• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحقيقة الغائبة في العراق؟! .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

الحقيقة الغائبة في العراق؟!

  صورة العراق الكئيبة والحزينة لا تسر ولا تفرح ألا أعداء العراق في الداخل والخارج وهم كثر! الذين تآمروا لكي يوصلوه الى ما هو عليه الآن. المشهد العراقي لا يوحي بأية  أنفراج أو بارقة أمل على كافة الأصعدة  سياسيا كان أم أقتصاديا أم ازماتيا أم خدماتيا أم عسكريا على جبهات القتال، حيث لعبة الكر والفر بين داعش من جهة والقوات العراقية مسنودة من قوات الحشد الشعبي من جهة اخرى.العراقيين أتعبهم الزمن وأعيتهم ظروفهم وأربكتهم أفكارهم عما يمكن أن يفعلوه وما الذي ينتظرهم في وطنهم وهم يرونه ينحدر الى منزلقات خطيرة بعد أن تسيده السراق والمزورين والقتلة والمجرمين، فهم ومنذ سقوط النظام السياسي السابق ولحد الان يأملون  بأن يعرفوا حقيقة  مايجري  بالعراق؟!، فكل شيء أمامهم مبهم ويكتنفه الغموض وتلفه الأسرار فهم لا يعرفون أي حزب يصدق وأي سياسي يمكن أن يكون موضع  ثقتهم؟! فالتصريحات الحزبية  والسياسية  الكثيرة  والتي تناقضها كثرة نفيها ومن نفس الأحزاب!؟ أربكت العراقيين كثيرا وهدمت كل جسور الثقة بينهم وبين جميع الأحزاب والسياسيين هذا أن كانت هناك ثقة أصلا؟!. فالعراقيين كانوا يمنون أنفسهم ولو لمعرفة حقيقة واحدة من عشرات بل مئات وحتى ألاف الأحداث التي جرت بالعراق منذ سقوط النظام السابق ولحد الآن رغم كثرة اللجان التحقيقية لمعرفة الأسباب؟. فعلى سبيل المثال لا أحد يعرف لحد الآن: من الذي يقف وراء سلسلة الحرائق التي تحدث بين الحين والآخر ليس في أسواقنا التجارية (الشورجة والرصافي وغيرها من الأسواق) حسب بل في الكثير من وزارات الدولة ومؤسساتها ودوائرها، وما حقيقة حدوثها ؟ ودائما تكون نتيجة التحقيق هو (تماس كهربائي)!؟، والسؤال أيضا بهذا الأمر: لماذا يحدث الحريق في دوائر الدولة في طوابق معينة ومحددة؟ مثل الطابق الذي فيه الحسابات او الطابق الذي فيه العقود والمناقصات؟ آخر غرائب تلك  الحرائق التي وقعت هو في أحدى الكليات وفي الطابق الذي فيه الدفاتر الأمتحانية؟.وأيضا كان بود العراقيين ان يعرفوا من وقف ويقف وراء الأغتيالات التي طالت الكفاءات العلمية العراقية من أساتذة الجامعات والأطباء والعلماء؟ والتي لا زالت تقع بين الحين والآخر ويتم التعتيم عليها؟!،حيث لا توجد أدلة ثابتة بذلك بل مجرد تكهنات هي أقرب الى الأعتقاد منه الى اليقين؟! هل هو الموساد الأسرائيلي فعلا؟ أم صراع الأحزاب فيما بينها؟ أم  تصفيات  طائفية؟. وهل تجرأ أحد من لجان النزاهة  البرلمانية  وذكر أسماء الأحزاب والجهات السياسية و الشخصيات التي تقف وراء كل هذا الفساد الذي ضيع العراق والعراقيين منذ عام 2003 ولحد الان وآخرها ما تناقلته وسائل الأعلام  بأن هناك أحزاب نافذة تقف وراء هذا الصعود غير الطبيعي للدولار؟. وما هي حقيقة ما يجري في جبهات القتال؟ وهل هناك أنتصارات حقيقية للقوات المسلحة العراقية  وأعادة مناطق  فعلا  كانت  بيد عصابات  داعش التكفيرية؟ فالأخبار متضاربة  ولا توجد جهة يمكن الوثوق أليها في حقيقة ما يجري بالقتال ضد داعش؟ فأمريكا تتحدث وعلى لسان مسؤوليها وتحلل صورة المشهد الحربي القتالي بشكل والقيادة  العامة  للقوات  المسلحة  تتكلم  بشكل  أخر والحشد الشعبي يتكلم  ما يناقض الأثنين؟؟!. وهل توصلت  نتائج التحقيق عن صفقات الأسلحة التي أبرمها العراق وخاصة مع جمهورية روسية الأتحادية والتي أثير عليها لغط كثير ولا زال؟. وهل صدقت الأخبار بأنه قد تم  فعلا  تقليل رواتب الرئاسات الثلاثة ومخصصاتهم؟. وأين الحقيقة في موضوع الأتقاق النفطي مع أقليم كردستان؟ ومن الذي نكث الأتفاق الأقليم  أم  الحكومة  الأتحادية؟. وماذا توصلت  لجان التحقيق عن سرقات البنوك التي حدثت أكثر من مرة؟. وهل عرفنا شيئا عن المسلسل الدرامي لهروب السجناء والمعتقلين والأرهابيين الخطرين ولأكثر من مرة  من السجون  في بغداد والموصل والسليمانية وديالى؟. ولماذا كل هذا اللف والدوران ومحاولات التسويف والمماطلة في معرفة حقيقة جريمة العصر والأبادة الجماعية (لشهداء سبايكر)؟ وهل أن عددهم هو (1700) أم (11000)؟ وأين هم  وما حقيقة هذه الجريمة الكبرى؟ ولمصلحة من كل هذا ؟ ومن هي الجهة الحزبية والسياسية  التي تريد طمس حقيقة هذه الأبادة  الجماعية؟. وهل سيعرف الشعب العراقي أسماء  من كان وراء سقوط الموصل والرمادي وصلاح الدين؟. وأين الحقيقة في عودة النائب السابق (محمد الدايني) المحكوم  بالأعدام على خلفية  وقوفه  وراء  الكثير من الجرائم الأرهابية؟ وهل عاد فعلا للعراق بعد أن كان هاربا؟ وهل هو معتقل الآن في أحد السجون العراقية؟. هذا غيض من فيض من حوادث وقضايا وأمور كثيرة جرت في العراق خلال أكثر من عشرسنوات وهناك الكثير غيرها! من الأحداث التي طواها الزمن بعد أن طوتها أتفاقات الأحزاب السياسية وركنوها على رفوف  النسيان؟. فحقيقة كل هذه الأحداث وغيرها الكثير ظلت غائبة ولكن أسئلتها ظلت بحاجة الى أجوبة وستظل ماثلة في عقول العراقيين الحائرين الذين لا يعلمون كيف ستنتهي بهم الأمور في جمهورية عراق الخوف؟. يبدو ان طمس الحقائق هو أحد العناوين البارزة لعراق ما بعد 2003؟!. أخيرا نقول: أن الحقيقة الوحيدة التي لا غبار عليها ومع الأسف  هو أن العراق يعيش في ظل طبقة سياسية فاسدة جثمت فوق خيرات العراق تنهب وتسرق تحلل الحرام وتحرم الحلال وتتقاتل فيما بينها من أجل مصالحها الحزبية والشخصية بعيدا عن مصلحة الوطن، والحقيقة الأكثر ألما هو وجود شعب مسكين مغلوب الأرادة مخدر بالدين تارة  وبالقومية  تارة  وبالعشائرية  تارة أخرى!، قتلوا  فيه  كل  شيء وأول  شيء قتلوا فيه هو روح  المواطنه، فبات يشعر بالغربة واللامبالاة  وعدم الشعور  بالمسؤولية  وهو يعيش  بين أحضان  وطنه  وتلك كارثة كبرى وأقسى حقيقة؟!.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=63274
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 06 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3