• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ريم ومروان ,الصحافة المغيبة ! .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

ريم ومروان ,الصحافة المغيبة !

 مازلنا نفتقد رائحتهما الزكية, فقد خرجا كمراسلين  صحفيين في واحد من صباحات بغداد 

لتغطية أحداث تتسارع ,بعد سنوات قليلة من الإجتياح الأمريكي للعراق .
يقول صديقي عبد الأمير الماجدي, وهو شقيق والد مروان خزعل الماجدي الذي خطف وزميلته 
ريم زيد في بغداد في خطاب  للصحفي الشاب...كأني أراك بقلبي تتردد على مخيلتي، تطلب 
مني البحث عنك مجددا، تحوم  حول بيتي, تشتكي ألمك الموجع ,ألم الفراق ، ألم الغدر, 
وأنا أتحسس عذابك ,كأني  أراك مظلوما مقيدا, تدورمن حولك أحقاد كثيرة. 
 
شعث الوجوه والرؤوس, أراهم يتواجدون قربك ,يحاولون إيذاءك ،إكتسيت الصمود ملبسا, 
والصبر طعاما ،لاأعرف .تراودني  أسئلة كثيرة, وهواجس قاسية .هل أنت ميت أم حي ترزق؟ 
أجائع ؟ أم ينهشك العطش؟ هل  أزالت يد الغدر روعتك ؟ هل عذبتك بأسواطها المجنونة؟ 
هل عبثت بجمالك ؟أم إنك أنت  ,مروان مازلت  الفتى السومري إبن خزعل الكبير بكل شيء 
حتى بصمته، أوتعرف ماذا خلّفت بقلبه ؟ إنه ينزف دمعا ويبكي دما . نبذ  الحياة 
ومافيها فكأنه يعيش على أمل واحد, هو رؤيتك وإحتضانك.
 أخبرنا  .تواصل معنا .هل أنت قريب أم بعيد؟ تكاد أصابعي تتحسس وجهك  الجميل. زرني 
بأحلامي. تكلم معي إعطني مكانا وسترى كيف إن عمك سيصل إليك  ،حواسي  خذلتني والبحث 
أضناني ..إنني على يقين  بأنك ماجد وستبقى كذلك لأنك مروان  ، الفتى الغض الذي للتو 
وضع قدمه في الطريق  لكن .. آه وألف أه عليك إمتحنك الله مبكرا ،مازلت تجهل الكثير 
من متاهات الحياة  ودروبها الموحشة ،حاول أن تتواصل معي .أنبئني عن مكانك. أخبرني 
في أية  خرابة تركوك  ، حاول دائما لأننا معك  سنتواصل مع الأمل عسى أن يدلنا عليك 
هل أنت في مكان بارد ،رطب ،حار ؟هل تدري ماذا فعلت بإمك؟ لقد أوغلت  في   متاهة 
الألم . كفاك منها لاتطل الغياب عليها . زرها في نومها. ضع يدك على كتفيها ، مؤكد 
إنك تعلم  كيف   تتحمل فراقك؟ قاوم من أجلها, من أجل إخواتك  ..
 علي لاينفك يبحث عنك بالسؤال الدائم, متى يعود مروان ؟ لقد نفدت منا الأجوبة, 
تبخرت لم يبق منها سوى (الله كريم) .سيأتي زرعنا في قلبه أملا عسى أن تأتي,  ونحن 
لاحيلة لدينا سوى الترقب .
مروان, الليل  من   بعدك فقد صمته, أتخذوه سترا لأعمالهم المشينة ،جعلوه عباءة 
مهلهلة يختبئون تحتها ، والقمر ليس كما عهدته يلهم العشاق  بسحره بل تعتلي رأسه 
الظلمة,  وشعر كثيف يغطي جانبيه  ليصبح أميرا يراقب زهق  الأرواح, وألبسوا الشمس 
وشاحا قاتما ليخبئوا نورها لأنها لعينة جميلة لايسمحون لها  بالتسكع بحسنها 
,والحضارة السومرية التي أنت فتاها لاهية عنك يامروان تناست عشقك  ,ولم تتذكر منك 
شيئا كأنك لم تضح لها !بدت غانية تتجاهل حبيبها ،وأنت ياحبيبي  ماذا صنعوا 
بك,وبزميلتك بل ..... تلك الحورية ريم زيد؟ أألبسوك كوفية وجعلوا  الشعر يغطي خديك 
الغضين أم أن التراب أحتضن جسدك  وريم بقربك بعد أن تذوقت ويلاتهم وتنفست رائحة 
غدرهم  .
مازلت بيننا لكن البعض قد مال بوجهه عنك. (نقابة الصحفيين لم تتذكر ذلك الفتى ,وتلك 
الفتاة الجميلة , ومرصد  الحريات الصحفية إكتفى بالتنديد ) لكنهما لم يتخليا عنكما. 
إنني على ثقة من ذلك   وسيأتي اليوم الذي يطالبان بحقكما .
 تلك كانت كلمات الكاتب والأديب عبد الأمير الماجدي عم مروان الذي عاتبني عن تقصير 
مرصد الحريات الصحفية  ,ووسائل الإعلام والصحفيين ,الذين لم يعودوا متحمسين لذكرى 
ريم زيد ومروان خزعل الماجدي  الصحفيين الذين خطفا في العاصمة بغداد من سنوات ,ولم 
يعثر لهما على أثر.
نحن لم نتجاهل ذكراهما أبدا ,وعلى  الدوام سنعمل على إحياء تلك الذكرى المفعمة 
بالألم والامل والدموع والاماني التائهة في صحراء تتسع في  بلدنا الحزين.
hadeejalu@yahoo.com
   
 hadee jalu maree
Iraq-Baghdad 
Journalist & Writer
(JFO)
 
 
009647901645028
009647702593694
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=6198
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 05 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29