الحزم: ضبط الإنسان امره والأخذ به بالثقة.
وضبط الرجل أمره والحذر من فواته.
والحزم:أن تستشير أهل الرأي وتطيعهم.
وسلوك الحزم غير موجود في حياة العرب المعاصرة على مدى قرنٍ أو يزيد.
فما حزم العرب أمرا , وإنما ما أن يقدموا على شيئ حتى يتحول إلى وبال عليهم ومرض عضال لديهم.
وفي مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين , صنع العرب بالديمقراطية ما صنعوه , وصاروا يكابدون الويلات منها , فما تغيروا نحو الأفضل , بل تدحرجوا نحو الأسفل , حتى صار التغيير يعني التدمير.
وعاش العرب مع قضايا كثيرة في حياتهم وما حزموا أمرهم فيها , ولا ضبطوا مساراتها ووثقوا بمآلاتها , وفي كل بلد هناك حالة تبدأ ولا تنتهي.
ومن الواضح أن كل خطوة تؤول إلى ضدها أو نقيضها , فالوحدة وصلت إلى ما لا يخطر على بال الوحدويين والنهضويين العرب , وكيانات الأوطان ما عادت تُصان , بل تمضي في مسيرات التفتت والخسران.
وحتى الدين الواحد أصبح أديانا!!
وكأن الحزم يعني توالد الحروب والكوارث , وتنامي الصراعات والتداعيات والهوان!!
فكيف يعبّر العرب عن الحزم بسلوكهم؟
يجب أن يؤسس العرب مجالس لذوي الرأي الحر, الذين لا يتسولون في أسواق الكراسي , المدنسة بما يتعارض ومصالح البلاد والعباد , وأن يتعلموا مهارات التحاور والتعايش والتفاعل الإيجابي النافع المحقق لمصالحهم , وأن لا يتقافزوا إلى أتون النيران كالصيصان , أو يمارسوا سلوك الفراشات التي يجذبها الوهج الفتان.
فإن لم يجتمع العرب حول راية واحدة وقلب واحد ورؤية جامعة مانعة , فأنهم أبعد من عدة قرون عن سلوك الحزم اللبيب الرشيد.
فهل سيتحرر العرب من أدوات النصب والجزم , حتى يتعلموا سلوك الحزم؟!! |