منذ ان عرفتك في العام ١٩٨٨م في دمشق في مبنى البديل الاسلامي وانت عصيٌ على الانكسار ، مقاوم ٌ للهزيمة ، تقاتل الباطل بشراسة ، ولا تنحني للريح العاتية ،حملت وطنك بين ثناياك وانت تجوب ارض الله الواسعة من ايران الى سوريا ومن لبنان الى السويد ، لم تساوم يوما على ما آمنت به ، فا ورثت إيمانك هذا الى عمار الذي حمل غيرتك العراقية الأصيلة وشجاعتك في مواجهة الزيف ، وإصرارك على الحياة بعيدا عن الانتهازية ، ولو شئت لهتديت الى مصفى ذلك العسل ولباب ذلك القمح ولكن هيهات ان تغريك الفانية ، لقد قلت لي يوما في ندوة في لندن انني لا اريد شيئا من العراق سوى ان ارى العراقيين بخير فكنت كما عهدناك صبورا عن معترك الخطوب ، أبا عمار حينما اقول لك لا تبكي أني اعلم ان الدمع عصيٌ على مآقيك، وان عمار قد احتل قلوب من عرفوه لانه حملك رمزا ً ومثالا ً للصدق والكبرياء فأبى ان يموت ميتة ً عادية ، لقد اختار ميتة تليق بك وبه ، فذهب شهيدا وأبى ان يموت فبقي حيا ً ، أبا عمار عشر سنين وعمار ينتظر آدم وجاء آدم بعد طول انتظار ليفخر ان أباه وجده كانا مثلا ً للبطولة والوطنية والشهامة ، لن نعزيك بل نعزي العراق لانه فقد ابنا بارا ً غيورا ً، فقد وطنينا يدافع عن الانسان غير آبهٍٍ بقوميةٍ او مذهبيةٍ او عرقه ، لقد كان عمار يحلم كما انت ونحن جميعا بوطنٍ يحترم انسانيتنا كبشر بوطن ينشر الابتسامة على شفاه أطفاله وطن لا يورثوهم الأحقاد ويحملهم اخطاء التاريخ ، لذا لن نعزيك يا أبا عمار فكلنا اصحاب العزاء ، لقد أحب عمار الكرادة فرض ان يغادرها ، عشقها وعشقته فاحتضنها في وداعه الأخير فاحتضنته وهي تب كي. لفراقه . رحم الله الزميل والصديق عمار الشهبندر واسكنه فسيح جنانه وآلهم ذويه الصبر والسلوان . |