خلال متابعتي لبرنامج عُرِضَ من على شاشة قناة سما دبي قبل فترة ليست بالقصيرة ، وبالذات برنامج ديني يقدمه الشيخ الكبيسي ، لفت إنتباهي اتصال هاتفي ورد من إحدى المتابعات للبرنامج ، كانت تشكو المتصلة من خيانة زوجها ، إعتقاداً, منها انها ستجد ضالتها عند رجل الدين.
إستمريت في متابعتي للبرنامج لأني كنت أريد ان أنهل من معرفة ووصايا رجل الدين الكبيسي , غير أن الجواب كان مخيباً, للآمال ، حيث حاول القاء اللوم على المرأة من خلال توجيه سؤاله إليها وهو ، هل أنت مقصرة بحق زوجك ؟ إندهشت أنا من سؤاله هذا , فحتى لو كانت مقصرة هل سينتظر منها ان تجيب بنعم أنا مقصرة؟ وهل ان التقصير البسيط او غير المتعمد من اغلب النساء غير الواعيات يُقابل بجريمة الخيانة الزوجية من رفيق دربها؟
لماذا خيانة المرأه للرجل أقوى من خيانة الرجل للمرأه ؟ لماذا ندَّعي الاسلام ونحن بعيدون كل البعد عن ادنى تطبيق لتعاليمه العظيمة ؟ فمثلاً حكم الدين في مسألة الخيانة يطبق على الرجل والمرأة سواسية, فالحكم في موضوع الزنى يكون القصاص فيه من الرجل كما القصاص من المرأة ، لكن مجتمعنا للأسف الشديد, لايطبق تعاليم ديننا الحنيف, وجاء بتقاليد وأعراف تظلم المرأة وتنصف الرجل المذنب وتنسب تلك الاعراف للدين الأسلامي الحنيف .
كُنا نعول على بعض رجال الدين حين نشعر أنهم منصفون في بعض الأمور من خلال طروحاتهم ونقاشاتهم الرصينة التي تقنع الآخرين, بحيث يصبح الدين سلساً, وبالأمكان تطبيق مبادئه من غير تطرف, أو أذى للآخرين.
أعود للحديث عن تلك التي إتصلت وهي احدى الزوجات اللواتي ابتلاهن الله بزوج خائن لايراعي حرمة الامانة التي وهبها الله له , ولارفيقة دربه في احزانه وفي محطات نجاحه ، اشتكت الزوجة للشيخ من زوجها الذي خانها , كي تستنجد بنصيحة منه تعينها في محنتها تلك , فلايخفى على الجميع ان أصعب المشاكل التي تحصل في العلاقات الزوجية يكون لها حلولاً, الا موضوع الخيانة الزوجية حيث تظل آثاره النفسية عالقة في الذاكرة .
لقد كان اليأس ينفجر من بين نبرات صوتها الحزين, أتعلمون ماذا كان جواب الشيخ الكبيسي؟ اجابها , بأن هذا الامر صار يتكرر في أكثر العوائل , الشيخ في جوابه هذا كان صادقاً, فنحن نعلم ان للفضائيات المأجورة والتي لايهمها الا الأرباح الطائلة على حساب الذوق والأخلاق والتقاليد , دورها الكبير في إفساد أخلاق الأزواج الذين هم أساساً, غير أسوياء , ولكن هل هذا تبرير من رجل دين واعي نطمح منه ان يضع الدواء للعِلل ؟ وهل هذا ماكانت تحتاج له تلك الزوجة التي أصيبت بكبريائها؟
الذي يُحزن أكثر أنه , أضاف حزناً, وهماً, لتلك الزوجة وهو يتابع الحديث معها ليقول لها , ربما انتِ السبب في أنه خانكِ, حيث ان الزوج حين يجد ان زوجته قد اكملت ماعليها من واجبات الزوجية لايمكن ان يخون , هذا يعني انه نزَّه جميع الخائنين بتبريره ان الزوجة هي السبب في ان يخونها الزوج.
أوجه عتبي لرجل الدين العراقي المقيم في دولةالأمارات العربية المتحدة حالياً, الدكتور الفاضل أحمد الكبيسي, الذي له مواقف وآراء نيرة في الكثير من القضايا الأجتماعية, أن يشخص نقاط الضعف في النفوس الخائنة , ومن ثم يضع الحلول لها رغم ان الحلول في تلك الامور تكون وقتية,في اغلب الاحيان, ولاينفع معها الا البتر والاستئصال.والا يبرأ الرجل الخائن بحجة التقصير من قبل الزوجة, ففي هذا احجاف وظلم للأم, وللزوجة, وللأبنة, وللأخت, وديننا الاسلام أوصانا خيراً بهن, ورسولنا الأعظم عليه الصلاة والسلام قال في حديثه الشريف ,رفقاً بالقواقير, صدق رسول الله .
|