• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ثرثرة كُتاب في اثارة الفتن .
                          • الكاتب : محمود الوندي .

ثرثرة كُتاب في اثارة الفتن

 يتحدث بعض الكُتاب العراقيين بأستمرار عن العدالة والمساواة ومبدأ المواطنة للجميع ، وهم قابعون في ابراجهم الاوربية بعيداً عن واقع مجتمعهم واوضاعهم السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية ، في محاولة لاستقطاب وانتباه جمع غفير من هم على شاكلتهم اتهام الآخرين بالشوفينية بروح العنصرية او الطائفية ، كأنهم لا يسمعون شيئاً مما يجري على ارض الواقع . فاحترامي لهولاء الكُتاب ، وطروحاتهم الشخصية تأجج الصراعات والانقسام بين افراد المجتمع وتؤدي الى تشويش  وبلبلة افكار الناس .

ومن المفارقات الغريبة العجيبة في امرهم انهم يتكلمون صباح مساء من خلال الفضائيات وبملئ الفم عن التجربة الديمقراطية وهم ابعد الناس عنها ويكتبون في المواقع الالكترونية والصحف الورقية عن الوطنية والديمقراطية والحرية فهم لا يفقهونها ويتباكون على وحدة العراق .. فالتعصب يقطر من اقلامهم وآفواههم وبعيداً عن احترام آراء الآخرين ويلفقون شتى الاكاذيب ويفبركون الافتراءات لتخوين الآخرين لتلميع وجه اسيادهم الممولين وصورهم القبيحة وتزيين اخطاءهم في وسائل الاعلام وكأنهم هم الوحيدين في الساحة يريدون مصلحة العراق ودونهم من هم يسعون لفي تقويض العملية السياسية في العراق. 

يسقط الكاتب في مطبات كثيرة حين يكون أسلوب تناوله لموضوع ما خاطئاً أو فاقداً للموضوعية. ويزداد الأمر سوءاً حين يكون أسلوب تناول شخصية ما تناولاً خاطئاً ومضراً بالشخصية مدار البحث وبالكاتب ذاته من خلال التحامل ، لان الكتابة في حد ذاتها وقبل كل شيء هي فن وعلم وثقافة. ويمكن أن يتلمس القارئ ذلك من خلال الأسلوب الذي يتناوله الكاتب موضوعية المطروح. 

العراق وفي ظل هذه الظروف العصية يحتاج الى نشر ثقافة التسامح وتجاوز الطروحان الضيقة التي تضر بالوطن والمجتمع معا ، والتلاحم والتآزر بين كل المكونات مطلوبة أكثر من أي وقت مضى ،  لان ثقافة التسامح أصبحت ضرورة وطنية وانسانية ملحة . لان الطائفية نجحت الى حد كبيلا في بث الرعب في عمق مكونات الشعب العراقي وتتركت آثارها الوخيمة على بنية المجتمع ، وهذا اكبر خطر داهم العراق باسره و بات يهدد وحدة نسيج المجتمع العراقي . لذلك فالمسرح السياسي العراقي بحاجة الى مشهد جديد ثابت يرسي آمال الثقة والاستقرار والسلام الدائم على بر الأمان للشعب العراقي على ارض الواقع ، وليس بحاجة الى الكتابات الخادعة ، والادعاءات الكاذبة بتمسك البعض بقيم الإنسانية والنخوة والكرم . 

يدرك اغلب الكُتاب ان المسؤولية التي تقع على عاتقهم كبيرة جدا, من خلال نقل الاخبار وتنشرها في وسائل الإعلام , وتأتي هذه المسؤولية بسبب الاتصال المباشر بينه وبين الجمهور من خلال مواقع التواصل الاجتماعي , ولهذا من الضروري ان يلتزم الكاتب بضوابط واليات تحكم عمله الصحفي من حيث صدق المعلومة والامانة في النقل وخلق الثقة بينه وبين الجمهور المتلقي , اضافة الى عدم الانحياز والتودد لطرف على الاخر, لان هذا سيخلق فجوة كبيرة ويخلخل ويزعزع آواصر الثقة المتبادلة بين جميع اطراف العملية السياسية في العراق المهدد من قبل اللاهابيين والقتلة الذين يريدون ارداع العراق وشعبة الى مربع الدمار والحروب وسفك الدماء.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=59303
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28