إلى أي حدٍّ ستتجاوب أمريكا مع طلبات العراق التسليحية ؟ وكم ستتعاون معه في تحرير الرمادي والموصل ؟ وهل لديها شروط مسبقة على ذلك ؟ وما هو الحائل الحقيقي الذي يمنع امريكا من الاستجابة ؟ أسئلة تراود الكثير من العراقيين في هذه الايام فأمريكا التي احتلت العراق عام ٢٠٠٣ ووقعت معه اتفاقية التعاون الاستراتيجي في ١٧/١١/٢٠٠٨ وغادرت قواتها العراق في٣١/١٢/٢٠١١ لم تعد اليوم تتحمل أي من التزاماتها السابقة وكل ما نسمعه اليوم عن التحالف وطيرانه وضرباته الجوية إنما هو لإدارة الصراع عن قرب ومعرفة القوي والضعيف لتحدد مع من تقف . كل الحركات المسلحة في العالم لم تكن لتستمر لولا وجود إمداد دولة او دول لها لا يمكن لمراقب منصف ان يتخيل بقاء واستمرار داعش بهذا الشكل دون دعم من دول محددة كالسعودية او قطر او الإمارات او تركيا ولا يمكن ان نتصور ان الدول الثلاث الاولى يمكنها ان تاخذ قرارا منفردا ًبالضد من الإرادة الامريكية . امريكا ليست جادة في مساعدة العراق للقضاء على داعش لانها في تقدير بعض المراقبين لم تطمئن بعد الى هوية النظام السياسي في العراق لذا فكل المواقف ما هي الا مداراة للرأي العام وخلط لبعض أوراقها في المنطقة والوجه البشع لداعش ومنهجها الذي يحرج امريكا كثيراً . الموقف الحقيقي لأمريكا يصنع في الدهاليز المظلمة سيبقى الموقف الامريكي متأرجحا مادام الموقف العراقي متأرجحا ايضاً بين محوري الصراع في المنطقة فما بالك إن مال نحو محور الممانعة والمقاومة ؟ متى ما وفرنا فرص القرار المستقل اقتصاد ، زراعة ، صناعة وحكم رشيد حينها سيضطر أي من المحورين للتعامل معنا بإيجابية ، هل سننجح في ذلك ؟ الجواب بكل واقعية أشك في ذلك . كوبا ورغم كل ما يقال عن نظامها السياسي وموضوع الحريات هناك الا انها أجبرت الولايات المتحدة وبعد مرور ستين عاماً من المقاطعة ان تعيد علاقاتها وترسل سفيرها للدولة ( الشيوعية ) إن مهمة القرار المستقل مهمة شاقة في الوقت الحاضر ، وما دام الأمر كذلك فنحن بحاجة الى أن نتخذ قرارات صعبة وخطيرة وشجاعة ، قرارات يعدها البعض انبطاحاً وآخر عمالةً وثالث ارتماءً بحضن هذا أو ذاك من الدول ، قرارات تتعلق بخيارنا ، الى من نميل ومع من ننحاز ولأي محور ننتمي ؟ . أي رسائل ننتخب لنطمئن هذا الطرف أو ذاك ؟ وأي الخيارات أفضل ومع من نراهن على الربح في هذه المعركة ؟ أسئلة لم تحسم بعد لدى سياسيينا وإن حسمت لدى البعض فما زال البعض الاخر رافضاً أو متردداً في قبولها . وطننا يستحق السلام ولكن تعقيدات الوضع اكبر من الأماني . اللهم احفظ العراق وأهله .
|