• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التعليم مابين الفساد وملامح حزب البعث .
                          • الكاتب : محمد ابو النيل .

التعليم مابين الفساد وملامح حزب البعث

حضارة بلاد مابين النهرين، منبعا للحضارة الانسانية، بعطاءاتها المادية، وبقيمها الروحية، وقد شكل العراق مركز اشعاع حضاري، وله الفضل على الانسانية، لانه المعلم الاول لكثير من الشعوب، فلا يصح ان يستجدي العلم والمعرفة، كما ﻻقيمة لحضارة مالم تجد لها اثر.
جميعنا يعلم، ان هناك اوقات يكون فيها جهل الشعوب هدفا للحكام، وما سعى اليه النظام البائد خير شاهد،
بعد انجلاء غمة البعث، استبشرنا خيرا، لعلنا نلتحق بركب من يجاورنا من البلدان، ولكننا فوجئنا، ان عمار والكثيرون من اقرانه، وهو احد تلاميذ الصف الاول الابتدائي، الذي تمنينا له ان يستدفأ من برد الشتاء، بستبدال زجاج شباك الصف المكسور الى جانبه بالامس، اصبح اليوم، لايجد سقفا يستظل به، من حرارة الشمس، او من غيث السماء، وهنالك من خلف الكواليس نسمع صوتا ضاحكا، ينادي انا الفساد،
منذ عام ٢٠٠٣ كثيرا ما يطرق سمعنا، اننا نحتاج الى بناء (١٣٠٠٠) مدرسة، وما زلنا نحتاج الى ذات الرقم، بل اكثر منه، وبدلا من رفع شعار البناء، حل مكانه شعار هدم المدارس واستبدالها بتراب، او بهياكل حديدية، لا يقل عمرها عن سبعة اعوام، تذكرنا بهياكل العراقيين ابان فرض الحصار الاقتصادي، الذين دفعوا من خلاله ثمن العنتريات الصدامية، من صحتهم ومن قوت عيالهم، ناهيك عن المناهج الدراسية المترهلة، التي لاتنم الا عن الفقر الفكري و الثقافي، الذي يتمتع به من وضعها، والتي لاتصل المدارس الا بعد شهرين من بداية العام الدراسي، وقدر لها ان لاتطبع الا خارج الحدود، لغاية لا يعلمها الا الراسخون في الوزارة، هنا لابد ان نطرح هذا السؤال، من كان يعارض نظام صدام حسين، كان يعارض شخصا، ام منهجا وسلوكا؟
اننا وبعد مرور اكثر من عقد من السنين، ما زلنا تحت وطئة البعث، ولم يستطع ممثلوا الشعب على صعيدي الحكومة والبرلمان، وخصوصا من وصل الى سدة الحكم منهم، ان يغيروا من كاريزما البعث، الموجودة في معظم جوانب العملية التربوية والتعليمية، ولو راجعنا النظام الداخلي للتعليم الابتدائي رقم (٣٠) لسنة ١٩٧٨، الذي ما زال العمل به ساري المفعول، تتجلى لنا حقيقة ما نقول، خاتمة نص المادة الثانية من هذا النظام ـ يتعلم اطفال العراق وفقأ للمبادئ القومية والاشتراكية لحزب البعث العربي الاشتراكي ـ فهل حاولت سياسة السنوات الماضية ان تعيد سطوت البعث؟ وما رفع الاجتثاث عن (١٥٠) الف بعثي اغلبهم يشغلون مناصب او وضائف في هذا المجال الا امرا محيرا ويثير الاستغراب! على المثقفين من ابناء هذا البلد، ان لا يلعبوا دور المتفرج، وان يخرجو من حيز التنضيير، الى ميادين التطبيق (لاينهض بالحمل الثقيل الا اهله).
من اجل مستقبل منير بالعلم والمعرفة لابنائنا لابد ان نهجر لغة التعميم وان لا نضع الفاسد جنب المصلح والمحق جنب المبطل وان نميز من هو الامين ومن هو الخائن، نحن الان لا ندعوا الى وقفة في ساحة التحرير، بل الى صرخة تهتز لها اركان المنطقة الخضراء، عنوانها كفى عبثا.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=61191
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 04 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28