• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تأملات في القران الكريم ح274 سورة الشعراء الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تأملات في القران الكريم ح274 سورة الشعراء الشريفة

بسم الله الرحمن الرحيم
 
أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ{205} 
تضمنت الآية الكريمة خطابا للرسول الكريم محمد "ص واله" والمعني عامة الناس (  أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ) , بتأخير آجالهم .  
 
ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ{206} 
تستكمل الآية الكريمة موضوع سابقتها الكريمة (  ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ ) , نزل بهم العذاب الموعود .  
 
مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ{207} 
تستمر الآية الكريمة في نفس الموضوع (  مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ) , ما دفع عنهم العذاب ما كانوا به يمتعون من طول العمر وكثرة النعم .  
 
وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ{208} 
تبين الآية الكريمة (  وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ ) , ان الله جل وعلا لا يهلك قرية بذنوب اهلها ما لم يرسل لها منذرين , وهؤلاء المنذرين منهم , عاشوا بينهم ويتكلمون لغتهم . 
 
ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ{209} 
تستمر الآية الكريمة في نفس الموضوع (  ذِكْرَى ) , تذكرة لهم , عظة , (  وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ ) , كأن يهلكهم جل وعلا ويؤاخذهم بذنوبهم قبل ان ينذرهم ويلزمهم الحجة على انفسهم .    
 
وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ{210} 
الآية الكريمة في محل الرد على مزاعم الكفار (  وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ) , القرآن الكريم , حيث زعم الكفار انه مما تتنزل به الشياطين عليه "ص واله" من قبيل ما تلقى الشياطين على الكهان .   
 
وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ{211} 
تستمر الآية الكريمة في ردها على مزاعم الكفار (  وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ ) , لا يصح ولا يصلح للشياطين ان يتنزلوا به , (  وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ) , ولا يمكنهم ذلك ابدا . 
 
إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ{212} 
تستمر الآية الكريمة في نفس الموضوع مقررة (  إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ) , ان الشياطين لا يستطيعون سماع القرآن من السماء , فالملائكة والشهب تحول دون ذلك (  إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ{6} وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ{7} لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ{8} دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ{9} إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ{10} ) سورة الصافات الشريفة , ذلك من جهة , ومن جهة اخرى , ان نفوس الشياطين الشريرة لا يمكنها قبول الحق .   
 
فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ{213} 
الآية الكريمة تخاطب الرسول الكريم محمد "ص واله" (  فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ) , تنهاه عن الشرك , وهو "ص واله " منزه عن مثل ذلك , فيكون سياق الآية الكريمة على نحو ( اياك اعني واسمعي يا جارة ) .  
 
وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ{214} 
الآية الكريمة تخاطب الرسول الكريم محمد "ص واله" مباشرة (  وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) , فأن ذلك على درجة كبيرة من الاهمية .  
 
وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ{215} 
يستمر الخطاب في الآية الكريمة (  وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) , تواضع و ألن جانبك لمن آمن بك من المؤمنين , والعبارة  (  وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ ) مستعارة من الطير . 
 
فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ{216} 
يستمر الخطاب في الآية الكريمة (  فَإِنْ عَصَوْكَ ) , يختلف المفسرون في توجيه الضمير , فمنهم من يذهب الى انهم عشيرتك , واخرون يرون انهم القوم بشكل عام , (  فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ ) , النص المبارك يوجه الرسول الكريم محمد "ص واله" الى البراءة من عمل القوم في عبادة غير الله تعالى ومعصيته وطاعة الشيطان .   
 
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ{217} 
يستمر الخطاب في الآية الكريمة (  وَتَوَكَّلْ عَلَى ) , فوّض امورك واعتمد على (  الْعَزِيزِ ) , ذو العزة , القادر على الانتقام من العصاة المارقين , (  الرَّحِيمِ ) , بالمؤمنين .     
 
الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ{218} 
تستكمل الآية الكريمة الموضوع (  الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ) , الى الصلاة في جوف الليل .  
 
وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ{219} 
تستكمل الآية الكريمة موضوع سابقتها (  وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) , في اركان الصلاة ومنها السجود , وخصّ بالذكر لأن العبد يكون اقرب الى الله تعالى فيه , وأبعد ما يكون من الشيطان .   
( عن الباقر عليه السلام قال الذي يريك حين تقوم في النبوة وتقلبك في الساجدين قال في اصلاب النبيين وفي المجمع عنهما عليهما السلام قالا في اصلاب النبيين نبي بعد نبي حتى اخرجه من صلب ابيه عن نكاح غير سفاح من لدن آدم عليه السلام ) . "تفسير القمي" .   
 
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{220}
تستكمل الآية الكريمة موضوع سابقتها (  إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) , وهو جل وعلا (  السَّمِيعُ ) , لكل صوت , خفي او اعلن , (  الْعَلِيمُ ) , بكل شيء , قولا وفعلا , باطنا او ظاهرا .   
 
هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ{221} 
تنتقل الآية الكريمة لترد على مزاعم الكفار حين زعموا ان القرآن تتنزل به الشياطين عليه "ص واله " (  هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ) , هل اخبركم يا كفار مكة "خاصة" والناس "عامة" على من تنزل الشياطين ؟ . 
 
تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ{222} 
تستكمل الآية الكريمة موضوع سابقتها (  تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ) , تنزل الشياطين على كل كذاب كثير الاثم .   
 
يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ{223} 
تستكمل الآية الكريمة موضوع سابقتها (  يُلْقُونَ السَّمْعَ ) , يرى الكثير من المفسرين ان الشياطين تسترق السمع من الملائكة فتلقيه الى الكهنة او اشخاص معينين , فتختلط معه الظنون والاكاذيب , (  وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ) , يكشف النص المبارك ان اكثر الشياطين لا يسترقون السمع , بل يزعمون ذلك , فيكذبون على من والاهم من الكهنة وغيرهم بأنهم قد تلقوا تلك الاخبار من السماء , علما ان السماء حفظت من الشياطين ولا سبيل لهم لاستراق السمع منها .     
(  عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال هم سبعة المغيرة وبنان وصايد وحمزة بن عمارة البربري والحارث الشامي وعبد الله بن الحارث وابو الخطاب ) ."تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني" . 
  
وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ{224}
تنعطف الآية الكريمة ( وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ) , يختلف المفسرون في هوية ذينك الشعراء المقصودين في الآية الكريمة , فمنهم من يرى انهم :    
1- شعراء الباطل , ويجاريهم اصحاب الضلال . 
2- انهم ليسوا الشعراء المقصودين بل : 
أ‌) عن الباقر عليه السلام في هذه الآية قال هل رأيت شاعرا يتبعه أحد انما هم قوم تفقهوا لغير الله فضلوا وأضلوا . "تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني" .
ب‌) و عنه عليه السلام انه سئل عن هذه الآية فقال هم القصاص . "تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني" .
 
أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ{225} 
تستكمل الآية الكريمة موضوع الشعراء (  أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ) , يختلف المفسرون فيها :   
1- اي ان هؤلاء الشعراء المعنيين يتنقلون في كل المدن والقرى والاسواق ومجالس الشعر . 
2- الوادي هنا من اودية الكلام وفنونه واقسامه وفروعه . 
 
وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ{226} 
تستكمل الآية الكريمة موضوع الشعراء (  وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ) , اي انهم كاذبون في كل ما يقولونه , يعظون الناس ولا يتعظون , يخبرون الناس عن خيالات واوهام ليس لها حقيقة .    
 
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ{227}
تستكمل الآية الكريمة الموضوع  مستثنية بعض الشعراء , وبينت احوالهم :  
1- (  إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا ) : من آمن بالله تعالى ورسوله "ص واله" . 
2- (  وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) : وعمل الاعمال الصالحة النافعة له ولدينه ولمجتمعه . 
3- (  وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً ) : لم يشغلهم الشعر عن ذكر الله تعالى , بل سخروه في خدمة الدين . 
4- (  وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ) : هجو بشعرهم من هجاهم من الكفار , انتصارا لدينهم .  
(  وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) , النص المبارك اشتمل على التهديد والوعيد للظالمين من الشعراء "ذوي الاتجاه السلبي" وغيرهم  (  أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) بعد الموت .  



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=61837
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 05 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16