لن أحزن لاستشهادك يا مصطفى , لأني واثق أنّك قد مضيت على بصيرة من أمرك , واخترت حتفك بإرادتك مقتديا بالآلاف من أبناء شعبك الأبطال الذين سبقوك على طريق الشهادة , ولولا جرحك ونفاذ عتادك لما وقعت أسيرا بيد هؤلاء اللئام , قصة استشهادك يا مصطفى تركت فينا جرحا عميقا لن يندمل بسهولة , جرحا ليس لأنك التحقت بركب الشهداء , بل جرحا تركته تلك الجموع الفرحة والمبتهجة التي احتشدت بها شوارع الفلوجة لتحي رجال الدولة داعش وهم يظفرون بهذا الصفوي الأسير , في الوقت الذي أرخص فيه هذا الصفوي حياته من أجل إنقاذ وتحرير هؤلاء  المحتشدين من ذل وبطش رجال الدولة داعش الذين هتكوا أعراضهم أمام أعينهم من دون أن يرّف لهم جفن أو تتحرك فيهم شهامة ونخوة العربي الذي يرفض الذّل والعار .

قصة استشهادك يا مصطفى كشفت معدن هؤلاء اللئام وأحرجت الكثير من دعاة الوحدة , بما فيهم كاتب هذه السطور , واماطت اللثام عن تلك الوجوه القبيحة والقميئة وتلك النفوس التي لبست ثوب الذّل والعار , لن ننعاك يا مصطفى لأنك التحقت بركب أصحاب الحسين , بل ننعى القوم الذين حسبناهم أنفسنا , فتبيّن أنّ القوم هم أبناء أولئك القوم الذين ابتهجوا براس الحسين حين طافت به أميّة في مدنهم وشوارعهم , فبئس القوم الذين ابتهجوا بقتلك يا مصطفى , ولا رحم الله من صفّق وهللّ واحتشد , وتيّقن أيها الشهيد الخالد أنّهم سيدفعون الثمن غاليا , وسيبكون بدل الدموع دما .