• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : اراء لكتابها .
                    • الموضوع : عبد الودود خباطة يتجنى على الدكتور عبد الخالق حسين .
                          • الكاتب : عبد الصاحب الناصر .

عبد الودود خباطة يتجنى على الدكتور عبد الخالق حسين

بعد تلك المكالمة الليلية مع  صديقي السابق عبد الودود قررت أن ابتعد عن هذا الجاسوس المضر بمصلحة العراق و قلت لنفسي: عمي آني شنهي ؟ ... شللي بيهه ، مغرم أنا لبلهجة أخوتي المعدان الحفاة أهل العراق الأصليين، و قررت أن اقطع الاتصال بهذا الشخص.
قرأت مقالة جيدة للمفكر العراقي الدكتور عبد الخالق حسين عن العلاقة بين العراق و بين أمريكا (  حول انسحاب القوات الأمريكية .) المنشورة على منتدى عراق القانون الغراء ) و لا اعرف السبب و في لحظة من الزمن توقعت، ان يتصل بي عبد الودود خباطة . رن جرص الهاتف لكنه لم يكن عبد الودود و أنما كان صديق لي أخر يسكن في المنطقة الجنوبية الغربية من إنكلترا ومن اجمل مقاطعات و مدن هذا البلد الاستعماري سابقا وهي مدينة فولمووث في مقاطعة دفون. تسكن هذه المدينة هادئة على البحر و تقع على مصب نهر ترورر، ينبع من عند مدينة ترورو، حيث يتزاوج بحب مع البحر الإنكليزي، أول ما تفوه به صديقي واسمه خليل ودادي قائلاً: "ها صحوبي هاي شسويت بودود؟ نشرته على الحبل، مو كنتم أصدقاء منذ زمن السجن، ها ، شصار؟ فأجبته متنرفزا متخوفا من البسطال الأمريكي .: "لا تقول باني صديق لعبد الودود أرجوك . لقد كرعوني و البسوا رأسي بسطالا أمريكيا بعد تلك المقالة فاترك عبد الودود من فضلك ." فقال إذن اسمع ما يدعيه عبد الودود اليوم . بعد أن نشر مقال الدكتور عبد الخالق، طلع عبد الودود على وكالة أنباء المشرق المتحدة المحدودة يدعي انه من كتب هذه المقالة نفسه وهو من أودعها في مكتبة معهد البحوث الاستراتيجية للشرق الأوسط و مقرها جامعة جورج واشنطن ليذكر الرئيس أوباما - الذي يسكن بالقرب من الجامعة - وليذكر الشعب الأمريكي - الذي يسكن في كل أرجاء أمريكا وحول الجامعة - بأهمية العراق اليوم في منطقة الشرق الأوسط و كيف اصبح البلد، أي العراق، هو الوحيد الذي اقرب إلى الديمقراطية في المنطقة واكثر أمانا و استقرارا في وسط منطقة تعج بها العواصف و تثور شعوبها تطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية".
"هكذا  إذن عبد الودود؟" متعجبا قلت لصديقي خليل . و زدت: "هكذا إذن اصبح عبد الودود مصدر سياسات ومقرر أمور العباد من عمال البناء إلى مصنعي السجاد."

أعدت قراءة مقالة المفكر العراقي عبد الخالق حسين لأتبين ما يدعيه صديقي السابق عبد الودود و صديقي الذي يسكن قرب البحار فوجدت كلام جميل و واقعي ولا يقبل الشك، كلام لم نتعود عليه في منطقة الشرق الأوسط  فيه من الصراحة و الفكر النير و واقعية يندر مثلها والأهم من ذلك أني وجدت فيه الصراحة التي كانت تنقصنا نحن في العراق بعد كل ذلك الظلم الجائر زمن البعث الفاشي الطغموي و قلت في نفسي ما نحتاجه اليوم هي هذه الصراحة وهذا الكلام لكي نفق من سباتنا العميق الذي اجبرونا عليه أيام الطغاة و أيام الوطنجية، وأيام نظريات أكل عليها الدهر و لم - يزوعها بعد.
لكن هذا الكلام ليس بمستوى عبد الودود خباطة الذي اعرفه فأنكره حذرا وان كان طريقنا الحذر .
هذا كلام مفكر متفتح واعي لمشاكل شعبه وليس كلام جاسوس أمريكي مثل عبد الودود.
