• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : انه قرطاس ..... ولكن كشف مواقف .
                          • الكاتب : امير الصالح .

انه قرطاس ..... ولكن كشف مواقف

سلسله كتابات داعمه لمشروع " وحده الكلمه الانسانيه " 
 
شاءت الاقدار ان يتم تعيين زوجته ذات الاولاد الخمسه بمحافظه بعيده جدا كمعلمه للمرحله المتوسطه . قبلت الزوجه التعيين على مضض  للحاجه الماديه بالذات انها انتظرت للرظيفه لاكثر من  ٧ سنوات من سنه التخرج . اعد رب الاسره  ونرمز له هنا ، باسم حسين ، اعد كامل الترتيبات مع بيت والدته و اخوانه بتوزيع اولاده الذكور و الاناث بين بيوت اهله اثناء رحلته مع زوجته الى تلك المحافظه البعيده . تكبد حسين العناء وبذل الكثير من المال و استقطع من اجازته مده ١٠ أيام  وعمل كامل اتصالاته مع بعض اصدقاءه في العمل الذين مسقط رؤوسهم من تلك المحافظه البعيده .
وصل حسين بمعيه زوجته الى مطار تلك المحافظه بعد التنقل لأكثر من مطار  وذلك لعدم وجود رحله مباشره .
اتجه حسين وزوجته وهما متعبان جدا لطول الرحله بسبب التنقل من مطار لاخر ، اتجها الى  استئجار شقه مفروشه لراحه و النوم.
في اليوم التالي بداءات رحله البحث عن المدرسه بعد الاتصال لتحديد الموقع  وفور وصولهما تم تقديم خطاب الاعتماد للمدرسه. ذهب حسين ل معاينه الاماكن القريبه من المدرسه للسكن و السؤال عن امكانيه وجود مدرسات مغتربات يسكن بشكل مجموعات نسويه من خلال المكاتب العقاريه المجاوره . استنزفت طاقه حسين و زوجته اثناء اليوم الثاني بين القياده للسياره و تحديد موقع  المدرسه و التواصل مع المكاتب العقاريه . وفي طريق الرجعه الى الشقه المفروشه المستاجره جلب حسين بعض الطعام و رجعا وقد اخذ الجهد مأخذه، فاكلا وصليا ثم غشيهم نوم عميق.
اليوم الثالث،   ذهب حسين بزوجته  الى المدرسه ل مباشره الدوام بينما ذهب حسين   بعد ذلك يجري اتصالات مع المدارس الاخرى  و المكاتب العقاريه لعله يجد ضالته بتحديد مجموعه نسويه  من النساء المغتربات لتكون زوجته ضمن تجمع نسوي . كرر حسين البحث ولمده سته ايام متتاليه . 
بالفعل في اليوم التاسع اي قبل انتهاء اجازه حسين  بيوم واحد و الرجوع الى مقر عمله وجد ضالته و حدد مجموعه من المدرسات وتم التواصل المباشر بين زوجته وبينهن و الاتفاق على كل شي من السكن و المواصلات و الاكل . من شده الفرح ، ارسل حسين عصر ذات اليوم زوجته الى المعلمات في الشقه واشترى كل مايلزم زوجته من اللوازم و المرتبه واسكنها معهن . بعيد توصيل اللوازم و الاثاث في الشقه ، نزل حسين بالمصعد و كان حسين جدا ممتن لله العلي القدير بعد زوال هذا الهم وعنا البحث و الترتيب. اخذ حسين قرطاس ووضعه على ارضيه مدخل العماره ليسجد لله شكرا وحمدا . لمح صاحب العماره وابنه عندما وضع حسين القرطاس وسجد عليه !!!!
هنا قلمي يستلقي جانبا واسأل القارئ : ماذا تتوقع رده الفعل لدى صاحب العماره  او ابنه ؟؟؟ ماهو تفسيرهما بالذات اذا علمت ان حسين من المنطقه الشرقيه و صاحب العماره من منطقه المحافظات الجنوب الغربيه. 
سيسرح خيال البعض من القراء بان رده الفعل قد تكون الغاء عقد الايجار لتلكم النسوة بالكامل!! وتلكم قراءه استنتاجيه قد تكون طبيعيه لاسباب معروفه لدى القارئ  ؛   وقد يقول البعض  من القراء الكرام بان السيناريو قد يذهب الى  حدوث تساؤلات استفزازيه بين حسين من جهه  و بين المالك و ابنه من جهه اخرى؟
الواقع ، هو ان ابن مالك العماره وعمره في العشرينات اندفع وسحب القرطاس من امام حسين بعد رفعه لجبهته من السجدة . بينما صاحب العماره استدرك الموقف بان قدم اعتذاره لحسين وقال له عذرا ان ابنى جاهل ولا يعلم احكام السجود لديكم. ثم بادر صاحب العماره حسين بالسؤال : أنت من الاحساء او القطيف . رد حسين : انا من القطيف . اردف صاحب العماره قائلا لقد عملت في احد شركات قطاع النفط بين راس تنوره و ابقيق و المبرز بالمنطقه الشرقيه  وكانت لي جلسات مع ابناء المنطقه الشرقيه بالذات الاحسائيين و اهل القطيف ، ياحسين ان ارضكم ارض مباركه ؛  بعد ان طاب لي العيش هناك لتوافر كثره مصادر الرزق و حسن الجوار و طيب الاخلاق لاهل المنطقه بنيت اول بيت لي و تزوجت الزوجه الثانيه من مدينه الدمام ، وكنت  اثناء ساعات العمل استفسر من اصدقائي الاحسائيين و القطيفيين عن المسائل الفقهيه  و الفروقات المذهبيه . كنت اعجب ب منطق و سلاسه افكار الاخوان من الاحساء ودماثه اخلاقهم وجراءه اهل القطيف بالدفاع عن حقهم . واسترسل صاحب العماره في المدح والثناء على العيش السلمي المشترك في الشرقيه وان الخير الذي عنده كان من اسبابه هو العمل بالمنطقه آنذاك حتى انه اشار بان هذه العمارة الاستثماريه من خيرات ماجنى من هنالك . اثنى حسين على جميل اطراء صاحب العماره لاهل الاحساء و القطيف  وذهب حسين بعد ذلك الى مكتب الخطوط لتاكييد حجز الرجعه ل يوم غد. كانت الطائره قد اقلعت ظهرا من اليوم العاشر لوجود حسين هنالك.   
 نقل حسين قصته لي وقال هل لك ان تعيينني في ان تصيغها لي . قلت له متسائلا ماذا تعنيك الحادثه و الاحداث بعد ان اجتزتها . فرد حسين  قائلا : ان الكلمه الطيبه وحسن التعامل ياتي حصاده ولو في ارض اخرى وان بعد حين .
اخواني القراء لنساهم جميعا في نشر الكلمه الجميله بين من حولنا لنكون ويكون الجميع  وتكون الاوطان حاضنه لابناءها و في حال افضل و لأنسانيه اكثر رقيا.  



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=61556
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 05 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29