• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عذرا سيادة الرئيس ... أنت أعور .
                          • الكاتب : اياد السماوي .

عذرا سيادة الرئيس ... أنت أعور

في حوار أجرته معه جريدة الصباح البغدادية , تحدّث السيد رئيس الجمهورية محمد فؤاد معصوم عن جملة من الملّفات وقضايا الساعة الساخنة التي يمرّ بها البلد , وأبدى سيادته رأيه في جميع هذه الملّفات والقضايا التي تناولها , كملّفات الفساد والأمن والعلاقة بين الإقليم والمركز وملّف الاعدامات والموقف من الحرب على اليمن ومؤتمر شرم الشيخ وعلاقته مع نوابه الثلاثة وعلاقتهم فيما بينهم والعلاقة مع إيران وملّفات أخرى , فالرئيس مثلا حين تحدّث عن ملّف الفساد قال ( إنّ هذا الملّف لا بدّ أن يطوى بشكل نهائي , ولا بدّ من القضاء على ظاهرة الفساد واستئصالها من جذروها بطرق قانونية وقضائية ومؤسساتية لا تقبل الشّك أو الالتباس ) , وهذا كلام جميل جدا , لكن يا سيادة الرئيس أنّ الدستور العراقي قد أعطاك لوحدك صفة رأس الدولة ورمزها , وهذا يوجب عليك أن تكون المحارب الأول للفساد , فهل كنت كذلك وحاربت الفساد حقا ؟ وحين قمت بتعيين أبنتك مستشارا لك وخالد شواني ناطقا بأسمك وحوّلت مؤسسة الرئاسة إلى فرع تابع لحزبك الاتحاد الوطني , هل كان هذا جزء من الحرب على الفساد يا سيادة الرئيس ؟ , وهل تستطيع أن تقنع الشعب العراق عن جدوى وجود ثلاثة نوّاب لك لا عمل لهم عدا كون وجودهم هو تلبية لحاجة المحاصصات اللعينة ؟ وهل تستطيع يا سيادة الرئيس أن تكون شجاعا وتكشف للشعب العراقي عبأ هؤلاء النوّاب الثلاثة على ميزانية البلد هم وجيوش حماياتهم ومستشاريهم الفضائيين ؟ أليس من حق المواطن  العراقي أن يقول لك أبدأ بنفسك أولا يا سيادة الرئيس قبل أن توّجه خطابك للآخرين ؟ .
وبخصوص ملف التصديق على أحكام الإعدام الصادرة بحق المجرمين الإرهابيين من قبل القضاء العراقي والتي اكتسبت الصفة القطعية , فهل تستطيع أن تبيّن للشعب العراقي يا سيادة الرئيس كم هو عدد المجرمين الذين صادقت على الأحكام الصادرة بحقهم والتي اكتسبت الدرجة القطعية منذ توّليك منصبك كرئيس للدولة وحتى هذه اللحظة ؟ حتى يصدّق الشعب العراقي أنّك في الصف الأول لمحاربة الإرهاب , والملّف الأهم والأخطر الذي لم تتحدّث عنه يا سيادة الرئيس هو ملّف مطالبة الإقليم بحق تقرير المصير والانفصال عن العراق , ووضع الدولة داخل الدولة , فقد تحدّثت عن أهمية تطبيق المادة 140 من الدستور , وأهمية قانون النفط وفق المطالب الكردية , لكنّك لم توّضح للشعب العراقي رأيك بمساعي رئيس الإقليم وتهديده المستمر بإجراء الاستفتاء حول الانفصال وإنشاء الدولة الكردية وموقفك كرئيس للجمهورية العراقية من هذه المساعي والتهديدات ؟ ونحن نستحلفك بالله يا سيادة الرئيس هل أنّ سياسات الدولة العراقية العامة وقوانينها نافذة على إقليم كردستان ؟ فلماذا لم تتحدّث عن حقيقة وضع الإقليم الذي يتصرّف وكأنّه دولة مستقلة ذات سيادة ؟ فهل يحقّ لنا الآن أن نقول لك أنت أعور يا سيادة الرئيس وتنظر للامور بعين عوراء ؟ أم أنّك تعتبر هذا تجاوز على مقام الرئاسة السامي ؟ في الختام أقول للصحفي الذي أجرى اللقاء إنك أيضا أعور وتحاور بعين عوراء .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=60402
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 04 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28