محسن وجهاد محمد باقر، فهم الأمور بتراكمية تأريخه وعقل الشاب المتفتح، وتمكن من اختيار مرجعية رصينة لخطواته، تمثلت بمرجعية السيد السيستاني (دام وجوده المبارك)، القائد الفريد.. أرسل رسالات دقيقة عن رونق معدنه ومشروعية مشروعه. ليكسب القلوب والحاسدين معاً.
في السلم.. من ينافس الحكيم بتواصله مع الناس؟
بين البصرة و اربيل تتكلم خطوات الشاب المجدد, في ميسان قبل يدي طفل صغير لامست يداه بردي الاهوار, واستمع لامرأة عجوز في الناصرية, استمع فتكلم وبادر وفعل, وكان نعم الطبيب الدوار بحكمته.. أطلق الحكيم شعارات قابلة للتطبيق غير مبالي لروعة الكلمات و أناقتها, اختارها بسيطة وسهلة يفهمها الناس ويستطيع مراقبة تنفيذها, خدمة الوطن والمواطن كان شعاره و غايته و متبناه.
طبيب السياسة ومهندس المبادرات.
عصفت المشاكل بالعملية السياسية وتزاحمت المعوقات, وفي كل مرة يزداد الاحتقان السياسي وفقدان الثقة بين الفرق المتنوعة, لتحضر حكمة الحكيم فتجلس قلوب المختلفين على كراسي طاولته, بتشخيصه الدقيق و وصفته الخلاقة استطاع كسب ثقة الجميع, مما أهله ليكون مهندس المبادرات الأول في العراق, عبر إطلاقه لأكبر حزمة إصلاحات في مختلف الاختصاصات, فهو ومعه جيوش من المستشارين.. قدم رؤى حقيقية للنهوض بالواقع المريض, مبتدءا بالعاصمة الاقتصادية ومنتهيا بتصحيح المؤسسة التعليمية, وبينهما نجد للطفل والمرأة وذوي الإعاقة وكل المحافظات, حصصهم من التصحيح والتغيير.
في الحرب.. الحكيم يقاتل
غضبه في أحداث داعش الأخيرة نجده جميلا, صراخه وزيه العسكري لم ينسنا حكمته, تجده صارما مغوارا ضد العابثين, محبا ودودا مع النازحين, في جبهات القتال رسم صورة القائد الشديد, وفي المستشفيات تقبل دموعه جرحى الحشد والقوات الأمنية, وعلى طول الطريق بينهما يزور ويواسي المتضررين من الإرهاب.
يصول الحكيم السياسي المقاتل, يزور تكريت مرة و أخرى, يعطي دروس مجانية اسمها كيف يتصرف السياسي؟ يناقش ويفكر ويعطي زخما معنويا كبيرا لإخوته المقاتلين, ويتعدى من جديد المسافات عابرا كل رموز السياسة العراقية, ليجسد مشروعه في التهيئة لدولة العدل الإلهي, بغياب كل المسميات والأسماء عن ارض المعركة ومعركة الحكمة, تميز عمار.. حكيما للسلم والحرب. |