• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إِني حزين لا أقبل التهنئة: .
                          • الكاتب : فلاح السعدي .

إِني حزين لا أقبل التهنئة:

تلبية لطلبٍ بوفاة أمٍ كتبت هذا له...
 قد ألام على هذه الكلمة لني اشعر هكذا, شعور الحزن والفقد العظيم, لمن أولدتني لأرى عوالم الدنيا, وعطاؤها والنعيم, هي من سهرت لأنام, وجاعت لأشبع, وتعبت لأرتاح, وبردت لأدفأ في حنين دفئها وعلى صدرها الذي يملأ وجداني شعورا بالطمأنينة, إني متأسف حيران حزين, عند فقديَّ الماء المعين.
قد أُلام لأنني أكبرت همي ولكن همي كبر من دمعات تذكرتها حينما مرضت وانا صغير فسقطت على خدّي لتقول آه ولدي أأنت بألم العناء وأنا أكون مطمئنة بين النساء, دموع أمي أنا حي فكيف لا أسكبها وأجريها على خدّي, وهي تحت التراب ميِّتة, افتقدها فهي الحنان والأمان, أمي إنها كلمة مقدسه في نفسي وفي نفوس كل البشر
..صغاراً كانوا أم كباراً..رجالاً أم نساءً..عقلاء أم مجانين, أمي يامنبعا فياضا وعطاءا ويا نهرا زلالا روانا من مشاعره التي أغرقت علينا لنرتوي ولنرتوي, ولن نكتفي..أمي أنت العشق الأبدي الذي ملئني إلى الموت, ودا وحبا وعشقا لا نهاية له...
فالأم يا إخوتي  هي كنز مفقود لأصحاب العقوق وكنز موجود لأهل البر والودود كما قالوا وكما هو واقع لا محال, وألام تبقى كما هي في حياتها وبعد موتها وفي صغرها وكبرها فهي عطر يفوح شذاه وعبير يسمو في علاه وزهر يشم رائحته الأبناء وأريج يتلألأ في وجوه الإباء ودفئ وحنان وجمال وأمان ومحبه ومودة ورحمه وألفة وأعجوبة ومدرسة وشخصية ذات قيم ومبادئ وعلو وهمم وهي المربية الحقيقية لتلك الأجيال الناشئة, فحقي أن أحزن على كل هذا لأنه دنيا مملوءة وكنوز مرفوعة, فما أقول وهذا سيد البلغاء يقول حينما ماتت فاطمة أم الحسن والحسين وزينب (عليهم السلام) قام عليها أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: ( اللّهم إنّي راض عن ابنة نبيّك، اللّهم انّها قد أُوحشت، فَأْنِسها..)
 
وهذا المصطفى (صلى الله عليه وآله) حزين لموت خديجة (عليها السلام), وإني بهم أتأسى لفقدي أمي حبيبتي وسلوتي وبسمتي وفرحتي, وفوق كل هذا هي حناني وأماني, فما عسا أن أقول لكي يا أمي
 
قلوبنا لفقدك حزينة, عيوننا لدمعها سجينة، نفوسنا في قبرك أخذتيها رهينة, الدمعة واللوعة والآه لا يكفي ليواسينا, والأسى يغشينا, وداعا يا أمي, وداعا يا أمي...
 
نعم أمي فكلما نظرت إلى غروب الشمس تذكرت موتها لكنني لا أحزن لها لأنني أعلم أنها ستشرق صباحا من جديد, ولكن كيف حين غربت شمسك عني فكيف ستشرقين وأنت قد رحلتي إلى عالم ليس بعيد عنا لا نراك إلا بعطف الحلم ولمحة الذكريات وصورة الخواطر.
 
وكما ذكروا:         
فداك القلب يايمه ومهما قلت من كلمات   صغيره في كبر حقك بس اتمنى تعذريني
 
 
 
ما نقول عن الأم التي طالما ذكرت عن حنانها الكلمات وتواترت القصص
 
كما قال الشاعر واصفا لحادثة مبكية لأناني:
 
أغرى امرؤ يوما غلاما جاهلا           
بنقوده حتى ينال به الوطر     
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى    
ولك الدراهم والجواهر والدرر            
فمضى وأغمد خنجرا في صدرها        
والقلب أخرجه وعاد على الأثر           
لكنه من فرط دهشته هوى     
فتدحرج القلب المعفر إذ عثر  
ناداه قلب الأم وهو معفر:      
ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر      
فاستل خنجره ليطعن نفسه    
طعنا سيبقى عبرة لمن اعتبر  
ناداه قلب الأم كف يداً ولا     
تطعن فؤادي مرتين على الأثر
 
 
 
اللهم يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم ندعوك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، أن تبسط على والدتي من بركاتك ورحمتك ورزقك          
اللهم أغفر لها ولا تضرها بالذنوب      
اللهم اكفها كل هول دون الجنة حتى تُبَلِّغْها إياها .. برحمتك يا ارحم الراحمين
اللهم لا تجعل لها ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته
 
اللهم و أقر أعينها بما تتمناه لنا في الدنيا            
اللهم اجعلها في ضمانك وأمانك وإحسانك          
اللهم ارزقها الجنة وباعد بينها وبين النار
 
اللهم واغفر لها جميع ما مضى من ذنوبها          
اللهم تقبل توبتها     
اللهم وأعنا على برها حتى ترضى عنا فترضى حتى بعد مماتها
 
اللهم آمنها من النار آمنها من النار
 
اللهم آمين...اللهم آمين
 
  



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=6176
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 05 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3