• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عدم إدانة العدوان على اليمن صدمة أخلاقية و تواطئ مع العدوان .
                          • الكاتب : اياد السماوي .

عدم إدانة العدوان على اليمن صدمة أخلاقية و تواطئ مع العدوان

ترددت كثيرا في كتابة هذا المقال , وحاولت جاهدا أن أكتم مشاعري وأحبس غضبي وأكون منافقا مع الآخرين , فلم أفلح , ولهذا توّكلت على الله الذي هو حسبي ووكيلي وحافظي , وتذكرّت كلمة الأمام الراحل الخميني العظيم رضوان الله تعالى عليه ( السكوت على الظلم أبشع من الظلم ) , فليس هنالك من ظلم أبشع من الظلم الذي تتعرّض له دولة اليمن وشعبها وجيشها في هذا العدوان الغاشم الذي تقوده مملكة الشر السعودية خدمة للأهداف الصهيونية في إشعال نار الحرب الطائفية في عموم منطقة الشرق الأوسط , وكلّما حاولت أن أجد تفسيرا منطقيا واحدا لعدم إدانة العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني الغاشم على دولة اليمن وشعبها سواء من الحكومة العراقية أو أحزاب شيعة السلطة أو المرجعيات الدينية الشيعية , فلم أحصل على مثل هذا التفسير المقنع والمنطقي .
وربّما يكون موقف الحكومة العراقية المائع في عدم إدانة العدوان والاكتفاء بالمناشدة في عدم استخدام القوّة والرجوع إلى الحوار , له ما يبرره من الناحية السياسية , لكنّ هذا لا يمنع أحزاب شيعة السلطة من إدانة العدوان بشكل واضح وصريح باعتباره عدوان سافر وغاشم ليس له ما يبرره على الإطلاق , وعدم الارتباط بموقف الحكومة الرسمي الذي تحكمه اعتبارات سياسية كثيرة تتعلّق بالعلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول التي اشتركت في هذا العدوان الغاشم , فمواقف احزاب شيعة السلطة والبيانات التي اصدرتها حول هذا العدوان , هي بحد ذاتها صدمة أخلاقية , فهذه الأحزاب لم تجرؤ على إدانة العدوان واستنكاره فحسب , بل أنّها لم تعلن تضامنها مع اليمن وشعبها الذي يتعرّض للعدوان الغادر , ولعلّ الصدمة الأخلاقية الأكبر هي في تغافل خطب الجمعة في العراق عن هذا العدوان وعدم الإشارة إليه وإدانته , خصوصا جمعة كربلاء التي تعّبر عن رأي المرجعية الدينية العليا في العراق , فهذه الخطب جميعا قد خلت تماما من أي إشارة لهذا العدوان الغاشم , بل وحتى لم تدعو لإيقافه باعتباره عدوانا سافرا موجها لبلد مسلم وشعب مسلم , فكيف إذا كانت الدوافع لهذا العدوان الغادر هي دوافع طائفية قذرة ؟ فهذا مما يضيف عاملا آخر لإدانته , إنّ الموقف العراقي الرسمي والحزبي والمرجعي , جاء مخيّبا للآمال ولم يرتقي إطلاقا لمبادئ التشيّع التي ترفض الظلم , ومنهج ائمة أهل البيت عليهم السلام في مقارعة الظلم والظالمين , بل أنّ هذا التغافل المتعمّد لإدانة العدوان واستنكاره والدعوة للتصدّي له هو تواطئ مع هذا العدوان . 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=59735
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2