و بين الهاتف و بين أعادة القراءة هذه دار بي دولاب الوقت وأستقيض شيطاني الذي يسكن نخاعي الضئيل منذ أن تعرفت على السيد علاوي ألأقرب إلى أمريكا منذ تزويدهم بالأخبار الكاذبة عن الشيطان زميله السابق صدام في منظمة حنين . فقررت أن اتصل بعبد الودود استفسر منه متطفلا عن الموضوع
فاتصلت بعبد الودود و لكن على خط هاتف السكايب اقتصادا و تلافيا للرقابة التجسسية، وبعد السلام والسؤال عن الصحة ، ليس عن صحة عبد الودود، بل عن صحة ما يدعيه عن مقالة الدكتور عبد الخالق. فقال بنشوة عالية لا يملكها إلا السيد النجيفي، رئيس برلمان العراق، قال عبد الودود: "إي ، لعد شعبالك؟ كل إنسان إذا أراد شيء فما عليه إلا أن يتخذه منهج و يتعامل به مع الآخرين وذكر آية لم أتوقعها من سجين سياسي سابق وجاسوس حالي أن يتفوه بها: " وليس للإنسان إلا ما سعى و أن سعيه سوف يرى ".
وأضاف لا فض فوه: "لكل بلد مصالح و للعراق طبعا مصالحه، لكن المصالح لا تعطى بل تؤخذ، و كلما كان الإنسان مصرا وعازما على أخذ حقوقه سيستمع الآخرون لإصراره بالمنطق . قلت يا سبحان الله ، اذن، لقد تثقف عبد الودود وتعلم الكلام على أيدي الاستعمار .!!
استمر عبد الودود في الكلام و بدل أن أكون أنا من يسأله أخذ هو من يحاضرني بشعارات سياسية؟
ثم بقيت أنا و ذاتي أتساءل: أين مصلحة شعب العراق؟ لماذا لا نرى نحن وضع العراق اليوم من منظار متفتح غير متشائم و سوداوي تطغي عليه الظلمات التي كنا نحلم بإزاحتها؟ لماذا نصر على أن نأخذ معنا في حياتنا كل هذا الظلام لنلتف به؟ لماذا كل تلك الكتابات التي تنضح بالحقد على شعب العراق؟ وأتساءل: هل نحن حقا عراقيون نسعى إلى سعادة هذا الشعب؟ متى إذنْ سيرتاح هذا الشعب إذا ما بقينا نصر الا أن نأخذه معنا بدون موافقته لقتال الاستعمار والقوى العظمى بحروب غير متكافئة، ونصر على أن يبقى يكافح كفاحاً لا نتيجة منه؟ الم نكن نحلم بأن يزول الظلام و نتحرر وننفتح على العالم كل العالم؟ ألم نكن نحلم أن ينفتح العراق على العالم في البناء والإعمار و شراء أحسن المعدات من اكبر الدول؟ الم نكن نحلم ان نتعاون على قدم وساق مع الدول المتطورة؟ أين إذنْ ذهبت تلك الأحلام يا ترى؟ لماذا نصر على أن نستمر في الكفاح المسلح حتى يراق على قاماتنا الدم؟ أي كفاح هذا إذا كانت كل تلك الإمكانيات مفتوحة أمامنا لنختار منها الأحسن وندفع أثمانها من موارد العراق التي كنا نحلم بان تستغلها بصورة ذكية و بحكمة لشراء الأحسن والأجود؟ هل نعرف كم هو تعاون روسيا اليوم مع أمريكا ومع العالم المتقدم؟ أليس من منطقهم ، الذي ما زال يقول انه أجدى بروسيا اليوم أن تتباكى على من هدم الاتحاد السوفيتي وتستمر في البكاء وتشتم الاستعمار والرأسمالية وغيرها من أمور أكل الزمن منها و لم تبقى الا القشور؟ الا تتعاون الصين بكل ثقلها مع أمريكا وأنها ما زالت تتعامل بالدولار الأمريكي و تحافظ على قيمته وهي بمقدورها ان تنتج عملة مساوية للدولار وتثبت وطنيتها أكثر منا؟
لقد أتى رئيس وزراء الجيك الى العراق، وماذا عرض علينا؟ أولا طائرات التدريب المعروفة في العالم و لكنه لم يعرض علينا طائرات جديدة ، بل طائرات قديمة أعيد بنائها لان ملكية تلك الشركة المصنعة تعود اليوم الى مساهمين أمريكان، وهم من طلب من الجيك ينصحونهم بان يتفاوض العراق معهم مباشرة لأنهم أصحاب الشركة اليوم، وعرض علينا أعادة بناء خط التصنيع لمعمل الاسكندرية لتركتور عنتر، ولكن من يملك إجازة التصنيع مع العراق ليس هو معمل زيتور الجيكي، بل شخص مدني مستقل كان قد اشترى (سرق) الإجازة وحدها بعد تهديم الدولة الاشتراكية، وهو اليوم لا يملك حق التصنيع باستعمال مكانة زيتور لان أصحاب المصنع الحقيقيين هم في سلوفاكيا واكبر المساهمين في هذه الشركة هم من الأمريكان و يرغبون بالتعاون مباشرة مع العراق بدلاً من مَنْ يملك أوراق الإجازة فقط، وطلب منه الأمريكان ان يسدد أثمان الأجهزة والمعدات التي وعد العراق بها مقدما اذا كان يرغب ان يبقى منفردا يتعاون مع العراق. وهو اليوم يبحث عن ممولين في الأسواق الأمريكية لأنه لا يملك لا المال و لا المعدات ولا قطع الغيار ولا هم يحزنون .
