• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : توافدت الرزايا!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

توافدت الرزايا!!

توافدتِ الرزايا واسْتقادتْ
وألقتْ حملها فينا وجارتْ
 
وأغرتْ كلّ سيّئةٍ بنهجٍ
يُمجّدها ويُسعدها  فطاشتْ
 
سلامٌ مِنَ الآفاق يدنو
فيُبْهجها بأنسامٍ تهادتْ
 
ويُعْلِمها بأنّ الحبّ دينٌ
ولا دينٌ إذا وُحُشٌ أغارتْ
 
ولا يُسرٌ ولا أملٌ وفحوى
ولا قيمٌ بجائرةٍ تعالتْ
 
سَمعتُ حَسيسها والأرضُ ثكلى
تداهمها حَنافيشٌ تبارتْ
 
تريدُ الله مرهونا بنفسٍ
ومَصفودا بعاديةٍ أشاءتْ
 
كأنّ الدينَ حمّالُ انتقامٍ
وُمنطلقٌ لآثمةٍ تباهتْ
 
فكلّ وجيعةٍ من صنع سوءٍ
يُؤمّر نفسها حتى اسْتشاطتْ
 
وعلةُ أمةٍ من جهلِ إلاّ
ومِنْ جَهَلٍ على جَهلٍ ترامَتْ
 
أضامتْ عقلها  والعقلُ نورٌ
وإنّ النفسَ من رُغَبٍ تجاسَتْ
 
عَماءُ وجودنا يُردي ابْتصارا
فكلّ رزيّةٍ فينا تواصتْ
 
أسائِلُ نفسها والسوءُ يسعى
على سُبلٍ بها الأزمانُ حارتْ
 
تقنّعُ وجهها ضدّ اقتباحٍ
وِمنْ خُدعٍ على زمنٍ أناختْ
 
لبسْتُ رداءَها والذاتُ عريٌّ
فأخفتْ كنهها قصدا وناحتْ
 
رأيتُ الروحَ مُعتقلا بتربٍ
وأطيانٍ بها فُحُشٌ أعانتْ
 
أعاتِبُ نهجها حين افتكارٍ
وأنهرها وما ارتعبتْ وخافتْ
 
إرادةُ سعيها ذاتُ اتْساعٍ
وإنْ لُجِمَتْ على الأصقاع دارتْ
 
تُناثرَ شرّها شرَرا ونارا
فأحرقَ يابسا فجَنتْ وفازتْ
 
مُعللتي بآثامٍ وجُرمٍ
ومُصطخبٍ بهِ الأحياءُ ضاقتْ
 
فجاهرْ في مفاتنها طويلا
فأنّ النفسَ من هوسٍ تفانتْ
 
تموتُ خلائقٌ والنفسُ تبقى
متوّجة وما تعبت ونامتْ
 
وإنّ سلاحها يزداد فتكا
وكلّ رغيبةٍ فيها تماهتْ
 
عجائبُ خلقنا في نفسِ أنسٍ
بلا عقلٍ ولا روحٍ فهامتْ
 
ترافقتِ الخطى بقناع خيرٍ
يزيّنها وفحواها أغاضتْ
 
فهلْ سَعتِ الخطايا دونَ ردعٍ
فألقتنا على وَقَدٍ وسادتْ؟
 
إذا الأديانُ ما عزّتْ خليقا
فلا نزلتْ ولا قيما أشادتْ
 
وإن صارتْ مبادؤها هراءً
ومفسدةً لأجيالٍ توالتْ
 
فما بقيتْ على الأيام قيدا
ولا صمدتْ وإنْ حلمتْ ورامتْ
 
أقاسمُ أمةً همّ احْتراقٍ
بأنوارٍ بنيرانٍ تداعتْ
 
تعاصفتِ الخطوبُ على شعوبٍ
وما هدأتْ ولا عنها أشاحت
 
كأن الدينَ في أممٍ خرابٌ
وداهيةٌ بما ملكتْ أحاقتْ
 
سجائرها تعاطينا دخانا
وتخنقنا بعاصفةٍ أرادتْ
 
ألِسنا من فظائعها وخِبنا
وأصبحنا بمسعرةٍ تداحتْ
 
أشيحُ الطرفَ يا وطني وأشقى
بأوجاعٍ على بلدي تقاستْ
 
فما برزتْ عقولٌ ذات رأيٍّ
ولا فعلتْ نواهيها وبانتْ
 
فكلّ صنيعةٍ من فعل غيرٍ
لأنّ الغيرَ ما وَهنتْ أغارتْ
 
رأيْتُ صباحها يُدحى بليلٍ
وليلُ الغير أنوارٌ أضاءتْ
 
معاقلنا معالمها اسْتُبيحتْ
فلا طللٌ ولا رُسُم تراءتْ
 
هيَ الأجيال يقرضها هواها
ويَعدمها الحياة فما أفاقتْ
 
ومن عَجمَ النوايا حين يسعى
يُلقّى ما بخافيةٍ تداهتْ
 
سرى ألمٌ على عُصرٍ تجافتْ
فحطّمَ روحها حين استخارتْ
 
دع الأرواحَ ترضِعُنا جميلا
وتبهرنا بجوهرةٍ تطامتْ
 
تيقّظ قبل مُنتزع انتهاءٍ
وحاربْ ذلها كيفَ استدارتْ
 
وجدتُ الصبحَ منهوكا بغيضٍ
ومُرعبةٍ مع الإشراقِ جاءتْ
 
بنا بقُلَتْ وما وجدتْ سبيلا
يؤمّلها بميسورٍ فسارتْ!!
 
24\3\2015



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=60126
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 04 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19