بعد ان تم الإعلان عن مشروع قرار التعامل مع السنة والكرد بصفتهم دولا ً من قبل الولايات المتحدة الامريكية ، تضاربت المواقف والاراء حول هذه القضية حتى داخل الكتلة الواحدة ، فلم نرى مواقف موحدة تجاه هكذا قضايا ، والتي تعتبر من صميم الأمن القومي للعراق ، فمن يسمون أنفسهم بالنخبة الحاكمة لم تكن تصرفاتهم توحي بما يدعون ، فكان الانسحاب من قبل النواب السنة والكرد من جلسة التصويت بالرفض لهذا القرار لا تعني عمالتهم للغرب بقدر ما توضح وتسلط الاضواء على حجم الهوة الحاصلة بين ممثلي فئات المجتمع العراقي الرئيسة ، واختلافهم على مفهوم المصلحة الوطنية ، فلم يتبلور لديهم مفهوم واضح وناضج للقضايا العليا والمصيرية ، ومازالت هذا القضايا تعتبر فرصة للبعض للتهريج على منصات الاعلام والصراخ ونسوا ان ( الفزع عند المصيبة مصيبة اخرى ) ، وما يجول في الأفق يعيد لنا وعد بلفور بحلة جديدة نوقعه بآيدينا ، في حين ان لاوضاع لن تسمح بهكذا وعد بسبب اختلاف ظروف المنطقة ، ولوجود عدد من الدول الاقليمية المؤثرة كتركيا وايران وسوريا وارتباط الاثار المترتبة على هذالوعد بامنها القومي ، وكذلك ان اغلب نواب الكونغرس الامريكي كما اُعلن هم ليسوا مع تسليح السنة والاكراد بشكل منفصل عن الحكومة العراقية ، فكل هذا التحديات تجعلنا امام فرصة ذهبية لمصالحة وطنية فعلية وليست حبر على الورق كالمعتاد ، اذا ما تم الاتفاق على رؤية وطنية موحدة تجاه هذه القضية لانها ليست قضية الشيعة لوحدهم او السنة او الكرد ، وانما هي قضية الجميع لان سلبيات التقسيم لا توجد ايجابية واحدة تقارن بها ، فبهكذا قضايا لا يوجد منتصرون والجميع خاسر ، فالاولى ان نخرج بالمظهر االوطني امام الشعب ولا نرسخ لديه فكرة العمالة والخيانة لكل من يتصدى لادارة الدولة . |