هذه أمثلة لا يرغب بالتعرف عليها من يعيش في أحلام ومثاليات الماضي. لقد بيعت كل الصناعات في الدول الاشتراكية سابقا في أسواق البورصة العالمية وأصبح أصحابها غير مواطني تلك البلدان . مثل سيارة شكودا الجيكية التي اشترت شركة فوكس واكن أكثر أسهمها و طورتها فأصبحت من اكبر المنافسين في سوق السيارات المتوسطة الكلفة.
كذلك مثال الحكومة الأوكرانية أو الأشخاص المنفردين الذين تم التعاقد معهم على أعادة تجميع طائرات النقل من اصل روسي ليبيعونها للعراق بعد أعادة تعميرها( ٨ طائرات فقط) و اوقف هذا العقد لتلاعب فيه ، لماذا لا نذهب بذهبنا الذي نملكه و نشتري أحسن ما ينتج في العالم من العالم المفتوح أمامنا؟
هناك ثلاث حالات أمامنا للتعاون مع الأمريكان، أن نعاديهم ونسبهم ونرفض الاستعمار ونرفض بساطيلهم على رؤوسنا أولا ، أو أن نتعاون معهم الند للند كمستقلين متمكنين من قرارهم و نتصرف معهم كأصدقاء ثانيا، أو أن نتعاون معهم كعبيد أذلاء مثل بقية الحكام العرب الذين لا حول لهم ولا قوة أمام الإرادة الأمريكية لكنهم يخفون الحقيقة عن شعوبهم لاستغفالهم. الم تعترف و تتعلم أمريكا من إصرار الشعب المصري و ثورة شبابه؟ لماذا نقلل من إمكانيتنا دائما ونصر على أننا غير أكفاء للتعامل مع الغير كشعب مستقل وصاحب إرادة وهدف للبناء، و شعب ذي عزة و احترام لتطلعات شعبنا؟ لماذا نبقى نتصور باننا غير قادرين أن ندير أمورنا و نتخوف من عدم قدرتنا على التصرف كشعب مستقل.  الم نربح كتابة الاتفاقية مع الأمريكان على مرام شعب العراق؟ وهل من المنطق أن نضل نشكك بقدراتنا؟ الم تتعاون الهند ومازالت منذ الاستقلال من الاستعمار البريطاني والى هذا اليوم، مع المملكة المتحدة ونرى اليوم بوضوح كيف تحترم بريطانيا الهند و شعبه وقدرته وتوظف من أبناء الهند أكثر مما توظف من مواطن أي بلد آخر في العالم و ذلك بعد أن قرر الشعب الهندي بحكمة و سعة نظر وتناسي الأحقاد السابقة واستغلال الأخطاء الاستعمارية لصالحه و إلى هذا اليوم؟ هل تعرفون من يملك شركة سيارات روز رويز ؟ انها شركة هندية المال و المقر.
قلت لعبد الودود خباطة بعد هذا التفكير: "عيوني عبودي، إذا أنت تكدر تأثر على أمريكا وعلى اوباما و كلنتن من اجل مصلحة العراق فافعل ما هو في مصلحة هذا البلد المتعب، ولكن بعد لا تقل انك أنت من كتب مقالة الدكتور عبد الخالق. قال لماذا؟ فقلت له: إذنْ، وبهذا ستكون أنت كغيرك ممن يشكك في قدرة العراقيين على التفكير الصحيح والكتابة الرزينة الواعية وانك بذلك ستسرق قوت الشعب كما تسرق مقالات أبنائه و مفكريه.
عبد الصاحب الناصر
مهندس معماري – لندن

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=6315
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 06 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29