• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أهمية التفاهة في المعرفة والحياة .
                          • الكاتب : حاتم عباس بصيلة .

أهمية التفاهة في المعرفة والحياة

 ربما يضحك الكثير من هذا العنوان في اشارته الى اهمية التفاهة في الحياة والمعرفة !! ولكن الحال يبدو صحيحا حين نؤكد في المنطق الفلسفي على أهمية هذه التفاهة لحضورها في واقع الحياة العملي !!.فلولا التفاهة ما كان هناك مقياس لمعرفة الجوهر العظيم للاشياء أو الشخصيات ولولا التفاهة ما عرفنا كيف نميز بين الجمال الجوهري للمبدعين وبين تفاهة التافهين ممن يركبون موجة الاشكال التافهة وهي اشكال تبدو أقنعة ساذجة امام عظمة العظماء ممن يرون الجواهر في منهى البساطة !! ولقد قام بعض الباحثين بدراسة (الهامش) في الفنون حتى كانت هناك نتائج مهمة في التعامل مع المهمش في الحياة واستعماله في امور الفن وفلسفة الجمال والا ان المهمش أو الهامشي هو غير التافه ذلك ان الهامش قد يكون عظيما ومهما ولكن رؤية الآخرين له لا تطاله في هذا المجال اما التافه فهو منحط شكلا وموضوعا وحين يتدخل الانسان
يجسد في هذا المجال سلوكا تافها لانه غير مرتبط بالقيم الجمالية والأخلاقية معا ....
ان اظهار عظمة الابداع الفني والأدبي لا تأتي دون ان يكون هناك شيء تافه واناس تافهون !!وقد يكون ذلك غريبا امام الرأي العام الا ان الواقع يفرض ذاته في هذا الاطار فلولا التافهون لما كان هناك عظماء ولولا الشياطين لما كانت هناك ملائكة !! ولولا القبح والأقذار لما كان الجمال ولذلك كان من المهم ان يكون هناك تافهون ليظهر من هو عظيم ولقد اشار المتنبي الى شيء من هذا المعنى في قوله :
ودهر ناسه ناس صغار
وان كانت لهم جثث ضخام !!
فهو هنا يشير الى التافهين الذين حاولوا النيل من هيبته وعظمته ومع هذا كله لابد من التفريق بين ما هو تافه وبين ما هو بسيط فالبساطة عظمة وجمال والتفاهة تكبر وقبح وانهيار في القيم الأخلاقية والجمالية والبساطة اسلوب من الجمال في الحياة والعمل والانتاج المعرفي بينما التفاهة اسلوب من القبح في الحياة واختلاس في العمل وتجبر في الانتاج المعرفي .
وخلاصة القول ان التفاهة على ما وصفناه من قبح وسلبية الا انها مهمة جدا في معرفة عظمة العظماء وجواهر الموجودات فكلما كان الآخر تافها كنت جوهرا عظيما وابداعا خالدا




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=59348
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29