• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : من شهداء اهل العلم ( الشهيد السعيد سماحة السيد جاسم عبادي الموسوي (رحمه الله تعالى) ) .

من شهداء اهل العلم ( الشهيد السعيد سماحة السيد جاسم عبادي الموسوي (رحمه الله تعالى) )

من شهداء اهل العلم  ( الشهيد السعيد سماحة السيد جاسم عبادي الموسوي (رحمه الله تعالى) )

  الشهيد السيد جاسم الموسوي ( رضوان الله عليه ) :
الولادة : ١ / ٧ / ١٩٧٥
الإستشهاد : ٧ / ٤ / ٢٠١٥
مكان الشهادة : تلال حمرين
**************************
١)) ولد السيد الشهيد جاسم الموسوي رضوان الله عليه في مدينة السماوة / الوركاء .
وذلك في الأول من الشهر السابع لعام ١٩٧٥ الموافق للعشرين من جمادى الثانية لعام ١٣٩٥ هجري .. في يوم ولادة جدته الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام . وكان له تعلق شديد بها حريصاً على إقامة مجالسها غيوراً على ظلامتها وكانت له صولات على المنبر في وجه الفكر المنحرف للمشككين بمأساتها ..
ومما عايشته عنه أنه كان يحب إستضافة الخطباء في بيته للتبرك وفي إحدى السنوات عند الأيام الفاطمية وعندما كان الخطيب مقيماً في بيته رضوان الله عليه وكانت زوجته المكرمه حاملاً بطفلة وكان السيد يستبشر بها كثيراً ولكن شائت إرادة الله أن يتوفاها في شهرها التاسع فكتم السيد ذلك ولم يظهره للضيف خوفاً من تألمه بل بقي على حاله المعهود من بشاشة ذلك الوجه العزيز الذي إشتقنا له كثيراً .. ولم يظهر ذلك حتى لنا نحن إلا عندما إنتهى الموسم وغادر الخطيب .
وقد جعل تسمية بناته الكريمات تيمناً بإسمها الطاهر : فاطمة (١٠) سنوات / وزهراء التي ولدت قبل إستشهاده بثلاثة أشهر.
وله ولدان : محمد (١٢) سنة و علي (٧) سنوات.

٢)) ينتمي السيد الشهيد الى عائلة السادة المولى المنتسبة للسادة المشعشعيين الموسويين أصحاب الإمارة المعروفة تاريخياً في جنوب العراق .. حيث لاتزال هذه الأسرة الكريمة محافظة على تواجدها في تلك المناطق .. وكان رضوان الله عليه مهتماً بإقتناء الكتب المتعلقه بتاريخها وكثيراً ما يدور النقاش بيننا حول هذا الموضوع .

٣)) نشأ في بيئة عشائرية محافظه وفي الأوساط الريفية ودخل كبقية أقرانه في المدارس الحكومية وأنهى الأبتدائية والمتوسطة ولكن أحداث عام ١٩٩٠ وما تلاها من ظروف قاسية حالت بينه وبين اكمال دراسته إذ توجه الى العمل وإعانة عائلته حتى دخل الخدمة العسكرية وكان صنفه هو مقاومة الطائرات .

٤)) وكان له رحمه الله شوق شديد وميول واضح نحو حالة التدين وحب المعرفة .. وبحكم علاقتنا وعيشنا معاً لسنوات عرفت عنه الكثير من القصص التي لامجال لذكرها والتي تكشف عن حرصه على إمتثال الأمر الالهي وهذا مادفعه الى التشرف بدخول الحوزة العلمية والأنتماء لهذا الخط المقدس خط جنود وخدم مولانا صاحب الزمان عليه السلام .

٥)) درس المقدمات لدى جملة من الأساتذة وكان ملتزماً في الأغلب بدرس الشيخ عبد الحكيم
ثم درس السطوح لدى نخبة من الأساتذة الكرام منهم السيد حسن المرعشي والسيد أحمد الخرسان وبالذات لدى الشهابين الشيخ شهاب الدين العامري والشيخ شهاب الدين أحمد دامت توفيقاتهم .

٦)) وبعد النداء الألهي الذي صدر من المرجعية الدينية كان رضوان الله عليه من أول الملبين الملتحقين بساحات الجهاد وأتذكر أنه إتصل بي في أول ساعه لخطاب الشيخ الكربلائي دام عزه وقد كنت حينها في كربلاء وأوصاني ببعض الوصايا في حال شهادته لأن الأمور كانت غامضة والذين بادروا للذهاب في حينها فقد ذهبوا كإستشهاديين بكل ماللكلمة من معنى .

