• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : تهذيب النفس..أولى مراحل الأستعداد.. .
                          • الكاتب : عدنان سبهان .

تهذيب النفس..أولى مراحل الأستعداد..


"على الجميع ان يكونوا على استعداد تام للمرحلة القادمة...الظرف الذي نعيشه اليوم ممهدا لزمن الظهور المقدس" هذا بعض مما نقله ممثل المرجعية المباركة الشيخ عبد المهدي الكربلائي عن سماحة الأمام السيستاني في الجمعة الماضية, وبالتأكيد هذا مما لايمكن المرور عليه بلا تمعن, فالمتتبع لفتاوى وتوجيهات السيد السيستاني منذ تصديه للأعلمية والى اليوم يدرك تماماً أهمية وخطورة ما تم التصريح به, سماحة الأمام لم يورد هكذا وصايا من قبل وأن كان يدعو الى الأستعداد دائماً في مجمل ما يوصي به مقلديه, لكن لم يسبق وأن تم طرح هذا الموضوع على الملأ وبهذا الوضوح..أننا نمهد لزمن الظهور المقدس وعلينا أن نستعد لذلك..! الطلعة البهية صارت قاب قوسين أو أدنى والأستعداد يجب أن يكون بمستوى هذا المشروع الأنساني العملاق, لكن كيف يكون الأستعداد, وبأي طريق يكون التمهيد, وهل الموضوع مقتصر على مقلدي السيد السيستاني خصوصاً أو على الشيعة عموماً, أم أن الأمر يمكن أن يُشمل به كل من تنفس هواء الحرية...؟
بالتأكيد ومما لاشك فيه أن الأستعداد للحدث يجب أن يكون بمستوى الحدث وبمستوى من نستعد لأجله, وهذا يقيناً لايكون فقط بالتدريب البدني واتقان فنون استخدام السلاح وحضور معسكرات التدريب, فمشروع الأمام تم تلخيصه على لسان جده صلوات الله وسلامه عليه بأن "يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجورا" أذاً الدماء والعنف وثقافة السحل لن تكون من جزئيات ذلك النهج, وبالتالي فأذا كنا نحن الممهدون كما أُريد لنا فمن باب أولى أن نمهد لهذه العدالة وهذا القسط وذلك المشروع الأنساني العظيم... نحن مطالبون بنبذ العنف والفساد والرشوة والمحسوبية والطائفية والعصبية القبلية, نحن مطالبون بأماطة الأذى عن الطريق, أحترام الجار, بر الوالدين, صلة الرحم, غض البصر, ألتماس العذر, الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, حب الوطن والتضحية في سبيله, قبول الاخر, أشاعة ثقافة المحبة لا ثقافة الكراهية..
أنا على يقين ان التدريب الذي اشار اليه وكيل المرجعية هو مختص بتدريب النفس وتهيئتها لهذا الفيض الالهي, ترويضها لأن تكون جزءاً من ذلك المشروع, فمن خلال مستوى القائد نستطيع ان نتفهم المهام التي ستناط بالرعية وفي نفس الوقت نستطيع أن نجزم بالنوعية التي سيستهدفها القائد للبدء في حملته بالقسط والعدالة... الأمام ومما لاشك فيه لايختص بفئة أو جماعة وهو ليس لحزب أو طائفة, بل هو للأنسانية جمعاء على تنوع ألسنتهم وألوانهم ودياناتهم وطوائفهم, فالمسلم ليس في قاموس الأمام اذا لم يسلم الناس من لسانه ويده, والنصراني في الصف الأول اذا كان عاملاً بوصايا نبي الرحمة عيسى عليه السلام ومؤمنا بنبينا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم, وبالتالي فالشيعي وأن كان من أوائل من تبنوا فكرة الأمامة ودافع عنها لن يكون في مأمن أذا كان ممن لم ينتسب الى التشيع الا بالعمامة والنسب ولم يعمل أو يهيئ لذلك الأستعداد...! نحن مطالبون من اليوم بتحديث أنفسنا وأعادة تأهيلها وأرجاع البصر لعلاقتنا مع أخينا الأنسان بغض النظر عن لونه أو شكله أو دينه أو طائفته, فلأجل أن نكون لائقين بمعنى الأستعداد علينا أن نتفهم أولاً حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا في مشروع أقره الشارع الأعظم ورسم أطره نبي الرحمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وسيقوم بتنفيذه مهدي الأنسانية, وبالتأكيد مثل هكذا مسؤولية تدفعنا الى مضاعفة الجهد وبذل النفيس في علاقاتنا الثلاث, مع الله, مع النفس ومع أخينا الأنسان وهذه أهم العلاقات, حتى نوفق لأن نكون ممن يقع علينا الأختيار وممن ينهضون بالمسؤولية.
 
 


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابن الساعدي ، في 2015/06/26 .

أحسنت أستاذ عدنان والتوفيق الدائم أن شاء الله



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=62615
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 06 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29