• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ولاة المسلمين, حقائق تستحق التمعن....! .
                          • الكاتب : عدنان سبهان .

ولاة المسلمين, حقائق تستحق التمعن....!

لن أقول لو طالعنا كتب التأريخ لأنه ليس بالامر الهين, لكن لو لجأنا لما هو أسهل من ذلك وأدرنا مؤشر الباحث كوكل على أسمين من ولاة المسلمين في ذلك الزمن الجميل, ألأول عمارة بن شهاب الثوري وهو من ولاه علي أبن أبي طالب على الكوفة, والاخر معن بن زائدة الشيباني والي ابي جعفر المنصور على اليمن ومن ثم سيجستان, فسنرى أن نتائج البحث تشير الى أن الأول لم يذكر الا في ثلاث أو أربع موارد وليس أكثر من عبارة " كانت له هجرة واستعمله علي بن أبي طالب في فترة خلافته على الكوفة " وهو ما ذكره الطبراني أحد علماء اهل السنة والجماعة في كتابه. في حين نجد أن نتائج البحث عن الثاني وأعني معن بن زائدة توفر لنا العشرات من المعطيات التي تشير الى شجاعة وكرم وحلم ونبل هذا الوالي المسلم.
الصورة الأولى : الغلام يعمل مع والده في أرضهم البسيطة وقد سكت للتو من طلبه المتكرر في الحصول على نعال جديد, عندما جائهم رسول علي ابن ابي طالب عليه السلام يخبرهم بأن الخليفة قرر تنصيب عمارة بن شهاب والياً على الكوفة. عمارة أستقبل الخبر وكأن شيئاً لم يكن وأكتفى بأن توقف عن العمل وتهيأ لأداء ما أنيط به من عمل جديد, لكن وقع الخبر كان عظيماً على الغلام المسكين الذي كاد أن يطير فرحاً, وكيف لا وأن حلمه في الحصول على نعال جديد صار في حكم الواقع. حينها أستفسر عمارة من ابنه عن سر فرحه المفرط, فأجابه وكيف لا أفرح وقد أصبحت أبناً لوالي الكوفة وبالتأكيد أنك ستشتري لي نعالاً جديداً, حينها تبسم عمارة وهم بالمسير "لم أشتري لك نعالاً وأنا فلاح فكيف سأشتريه لك وأنا والياً في حكومة علي أبن أبي طالب..! أنس الأمر بني"
الصورة الثانية : والي أبي جعفر المنصور على اليمن ومن ثم على سيجستان معن بن زائدة الشيباني يهجوه أعرابياً بسبب رهان, فيدفع له ألف دينار من بيت المال لأن الأعرابي عزم على المسير ليخفف عنه من مشاق سفره...! ثم يدفع له ألفا اخر حتى يكون الأعرابي راضياُ عن الوالي....! ثم أربعة ألاف لأنه مدحه وقال عنه "سألت الله أن يبقيك دهرا فما لك في البرية من نظير" ...! أخيراً يأمر له بمئتي بعير عندما علم ان الاعرابي قد راهن على أغضابه بمائة بعير فأعطاه مائة للرهان ومائة له...! ستة ألاف دينار ومائتا بعير في نصف ساعة وأمير المؤمنين خليفة الله في الأرض واجب الطاعة...! ألم يعلمنا الشيوخ أن الرهان حرام وأن المبذرين أخوان الشياطين..؟ فلماذا نتباهى ونتفاخر بهذا السلف السيء..؟
الذي قض علي مضجعي أن معن لم يكن غنياً قبل أن يستلم الأمارة, كما تصور البعض, والدليل أنه لم ينكر على الأعرابي قوله حين قال: "أتذكرإذ لحافك جلد شاة وإذ نعلاك من جلد البعير" بل أنه أكد القول حين قال نعم أذكر ذلك ولا أنساه, أي أن الرجل لم تكن لديه عقارات وأموال ولم يكن يعمل سكي في نهر دجلة كما يحاول أن يوهمنا, لكن تملك ذلك بعد السقوط أي بعد أن تسلم الحكم وصار مؤتمناً على أموال المسلمين.
مما يؤسف حقاُ أن فساد التدوين قد شوه وجه التأريخ وقلب الحقائق وبخس الناس أشيائهم حتى صار صحابياً عملاقاً مثل عمارة بن شهاب ليس له شيء يذكر في كتبنا, ووالياً كمعن بن زائدة يقضم مال المسلمين كما تقضم الأبل نبتة الربيع يشار له بالبنان وتملىء سيرته أمهات الكتب وتدرس أفعاله لأطفالنا في المدارس, وأكبر ما أخشاه أن عزوفنا عن تدوين الأحداث وعدم أكتراثنا لما يسجله الأخرين هذه الأيام من تزييف للحقائق قد يشوه الصورة لدى أبنائنا حتى يصبح لأبي مهدي المهندس في قادم السنين أربع نتائج لدى باحثي كوكل بينما لوالي الموصل المئات فقد حرر الموصل وكان جواداً نبيلاً شجاعاُ ثيباً, لا يأكل طعاماً أو يشرب شراباً وفي ولايته أناس جوعى.. لايشق له غبار ولم تفض له بكارة, وأسئلوا الرواة ان كان لديكم شك فيما قلنا....!!!!
 
 
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=62067
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 05 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29