٧)) إلتحق رضوان الله عليه بتشكيلات بدر الفرقة الخامسة اللواء الثاني والعشرين فوج جعفر الطيار عليه السلام وشارك في جميع معارك ديالى وعند البدء بتحرير تكريت كان في طليعة الزاحفين الى تحرير طريق سد العظيم وصولاً الى حمرين وتطويق تكريت من جهة الفتحه . وخلال هذه الفترة حصلت الكثير من المواقف وسمعنا منه الكثير من الامور التي لامجال لذكرها في هذه العجالة .

٨)) في المرة الأخيرة لإلتحاقه بالجبهات تذكر زوجته المكرمة أنه كان يكثر من تلاوة القرآن بشكل ليس من عادته ويكرر عليها الوصية بدفع مبلغ لرد المظالم في حال شهادته .. وكان كلما أنهى عملاً من شؤون البيت يقول هل تحتاجون مني شيئاً آخر ام يكفي ؟ وكان يقول مازحاً رتبوا لحيتي حتى أكون جميلاً عند الشهادة .
وبالنسبة لي أذكر أنا ومجموعة من أخوتي أنه كان ليلة إلتحاقه يمازحنا ويقول إني لا أريد إصابة تسبب لي الإعاقة وانما أريدها طلقه في الرأس وأرتاح .. وبتعبيره ( أريدها هنا ) ويضع إصبعه على جبهته .

٩)) وبعد التحاقه بيومين حصل الخرق المعروف في تلال حمرين الذي قامت به عصابات داعش في الأول من نيسان والذي راح ضحيته ثلة طيبة من النجف والناصرية وإستمر القتال حتى الصباح وكان الفوج محاصر بشكل كامل وقد إستبسل السيد الشهيد في القتال الى حد ستبقى صورته محفورة في ذاكرة رفاقه المقاتلين .. ورغم أنه كان معروفاً بالتوقي الشديد أثناء القتال ويعتبر حماية النفس وظيفة شرعية للمقاتل ولكنه في لحظات حساسة إقترب فيها العدو منهم كان يقف بطوله ويصد بسلاح BKC وينقل أحد زملائه أنه وبسبب كثافة النيران التي تعرضوا لها كغطاء لتقدم العدو كان السيد يضطر للوقوف والصد لكسر الغطاء الناري ومنعهم من التقدم
ولكن يد اللطف الإلهي شائت أن تختاره الى جوار أمه الزهراء عليها السلام حيث كان يطلق وينادي يازهراء لتصيبه رصاصة ظالمة في الرأس كما كان يتمنى ... ويدخل على أثرها في غيبوبه لمدة أسبوع كامل في مستشفى الكاظمية.

١٠)) وفي ليلة السابع عشر من جمادى الثانية ومع إقتراب ذكرى ولادته المرتبطة بولادة أمه الزهراء عليها السلام دخل في منتصف الليل في نوبة حرجة .
في حينها لم نجد سوى صلاة الإستغاثة بأمه الزهراء عليها السلام .. وقراءة حديث الكساء عند رأسه في غرفة العناية المركزة .. ولكن أردناه لنا .. وأرادته أمه الزهراء لجوارها .. فعرجت روحه الطاهرة في فجر يوم الثلاثاء ٧ / ٤ / الموافق ١٧ / جمادى الثانية لهذا العام ١٤٣٦ .. وكان قد أوصى بدفنه في روضة شهداء بدر في وادي النجف المقدس وقد شارك المؤمنون في تشييعه المهيب بدموع غزيرة ولوعة كبيرة في السماوة وفي النجف وصلى على جثمانه الطاهر سماحة آية الله الشيخ حسن الجواهري دامت بركاته . وعقدت المآتم عند وضع جنازته في صحن الأمير عليه السلام وعلى حافة قبره الشريف .
فالحمد لله الذي خصه وأكرمه بكرامة أجداده وأجراه على عادتهم .. ونسأل الله ان يجعلنا من الملتحقين بهم التابعين لأثرهم .. وصلى الله على محمد واله الطاهرين .
كتبها أخوه الكسير بفقده والفخور بمجده وائل كاظم الظالمي .

 

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=60913
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 04 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28